كل ما تود معرفته حول تقنية التزييف العميق

كل ما تود معرفته حول تقنية التزييف العميق
كل ما تود معرفته حول تقنية التزييف العميق

ما هي تقنية التزييف العميق "الديب فيك"؟

تشتق تقنية الذكاء الاصطناعي المعروفة باسم التزييف العميق Deepfake من تكنولوجيا التعليم العميق Deep Learning، ويمكنك بواسطتها تزييف مقاطع الفيديو والصور بإقحام أشخاص في مشاهد دون أن يكونوا فيها بالفعل، وتستخدم هذه التقنية خوارزميات التعليم العميق التي صممت من الأساس لحل المشاكل والمسائل بناءً على مجموعة البيانات المدخلة، لكن بدلًا من ذلك؛ تستبدل تقنية الديب فيك الوجوه في المحتوى الرقمي، أي ببساطة يمكنك أن ترى باستخدام التزييف العميق مقطع فيديو لشخص ما يقول ويفعل أشياء هو لم يفعلها ولم يقولها بالفعل.

ويمكن إنشاء مقاطع التزييف العميق باستخدام عدّة طرق؛ أبرزها استخدام الشبكة العصبية العميقة التي تحتوي على أجهزة تشفير تلقائي، وتستخدم هذه الطريقة عادة لتبديل الوجوه في مقاطع الفيديو، وتستخدم برامج ذكاء اصطناعي المعروفة باسم برامج التشفير التلقائي لدراسة مقاطع الفيديو وفهم الشخصية الموجودة فيه من أكثر من زاوية، ومن ثم تستخدم سمات وميزات هذا الشخص وتوضع على فيديو لشخص آخر بهدف تزييف الوقائع والأحداث، ولم يكتفِ صانعو التزييف العميق بهذا القدر بل استخدموا تقنية أخرى هي شبكات الخصومة التوليدية GANs التي تكتشف وتحسّن أي عيوب في التزييف العميق ليبدو الفيديو أكثر واقعية وغير قابل للكشف سريعًا من قبل الأجهزة المخصصة لهذه الغاية.

لكن لا يقتصر التزييف العميق على مقاطع الفيديو فحسب، بل يمكن بواسطته إنشاء مقاطع صوتية مزيفة، وذلك من خلال استنساخ صوت الشخص المُستهدَف وإنشاء نموذج صوتي له، وبالتالي سيكون بالإمكان جعل هذا الشخص يقول أي شيء، ولا شكّ أن هذه التقنية خطيرة وتُستخدم غالبًا لأهداف غير أخلاقية، ويعتقد الخبراء أنه وبتطوّر التكنولوجيا مع مرور الوقت؛ سيصبح التزييف العميق أخطر وأكثر تعقيدًا مما هو عليه اليوم، ويُعتقد أنه سيُستخدَم في المستقبل للتدخل في الانتخابات وإحداث توترات سياسية، ويمكن أن يُستخدَم أيضًا في الأنشطة الإجرامية، لكن هذا لا يعني أنه لا يُستخدَم اليوم بصورة سلبية، وبالفعل استُخدمَ لتزييف الحقائق وتشويه سمعة بعض الشخصيات المعروفة.[١]


تعرف على استخدامات تقنية التزييف العميق

الاستخدامات السلبية

يطغى على تقنية التزييف العميق الاستخدام غير القانوني والأخلاقي أكثر مما يستخدم لأغراض إيجابية، وفيما يلي بعض الاستخدامات السلبية لهذه التقنية:[٢]

  • إنشاء مواد إباحية: تعد النساء أكثر المتضررين من هذه التقنية، فتمثّل المواد الإباحية غير الموافق عليها 96% من مقاطع التزييف العميق الموجودة اليوم على شبكة الإنترنت، والمُستهدف الأكبر في هذه المواد هم المشاهير.
  • التنمّر: ساعدت تقنية التزييف العميق على ترسيخ ظاهرة التنمّر في المدارس وأماكن العمل، فأصبح بإمكان أي شخص وضع أشخاص آخرين في مقاطع فيديو مسيئة تعرّضهم للتنمّر أو النبذ.
  • تهويل الفضائح وعمليات الاحتيال: امتدّ دور التزييف العميق إلى تهويل الفضائح وعمليات الاحتيال المتعلقة بالشركات وأصحابها أو مدراءها، وأصبح يشكّل خطرًا عليها وتهديدًا حقيقيًا لها، فأشارت تقارير إلى استخدام تقنية التزييف العميق لتزييف أصوات الرؤساء التنفيذيين للشركات لخداع الموظفين وإرسال الأموال إلى المحتالين، وتزايد الخوف من إمكانية استخدام هذه التقنية في إجراء عمليات دفع احتيالية عبر شبكة الانترنت واختراق حسابات الأشخاص المصرفية.
  • التأثير السلبي على الانتخابات: أصبح بالإمكان تشويه سمعة المرشحين السياسيين لمناصب كبيرة بهدف التلاعب في نتائج الانتخابات، الأمر الذي أثر على الديمقراطية في كثير من الدول، وجرى هذا الأمر عام 2018 مع جواو دوريا حاكم ساو باولو في البرازيل، الذي نُشرَ له مقطع فيديو مُسيء يُمارس فيه طقوسًا غير أخلاقية، وحصل الأمر ذاته مع رؤساء آخرين وأدت بعضها إلى محاولات انقلاب.

الاستخدامات الإيجابية

اكتسب تقنية التزييف العميق سمعة سيئة بسبب استخداماتها السيئة وغير الأخلاقية ولكن استخداماتها الإيجابية قد تشفع لها، وإليك فيما يلي جملة من الاستخدامات الإيجابية لهذه التقنية في مختلف المجالات:[٣]

  • مجال التعليم: تساهم تقنية التزييف العميق في تقديم وسائل تعليمية رائعة وجذابة للطلاب، فعوضًا عن الاستماع إلى درس ممل في التاريخ أصبح بإمكان الطلاب رؤية الشخصية التاريخية أمامهم وهي تتحرك وتتحدث.
  • مجال الألعاب والترفيه: أنشأت شركة Nvidia بيئة ألعاب هجينة بواسطة تقنية التزييف العميق ستُطرح قريبًا في الأسواق، ما شكّل نقلة نوعية في عالم ألعاب الفيديو، بالإضافة إلى أن إنشاء الرسومات والصور بواسطة الذكاء الاصطناعي سرّع من عملية إنشاء الألعاب وجعلها أفضل.
  • مجال التحقيقات والجريمة: تمكن المحققون باستخدام تقنية التزييف العميق من إعادة بناء مسرح الجريمة افتراضيًا، وذلك باستخدام مقاطع الفيديو الموجودة على الهواتف المحمولة، وتقارير تشريح الجثة، وفيديوهات كاميرات المراقبة.
  • مجال الإعلام: يساعد التزييف العميق على إخفاء هوية الصحفيين أثناء تغطيتهم للأخبار تجنبًا لتعريض حياتهم للخطر والتهديد، وأصبح بالإمكان إخفاء وجوه وأصوات المذيعين أثناء نشرات الأخبار لحمايتهم، وبالتالي سيكونون قادرين على الإبلاغ عن الحقائق والفظائع دون الخوف من تعرضهم للخطر.
  • المجال الطبي: وظّف الأطباء تقنية التزييف العميق بكل نبلٍ لخدمة الطب والمرضى، ومن تطبيقات هذه التقنية في الطب ما يلي:
    • يكون مصابي التصلب الجانبي الضموري ALS في مراحله المتقدمة غير قادرين على التحدث والتواصل مع الآخرين والقيام بمهاراتهم الحركية، لكن باستخدام تقنية التزييف العميق أصبح أقرباؤهم وأهلهم قادرين على سماع أصواتهم مجددًا حتى بعد أن فقدوا القدرة على الكلام.
    • ساهمت هذه التقنية في إنشاء بنك صوتي للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في النطق والسمع، ويمكن لهذه التقنية أن تفيد في حالات إعاقة الكلام منذ الولادة.
    • أصبح بالإمكان استخدام تقنية التعلّم العميق -وهي أصل تقنية التزييف العميق- في تطوير طرق جديدة لعلاج بعض الأمراض دون الحاجة إلى بيانات المصاب، وقد استُخدمَت شبكات الخصومة التوليدية لإنشاء فحوصات تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، بالإضافة إلى أنه يمكن تدريب خوارزميات هذه التقنية على الصور الطبية والحقيقية لاكتشاف الأورام في الجسم بطريقة أفضل.[٤]
  • المجال الفني: أنعشت هذه التقنية المجال الفني وأحيَت الفنانين القُدامى وأعطت طابعًا مختلفًا للوحات الفنية، فتمكّن باحثو مختبر الذكاء الاصطناعي التابع لشركة سامسونج في روسيا من تحويل لوحة الموناليزا إلى فيديو، وظهرَت فيه الموناليزا وهي تحرّك عينيها ورأسها وفمها، واستخدم متحف دالي هذه التقنية في معرض جديد ظهر فيه الفنان سلفادور دالي بمقطع فيديو يروي بعض اقتباساته التي كتبها على مدار حياته الفنية، ناهيك عن الاستخدام الكثير لهذه التقنية في صناعة الأفلام الحديثة،[٤]ناهيك عن الاستخدام الكثير لهذه التقنية في صناعة الأفلام الحديثة، ومن ناحية أخرى أصبح بالإمكان جعل مؤلف الكتب قادر على سرد كتبه ورواياته بصوته، فبدلًا من أن تقرأ كتابًا يمكنك سماعه بصوت مؤلفه.[٣]


ما مخاطر تقنية التزييف العميق؟

تتمثل مخاطر تقنية التزييف العميق فيما يلي:[٥]

  • سيُصبح من الصعب تصديق أي شيء تراه على الإنترنت وبالتالي لن تعرف الحقيقة من الكذب، ويمكن أن يُستخدم هذا الأمر على جانبين، إما للإساءة لشخص ما وتشويه صورته أو إلصاق مواقف وأقوال إيجابية لشخص آخر لتلميع صورته، وهنا لن تعرف الحقيقة ولن تعرف خلفيات الأشخاص المؤثرين أو السياسيين.
  • لا تقتصر مخاطر التزييف العميق على التزييف فحسب بل أصبح يهدد بياناتك على مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا، فاتُهمَت شركة تيك توك TikTok بإرسال البيانات الحيوية لمستخدميها كالبصمة وشبكية العين عند إنشاء مقاطع فيديو مزيفة، بالإضافة إلى حصول المتسللين على بيانات مستخدمي التطبيق الشخصية لتتبع مواقعهم.
  • عادةً ما تُرفق الفيديوهات المزيفة بروابط خطيرة يؤدي الضغط عليها لعمليات احتيال وسرقة البيانات الشخصية للمستخدمين وبيانات الشركات، وتكثر هذه الحالات لأنه عادةً ما تُرفق هذه الروابط مع مقاطع الفيديو المثيرة للجدل التي تحتوي على تصريحات وأخبار مثيرة لاهتمام المستخدمين، ولهذا يجب أن تتوخى الحذر من الضغط على أي رابط مشبوه.


قد يُهِمُّكَ: تعرف على تطبيقات التزييف العميق

يستخدم المزيفون تطبيقات ومواقع وبرامج احترافية للتزييف العميق، لكن إليك فيما يلي قائمة ببعض تطبيقات التزييف العميق غير الضارة التي يمكنك أن تستخدمها من أجل المتعة فقط، أو لدراسة التعلّم الآلي والتعرّف على الصور:[٦]

  • تطبيق Wombo: صممَ هذا التطبيق لمزامنة الشفاه، وباستخدامه يمكنك تحويل نفسك لشخص آخر كأن تضع وجه مغني شهير على وجهك.
  • تطبيق Reface: التقط صورتك في هذا التطبيق واختر صورة متحركة منه تريد استخدامها على وجهك، وسيظهر لك مقطع الفيديو في ثوانٍ معدودة، ويعمل التطبيق بطريقة احترافية.
  • تطبيق MyHeritage: شاع استخدام هذا التطبيق بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، ويتيح لك إمكانية تحريك الصور القديمة.
  • تطبيق ZAO: وهو تطبيق فعال يمكنك من إنشاء فيديو بتقنية التزييف العميق خلال ثوانٍ معدودة.
  • تطبيق Deep Art: يستخدم هذا التطبيق لتحويل أي صورة إلى عمل فني بوساطة الذكاء الاصطناعي.


المراجع

  1. Dave Johnson (22/1/2021), "What is a deepfake? Everything you need to know about the AI-powered fake media", Business insider - Tech, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  2. Sally Adee (29/4/2020), "What Are Deepfakes and How Are They Created?", Spectrum - IEEE, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Ashish Jaiman (14/8/2020), "Positive Use Cases of Deepfakes", Towards Data Science, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب Simon Chandler (9/3/2020), "Why Deepfakes Are A Net Positive For Humanity", Forbes, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  5. Dashia Starr (3/2/2020), "The Dangers of Deepfake Videos", Safety.com, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  6. "8 Best Deepfake Apps and Websites You Can Try for Fun", Beebom, 22/3/2021, Retrieved 25/4/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :