السفر
كانَ السّفرُ قديمًا يتطلّبُ الكثيرَ من العبء والمشقة في التّنقل من مكان إلى آخر؛ بسبب صعوبة وسائل النّقل المُتاحة في ذاك الزّمان، ومع ذلك كان معظمُ النّاس يرغبون في السّفر إمّا لطلب العلم، أو لزيارة أحد الأقارب ممن يسكنونُ في بلد آخر، أو لغرض التّجارة وغيرها الكثير من الأمور، وفي الوقت الحالي وعلى إثر ما شهدته وسائل المواصلات من تطوّر وسرعة كبيرة، فإنّ السّفرَ أصبح أكثرَ متعةً من قبل، إذ إنّ أغلبَ النّاس يسافرون لقضاء بعض الوقت في الاستجمام والتّرويح عن النّفس، بعيدًا عن صخب الحياة اليوميّة ورتابتها.
فوائد السفر
السّفرُ والتّرحالُ بين البلدان يُحقّق للمرء عدّة فوائد وميّزات من أهمّها ما يأتي:
- يريحُ البالُ وتصفو النفس من ضغوطات الحياة العملية الرّوتينيّة، والاستمتاع برؤية أماكن جديدة من طبيعة خلابة تنعش الأذهان.
- يخلقُ في النّفس حبّ المغامرة والشّجاعة الكافية لخوض تجارب جديدة في الحياة، فالسّفرُ يكشفُ عمّا في النّفس من قدرات ومواهب.
- إثراء معلومات المرء عن العالم من حوله؛ بالاطلاع على ثقافات جديدة.
- الاختلاط بالكثير من الناس من مختلف الثقافات؛ ممّا يسمحُ بتبادل المهارات واكتساب مهارات جديدة، وتنمية خبرات في عدّة مجالات.
- يخلق السّفر اهتماماتٍ جديدةٍ لدى المرء، فعندما يطلع على قضايا وثقافات الشّعوب الأخرى، قد يلفته بعض منها وتصبح محطَّ أنظاره واهتمامه فيما بعد.
- يخلق فرصةً كبيرةً لتجربة كلّ ما هو جديد وغير مألوف، فيكتشفُ المرءُ مواطنَ شغفه وبعض مواهبه.
- يُظهِرُ السّفر أخلاق الناس ومعادنهم، ففي السّفر يظهر خلق التّسامح؛ فعندما يحتكُّ المرءُ بالشّعوب الأخرى ويقترب منهم أكثر تذوب هذه الفروقات العنصريّة، وتظهر أخلاق الإنسانية الأصيلة.
- يكتسب المرء في السفر لبلد أجنبي عنه لغةً جديدةً، وهذا من أهمّ الفوائد التي قد يجنيها من سفره، فمعرفة اللغات يفتح أمام المرء بابًا واسعًا للعلم والمعرفة والاطلاع على شتى العلوم بتلك اللغات.
- يكسب المرء خبرةً ومرونةً في التّعامل بين الناس؛ من مختلف الطّباع والأجناس، ويمتلكُ قدرةَ التّأقلم على العيش في بيئات جديدة في قوانينها ولغاتها وعاداتها.
- يقوي ثقةَ المرء بنفسه، ويعتمدُ على نفسه وقدراتها في تحمّل كلّ ما يواجهه؛ فيُعزّز هذا من استقلالية المرء ومن خبرته في كيفيّة التعامل مع متغيرات الحياة.
- السّفر فرصة للتّغير، ونقطة انطلاقة لمراجعة النّفس وتصحيح مسارها.
- السّفر علاجٌ نفسيٌّ من كلّ الضّغوطات النّفسيّة، ومن بعض الأمراض النّفسيّة؛ مثل الاكتئاب، والسأم والرتابة.
- يُحسّن المزاج العام للمرء، ويزيد من سعادته وفعاليته وتركيزه حتى بعد العودة من السفر.
- السفر مع العائلة والأولاد يقوي العلاقات العائلية ويُعزّزها؛ لأنّه يُتيح لهم فرصةَ الجلوس معًا وقضاء أجمل الأوقات سويًا بعيدًا عن الأعمال اليوميّة.
- أصبح السّفرُ لدى البعض أسلوبَ حياة، يُخطّطون له بين الحين والآخر، لأجل قضاء أوقات جميلة لا تنسى.
فوائد السفر في شعر الشافعي
أوجز الإمام الشافعي رضي الله عنه مقاصد السفر وفوائده في خمسة أمورٍ وهي: راحة البال وتخفيف للهموم، وطلب للرزق، وللعلم، وفيه أيضًا تنضج أخلاق المرء وتتجلى؛ لا سيما برفقة الناس الأخيار الثّقات، كما في أبياته الشّعرية الآتية:
- تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى .......... وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
- تَفَيرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَة ٍ .......... وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَة ُ مَاجِد