احمرار كف اليدين
يُطلق الخبراء والأطباء على مشكلة احمرار راحة أو كف اليدين اسم "الحمامى الراحية"، كما قد يُطلق البعض عليها أيضًا اسم "كف الكبد"، أو "داء لين"، وهي عبارة عن حالة جلدية نادرة تؤدي إلى احمرار أحد أو كِلا راحتي اليدين، وقد يصل الإحمرار أحيانًا إلى الأصابع أيضًا، وعادةً ما تعتمد درجة احمرار كف اليد على درجة حرارة الجسم والجو، والوضع العاطفي للفرد، وحجم الضغط الواقع على اليدين، بالإضافة إلى وضعية اليد، سواء أكانت ممدودة فوق الجسم أو على مستوى الجسم، ويُصاب البعض بهذه الحالة إما لأسبابٍ وراثية بحتة أو بسبب الإصابة بأمراضٍ أخرى؛ كأمراض الكبد مثلًا، وهذا يعني أن العلاج لن يهدف إلى التعامل مع احمرار كف اليدين، وإنما للتعامل مع السبب الذي أدى إلى هذه المشكلة[١].
أسباب احمرار كف اليدين
ينجم احمرار كف اليدين أو الحمامى الراحية عن توسع الشعيرات الدموية وسماحها بوصول الدم بكميات أكبر إلى سطح الكف، ولقد ظن الكثير من الأطباء في الماضي بأن احمرار كف اليدين هو دليل على حدوث تغيراتٍ هرمونية فقط، لكن الدراسات الحديثة توصلت إلى وجود الكثير من الأسباب المحتملة وراء هذه الظاهرة، كما صنف الخبراء احمرار كف اليدين إلى نوعين رئيسين، وبالإمكان ذكر النوعان والأسباب المؤدية لهما على النحو الآتي[٢]:
- الحمامى الراحية الأولية: لا يحدث هذا النوع من احمرار الكف بسبب الإصابة بمرضٍ ما، وعادةً ما يحدث أثناء فترة الحمل على وجه الخصوص، وقد نسب الباحثون احمرار الكف عن النساء الحوامل إلى التغيرات الهرمونية وزيادة مستوى هرمون الأستروجين، وهذا بالطبع أمرٌ مؤقت وسيختفي بعد انتهاء فترة الحمل، لكن يوجد بعض الأفراد الذين يُصابون باحمرار الكف لأسباب وراثية أحيانًا.
- الحمامى الراحية الثانوية: توجد الكثير من أمراض الكبد التي تتسبب حدوث احمرارٍ في كف اليدين، مثل: تشمع الكبد، وما يُعرف بداء ترسب الأصبغة الدموية"، والتهاب الكبد الوبائي ج، بالإضافة إلى داء ويلسون الوراثي، وبالطبع يجب التذكير هنا بأن هناك جزءًا كبيرًا من أمراض الكبد التي تنجم أساسًا عن أمورٍ حياتية بالإمكان تجنبها؛ كالإسراف في تناول الكحول مثلُا، كما يُمكن لبعض أنواع الأدوية أن تؤدي إلى حصول أضرارٍ في الكبد وتتسبب في احمرار كف اليدين، لكن قائمة الأمراض والمشاكل التي تؤدي إلى حصول الحمامى الراحية الثانوية لا تتوقف فقط عند أمراض الكبد، وإنما تتعداها لتتضمن أمورٍ أخرى، مثل:
- الإصابة ب"التسمم الدرقي" أو زيادة بمستوى هرمونات الغدة الدرقية داخل الجسم.
- الإصابة بأمراض المناعة الذاتية؛ كالتهاب المفاصل الروماتويدي والإيدز.
- الإصابة بمشاكل الغدد الصماء، بما في ذلك داء السكري.
- الإصابة ببعض الأمراض الجلدية؛ كالأكزيما والتهاب الجلد التأتبي.
- الإصابة بأحد أشكال العدوى البكتيرية أو الفيروسية.
- الإصابة بسرطان الدماغ المنتشر.
- الإصابة بأمراض الرئة الانسدادية المزمنة.
- التدخين.
أما في حال حصول احمرار الكف لدى الأطفال، فإن سبب ذلك قد يعود إلى عوامل جينية أو أمراضٍ ومشاكل أخرى، مثل: الإصابة بالزهري الخلقي، أو التسمم، أو ارتفاع الضغط الكبدي الرئوي، أو الإصابة بداء ويلسن، أو بداء كاواساكي، الذي يسبب التهاب في الشرايين والأوعية الدموية[٢].
علاج احمرار كف اليدين
لا يوجد علاجٌ محدد للتعامل مع حالات الحمامى الراحية الأولية، لكن في حال كانت الإصابة بهذه المشكلة ناجمة عن تناول أنواعٍ معينة من الأدوية، فإن الطبيب قد ينصح بترك أو تغيير هذه الأدوية، أما في حال كانت الإصابة باحمرار اليدين ناجمة عن الإصابة بأمراض أخرى فإن العلاج سيركز بالطبع على علاج الأمراض التي أدت إلى حصول مشكلة احمرار اليدين في الأصل، وفي الحقيقة تصل نسبة الإصابة باحمرار كف اليدين بين النساء الحوامل إلى حوالي 30% تقريبًا، بينما يشكو حوالي 60% من مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي من احمرار كف اليدين، وقد تصل نسبة الإصابة بهذه المشكلة بين مرضى السكري إلى حوالي 4%، وبين مرضى التسمم الدرقي إلى 18%، وقد يشكو كذلك 23% من المصابين بتشمع الكبد من احمرار كف اليدين أيضًا، وهذا يعني أن خطة علاج مشكلة احمرار اليدين سترتكز على علاج هذه الأمراض بالدرجة الأولى[٣].
المراجع
- ↑ Debra Sullivan, PhD, MSN, RN, CNE, COI (20-7-2017), "What Is Palmar Erythema?"، Healthline, Retrieved 13-5-2019. Edited.
- ^ أ ب Suzanne Falck, MD, FACP (12-1-2018), "What is palmar erythema?"، Medical News Today, Retrieved 13-5-2019. Edited.
- ↑ "Palmar erythema", DermNet NZ, Retrieved 13-5-2019. Edited.