محتويات
اليهود
ورد ذكر اليهود في القرآن الكريم في ما يقارب الخمسين سورة من مئة وأربع عشرة سورة، وتحدّثت كثيرٌ من أحاديث السُّنة النبويّة التي لا حصر لها عن واقع اليهود وحقيقتهم وتاريخهم، ومنذ اليوم الأوّل الّذي قامت فيه الدولة الإسلاميّة أقاموا العداء ضدّها وكادوا لها. الديانة اليهوديّة هي أوّل الديانات التوحيديّة الثلاث الكبرى وأقدمها، بالإضافة إلى كون اليهوديّة ديانة فإنّها أيضًا طريقة حياة للشعب اليهوديّ، حيث تستمدّ شرائعها وعقائدها الأساسيّة من التوراة، والإيمان بالله الأحد الفرد الصمد يعدّ أهم تعاليم وعقيدة الديانة اليهوديّة، والتوراة أهمّ نصوص ديانتهم ويطلق عليه بعض المسيحيين (العهد القديم)، ويتألّف من عدّة أسفار وهي؛ التوراة والأنبياء والكتب. والديانة اليهوديّة ليست ديانة تبشيريّة نشطة؛ فهي لا تؤمن بأنه على الشعوب الأخرى اعتناق عقائدها وطقوسها.
صفات اليهود في القرآن
خصّص الله عزّ وجلّ مساحةً واسعة في القرآن الكريم للحديث عن اليهود وصفاتهم، لشدّة خطرهم على المؤمنين، ففيهم صفات ندر أن تجتمع في سواهم، ووثَّق التاريخ والحس والمشاهدة كل ما ورد عنهم من أدلّة عن مدى قبحهم وظلمهم، فلا ينخدع فيهم كل ذي عقلٍ، ومن صفات اليهود الّتي جاءت في القرآن الكريم ما يلي:
- يأكلون أموال الناس بغير حق؛ فهم يلجؤون للربا، والاحتيال والخداع والغش بشتى أنواعه، قال تعالى: {وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [المائدة: 62].
- البخل الشديد؛ كثيرٌ ممن خالطوا اليهود عرفوا مدى بخلهم الشديد، وصدّق ذلك ما ورد عنهم في سورة النساء فوصفهم الله تعالى بأنّهم لا يعطون النّاس حتّى النقير؛ والنقير هو النقطة السوداء في أعلى نواة التمر.
- جبنهم الشديد؛ وذلك أنّهم تحملوا الحياة في أحياء فقيرة معزولة (الجيتو). ومما جاء عنهم أنّ قادتهم كانوا يربطونهم في الجنازير داخل دباباتهم، حرصًا على عدم هربهم لشدّة خوفهم وجبنهم. وأيضًا نرى في وقتنا الحالي كيف أنّهم اخترعوا القرى العسكرية المحصّنة والجدار الفاصل والمستوطنات الخاصّة بهم.
- معرفة الحق وكتمانه؛ فكانوا يعرفون الحق ويتواصون فيما بينهم على كتمانه.
- خيانتهم للعهود؛ ظهر جليًا في آيات القران الكريم أنّهم كانوا يخونون العهود، فقال عنهم الله عزّ وجلّ: {قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ۚ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [البقرة: 100]، وكانوا كلّما أعطوا عهدًا جاءت طائفةٌ أخرى منهم ونبذته، وفي هذا دليل كبير على عدم إيمانهم والتزامهم بالعهود.
- التحريف العلني للكلام؛ فكانوا يحرّفون الكلام ويقسمون على ذلك، سواءً أكان الكلام مكتوبًا أو مسموعًا او مقروءًا، قال تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} [46 -النساء].
- الإفساد في الأرض؛ فمن المعروف أنّ اليهود هم أكثر الناس إثارةً للمشاكل، بالإضافة إلى قتلهم لخيرة الناس من علماء ودعاة.
قتل اليهود للأنبياء وأذيتهم
أثبت لنا تاريخ اليهود وصراعاتهم الدائمة مع أهل الحقّ والإيمان مدى إجرامهم وحبهم لسفك الدماء، حتّى الرسل الذين جاؤوا لنشر الحق ودعوتهم لعبادة الله وحده لم يسلموا منهم، ففد كذّبوهم وأعرضوا عن شريعتهم وأعملوا فيهم السيف بكل وحشيّة ودمويّة. وكانوا أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا وللأنبياء والرسل، وفيما يلي ذكر لأهم حوادث قتل الأنبياء والمرسلين الّتي باتت وصمة عارٍ لا تُنسى على جبين بني إسرائيل:
أشعياء عليه السلام
هو النبي الّذي ارسله الله عزّ وجلّ لبني إسرائيل لنصحهم وتوجيههم، وتذكيرهم بنعم الله عليهم، وفي يومٍ وبعدما فرغ من وعظهم ذهبوا إليه بنيّة قتله، فهرب منهم ولكنهم ما لبثوا أن أمسكوه ونشروه بالمنشار إلى نصفين.
أرميا ودانيال وحزقيل وعاموص
بعث الله عزّ وجلّ أرميا ودانيال وحزقيل وعاموص أنبياء لبني إسرائيل في زمنٍ واحد، وكان ذلك في فترة حكم (بختنصر)، فقاموا بتكذيب أرميا عليه السلام وحبسه وقتله دون تردد.
زكريا وولده يحيى
هذه تعدّ من أبشع القصص وأكثرها دمويّة فقد اعتدوا على نبي الله يحيى وهو قائمًا يصلّي بالمحراب، ثمّ أرادوا البطش بأبيه زكريا عليه السلام، لكنه فرّ منهم وانفتحت له شجرةٌ فدخلها، ولكن الشيطان كان لهم معينًا فدلّهم عليه، وقاموا بنشره مع الشجرة كما فعلوا بنبيّ الله أشعياء عليهم السلام جميعًا.
محمّد صلى الله عليه وسلّم
قامت امرأة أحد زعماء اليهود، بإهداء شاة مشويّة مسمومة للنبي محمد صلى الله عليه وسلّم، فمضغ منها قليلًا، ولكنّ الشاة أخبرته أنّها مسمومة، لكنّ أحد صحابته مات جرّاء أكله منها، واستدعى النبيّ عليه السلام المرأة وسألها فاعترفت بذلك.
تبيّن لنا الصفات والقصص السابقة اليهود السفاحين وسفاكي الدماء، الذين لا يعرفون سوى لغة التكذيب والقتل بكل وحشيّة، وعبّر عنهم القرآن الكريم بأنهم؛ إن جاءهم رسولٌ بما لا تهوى أنفسهم، فريقًا كذّبوه وفريقًا يقتلون، ووصفهم الله عزّ وجلّ بصيغة المضارع بكلمة (تَقتُلون)، وفي هذا دلالة كبيرة على أن هذا من شأنهم الّذي لا يحولون عنه يومًا ما.