محتويات
أين تقع قرية الفاو الأثرية؟
تقع قرية الفاو الأثرية على أطراف مناطق الربع الخالي، وتحديدًا على بعد 700 كيلومتر جنوب غرب مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية، وسُميَت بهذا الاسم نسبةً إلى نقطة التقاء وادي الدواسر مع جبال طويق عند مصب مجرى القناة؛ فيُطلَق على نقطة الالتقاء هذه اسم الفاو، وأصبحت منطقة الفاو قرية بسبب موقعها الاستراتيجي المتواجد على طريق التجارة القديم المتجه نحو جنوب شبه الجزيرة العربية وإلى شمالها باتجاه الخليج العربي وشمال غرب شبه الجزيرة، ومن ثم إلى بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام، وهو الأمر الذي أكسبها أهمية دينية واقتصادية وثقافية وسياسية كبيرة وسط الجزيرة العربية حتى أصبحت لاحقًا عاصمة مملكة كندة.
وكشفت الحفريات الأثرية التي أُجريت فيها لاحقًا عن مدينة متكاملة منظمة معماريًا تحتوي على الخدمات الأساسية، وتبيّن من خلال هذه الحفريات الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي كان سائدًا في المنطقة، وقُسمَ المخطط العام للمدينة على ثلاث مناطق رئيسية وهي؛ المنطقة السكنية، ومنطقة الجنازة، والمنطقة التجارية أي السوق، بالإضافة إلى وجود الكتابات والنقوش والرسومات المنتشرة في الموقع التي أظهرت التقدم الذي حققته هذه القرية سابقًا، وبيّنت دور القرية المهم في تلك الفترة فيما يخص الصناعات المعدنية والخشبية والمنسوجات والعملات المعدنية والمجوهرات والأواني الحجرية والفخارية.[١]
ما أهم المعالم في قرية الفاو الأثرية؟
تعد قرية الفاو إحدى أكثر المواقع الأثرية القديمة والنائية في المملكة العربية السعودية، وهي نقطة جذب ضعيفة للسياح بسبب أرضها القاحلة الصحراوية، وعدم نمو النباتات فيها، وعدم تواجد قرى بالقرب منها، ولكن آثارها المُكتشفة التي أظهرت تاريخ القرية العريق لا تزال متواجدة حتى الآن، ويمكنك الاطلاع عليها لزيارتها، وهي كالتالي:[٢]
- آبار المياه: تنمو مختلف النباتات في شبه الجزيرة العربية بسبب طقسها شديد الرطوبة، لكن بالنسبة لقرية الفاو التي تأسست في القرن الرابع قبل الميلاد فكانت الطريقة الوحيدة لازدهار المدينة التجارية هو استغلال المياه الجوفية المتواجدة في أرضها من خلال إنشاء عشرين بئرًا حُفرت في الموقع الأثري من قِبَل سكان المنطقة لاستخدامها في الحياة اليومية والزراعة، وهنا نمَت في القرية أشجار النخيل والكروم والحبوب المختلفة، وبالتالي صُنعت أسطح المنازل من جذوع النخيل والأشجار الأخرى، أما من الألواح الخشبية فصنع منها السكان الأدوات المنزلية والأبواب والنوافذ، واستفادوا من الآبار لتربية الأغنام والأبقار والماعز والإبل، حتى روث الماشية استفادوا منه في تسميد حقولهم.
- الأبينة السكانية: أُنشئت في المنطقة بوابات كبيرة لاستقبال الزوار على الجوانب الشمالية والجنوبية والغربية منها كونها كانت مدينة تجارية ونقطة انطلاق للمسافرين والتجار والحجاج، وصُنعَت جدران المباني من الطوب، أما الأساسات والأبراج الجنائزية والمقابر فنُحتَت من الحجر، والمواد الأساسية للبناء كانت خليطًا من الجص والرمل والرماد، وتميزت جميع جدران الأبنية بسماكتها التي وصلت إلى 1.8 متر، وكانت جميع الأبواب وإطارات المنازل مصنوعة من الخشب، وجُهّزت بنظام إمداد للمياه وزوّدت بحفر خارجية للنفايات، وأُضيفَت إليها المراحيض ليستطيع السكان العيش فيها.
- السوق: يقع سوق القرية في شرق الحي السكني، وتحديدًا على الضفة الغربية للوادي الفاصل بين منحدرات طويق وأطراف المدينة، ويتواجد حوله سياج ضخم مقسم لثلاثة أجزاء وهي الواجهات الداخلية والخارجية المصنوعة من الطوب المشمس، والقسم المركزي المبني من كتل الحجر الجيري، ويتكون مبنى السوق من ثلاثة طوابق ويحتوي على سبعة أبراج، وفيه باب واحد للدخول من الجانب الغربي يؤدي إلى الساحة المركزية التي حُفرَت فيها بئر حجرية عميقة جدًا تمتد منها قناة للمياه تصل إلى الغرف والمحلات التجارية والمتاجر.
- المعابد: يوجد في القرية ثلاثة معابد ومذبح، تحتوي جميعها على النقوش العربية التي كشفت عن الآلهة التي عبدوها مثل شمس، والأحوار، وأثر، وود، وذو الغبات من مملكة لحيان.
- المقابر: صُممت المقابر على شكل أبراج، وبنيت للشخصيات البارزة في القرية مثل قبر بن عرش، بالإضافة إلى وجود تصاميم أخرى للمقابر تختلف حسب الحقبة الزمنية وطبيعة السكان الذين تواجدوا في المنطقة، وحُفر بجانب كل برج مقابر تحت الأرض مع العديد من غرف الدفن التي يمكن الوصول إليها عبر السلالم، أما مقابر العامة فكانت تشبه المقابر الإسلامية ولكن أرضها كانت غير منتظمة.
- المصنوعات اليدوية: وُجد ضمن مجموعة الآثار المُكتشفة هناك العديد من القطع الأثرية القديمة التي تدلّ على الفن العربي القديم مثل التماثيل، والمجوهرات، والعملات المعدنية، واللوحات الجدارية، والفخار، والزجاج، والخزف، ويمكنك رؤية بعضها اليوم في معرض طرق الجزيرة العربية.
قد يُهِمُّكَ: إليك أشهر الآثار التاريخية في المملكة العربية السعودية
يوجد العديد من الوجهات والمعالم الأثرية السياحية التاريخية في المملكة العربية السعودية التي تعد نقطة جذب كبيرة للعديد من السياح، وبإمكانك التعرف عليها من خلال الاطلاع على الآتي:[٣]
- مدائن صالح: تعد من المدن القديمة التي عاش فيها الأنباط، والواقعة بالقرب من واحة مدينة العلا، وهي من أولى المواقع التي ضمتها منظمة اليونسكو ومن أفضل المعالم الأثرية في المملكة العربية السعودية.
- العلا طنطورة: العلا طنطورة من المعالم الأثرية غير المعروفة كثيرًا، وهي صحراء تمتد على مساحة 14,000 كيلومتر مربع، وهي موطن واحة مدائن صالح، وتحتوي على مئات الآثار الصخرية.
- مباني البلد: تقع مدينة البلد في جدة، وتعد من أقدم المدن التاريخية في المنطقة؛ فتأسست في القرن السابع وكانت مركزًا رئيسيًا لمدينة جدة، وصُنفت كموقع تراث عالمي وما تزال مبانيها القديمة قائمة حتى الآن.
- الدرعية: تقع الدرعية في ضواحي الرياض، ولكنها مختلفة عمّا كانت عليه سابقًا، فكانت موطنًا للعائلة المالكة السعودية وأصبحت الآن موطنًا للمتحف السعودي للفن الحديث، ويقع المتحف في وسط مزارع النخيل، وهو مبني من الطوب وعلى الطراز المعماري التقليدي.
المراجع
- ↑ "Al-Faw Pre-Islamic City in Central Arabia (Qariah)", unesco, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ↑ "Qaryat Al-Faw", saudiarabiatourismguide, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ↑ Mille Team (6/12/2019), "7 Saudi Landmarks You Need to Visit", milleworld, Retrieved 19/5/2021. Edited.