بواسطة: وفاء العابور
تدخل الحناء في الموروث الشعبي للكثير من الشعوب والأعراق، فهي من الأعشاب القديمة الحديثة، حيث تُعرف بلونها الأخضر وعند خلطها مع الماء وبعض المواد الطبيعية الأخرى تعطي اللون الأحمر سواء على البشرة أو الشعر، ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت أنواع من الحنّاء تعطي اللون الأسود أو اللون الأبيض، وهذه الأخيرة هي موضوع بحثنا في هذا المقال.
تحضير الحنّا البيضاء الطبيعيّة
يمكن تحضير خليط الحنّا البيضاء في المنزل من مواد طبيعية مضمونة وموثوقة في متناول الجميع، ولكنّها بالطبع لن ينتج عنها صبغ الجلد باللون الأبيض لعدم احتوائها على مواد كيميائية تساعد على تظهير اللون الأبيض وثباته على الجلد، ويقتصر استخدام الحنّا البيضاء المحضّرة بشكل طبيعي على تطبيقها على الجلد أو البشرة للحصول على فوائدها، وتحضيرها يكون غاية في السهولة عن طريق خلط مقادير متماثلة من كل من بودرة الترمس المطحون ناعمًا، وبوردة الشبة، وبودرة الفاصولياء البيضاء المجفّفة، ومسحوق لسان البحر، وبودرة النشا، وفي بعض الخلطات يضاف لما سبق زيت اللوز الحلو، ومسحوق جنين القمح، وتخلط المواد الجافّة مع بعضها جيّدًا حتى تتمازج، وتوضع في وعاء زجاجي جاف لحين استخدامها الذي يكون عن طريق أخذ ملعقتين من خليط المقادير السابقة وإضافة بضع نقاط من ماء الورد الطبيعي، وخل التفّاح الطبيعي وإكمالها بسكب الحليب كامل الدسم السائل عليها وملعقة من عسل النحل الطبيعي حتى تتكوّن عجينة ملساء يسهل تطبيقها على الجلد وتركها حتى تجف للحصول على فوائدها دون مضارها.
فوائد الحنّا البيضاء
- من المكوّنات السابقة في تحضير عجينة الحنّا البيضاء نجد أنّها تتكون من مواد طبيعية مفيدة في مجملها لعلاج مشاكل البشرة المتمثّلة بالبثور وحبوب الشباب.
- الشبّة في الحنّا البيضاء تشد مسام البشرة وتغلقها وتحميها من الأتربة والغبار التي ينتج عنه ظهور حبوب الشباب.
- مطحون الترمس مفيد في توحيد لون البشرة خاصّة إن استعمل المرّ منه.
- مسحوق النشا يستخدم في علاج آثار حروق الشمس وما ينتج عنها من تصبّغات جلديّة.
- مكوّنات الحنّا البيضاء تساعد على منح البشرة التغذية اللازمة للحفاظ على نضارتها وحيويّتها.
- عند خلط الحنّا البيضاء بما سبق وإضافة القليل من الملح الخشن إلى العجينة يمكن أن تكون مقشّرًا فعّالًا لإزالة خلايا الجلد الميّت وتجديدها، والحصول على نعومة وطراوة فائقة، مع ضرورة استخدام كريم مرطّب بعد التقشير.
- مفيدة في تأخير ظهور علامات تقدّم السنّ، ومقاومة شيخوخة البشرة في حال الانتظام على استعمالها.
- تنشيط الدورة الدموية ما يعطي البشرة اللون الوردي المتوهّج.
- إضافتها إلى حوض الاستحمام المملوء بالماء يسمح للجسم بالحصول على فوائدها لجميع، ولا ضير من ملامستها للأعضاء التناسليّة حيث إنّها تتكوّن من مواد طبيعية آمنة.
- مفيدة في التخفيف من آثار النمش والكلف على البشرة.
مضار الحنّا البيضاء
في عصر التكنولوجيا أصبح من المألوف رؤية الأشياء على غير طبيعتها التقليدية، ومنها الحنّا حيث أصبح بالإمكان أن تعطي اللون الأبيض بدلاً من الأحمر التي غالبًا ما تستخدم للنقش على الجسم وتزيين الأطراف بها، وغالبًا ما يتوافق اللون الأبيض مع العروس حيث يكمل حلّتها البيضاء ويزيد من جمالها، خاصّة أنّ الحنّا البيضاء من تقاليع الموضة الجديدة غير المستهلكة، وفكرة مبتكرة وغريبة وبعيدة عن المألوف، ولكن تكمن خطورة الحنّا البيضاء في الغموض الذي يكتنف مكوّناتها، فهي تحضّر في صالونات التجميل بإضافة مواد كيميائية ضارّة قد يكون لها تأثير سام على الجسم، وهو ما أفاده الدكتور نجيب يونس دكتور الأمراض الجلدية، حيث أشار إلى إمكانيّة حدوث التهاب أو تورّم في الجلد ناتج عن استخدام الحنّا البيضاء وهو ما يثبت وجود مواد كيميائية غير معروفة وقد يكون من غير المسموح استعمالها من قِبل وزارة الصحّة.
.