مجتمع النحل
ظهر أصل النحل على الأرض منذ حوالي 80 مليون عام، وقد تطور من الحشرات الشبيهة بالدبور إلى شكلها الحالي منذ 30 مليون سنة مضت، واليوم يوجد أكثر من 20000 نوع من النحل، وإن الحد الأدنى لحجم النحلة هو 2 مم وطول الحجم الأقصى 39 ملم، ويعتقد أن انتشار عسل النحل بدأ في منطقة شبه الجزيرة الهندية وجنوب شرق آسيا.[١]
مستعمرة النحل
النحلة حشرة اجتماعية وتعيش في مستعمرات كثيفة منظمة تنظيمًا جيدًا ويطلق عليها اسم المنحل، يحتوي كل منحل على 50000 نحلة أو أكثر في بداية الصيف، مفصولة إلى ثلاث طبقات وهي؛ النحل العامل، وهو الذي يشكل معظم السكان، والنحل الذكر وملكة النحل.[٢]
يحرص النحل على بناء المنحل في أعشاش تحميه من الرياح والأمطار، العش هو مساحة جوفاء مع فتحة صغيرة، مثل شجرة مجوفة، ويبني النحل أقراص العسل من شمع العسل، إذ يقضي النحل معظم حياته في القيام بأنشطة داخل الأعشاش، وفقط جزء صغير من أنشطتهم يكون في الخارج في البيئة، حيث نشاهدها.[٢]
أعضاء المستعمرة
في موسم الذروة في أوائل الصيف، تتكون مستعمرة نحل العسل من 50000 فرد في خلية نحل واحدة؛ ما يبدو للوهلة الأولى وكأنه فوضى كاملة هو في الواقع مجتمع عضوي جيد التنظيم، ويهدف جميع أفراد هذا المجتمع، سواء كانوا من الملكة أو العاملين أو الذكور، إلى تحقيق الهدف نفسه وهو ضمان بقاء المستعمرة وذريتها؛ ولتحقيق هذا الهدف، يقسم نحل العسل نفسه إلى أدوار واضحة[١][٢]:
- الملكة: تحتوي كل مستعمرة دائمًا على ملكة واحدة فقط، تعيش لمدة تصل إلى خمس سنوات، وهي الوحيدة التي تنتج الذرية وتسيطر على زملائها في خلية النحل باستخدام دواء فسيولوجي، وهو مادة الملكة، مثل النحل العامل، وتظهر الملكات في البداية من خلايا البويضة الملقحة، ولكن طوال مرحلة اليرقان بأكملها، تُغذى بأغذية تنتجها النحل الممرض، بالإضافة إلى هلام الغذاء الملكي، وتتربى في خلايا الملكة الخاصة بهم.
عندما تفقس الملكة الأولى بعد حوالي 16 يومًا، تستخدم لسعتها للمرة الوحيدة لقتل منافسيها، إذ لا يمكن لمجتمع النحل أن يكون له في النهاية سوى ملكة واحدة، ثم تبدأ برحلتها الزوجية مع النحل الذكر وتأخذ ما يصل إلى 10 ملايين من الحيوانات المنوية لها، مرة واحدة فقط؛ وبعد ذلك تضع ما يصل إلى 2000 بيضة مخصبة وغير مخصبة يوميًّا في خلايا الحضانة المعينة، هذا يعادل ما يصل إلى 200000 بيضة في موسم واحد؛ يخرج النحل والملكة الجديدة العامل من البيض المخصب؛ والنحل الذكر الذي يفقس من البيض غير المخصب.
بالإضافة إلى وضع البيض، تسيطر الملكة على ما يحدث في المجتمع عن طريق الفيرومونات، تدعم هذه المادة سلوك التعلم للعاملين، وتبقيهم سويًّا حتى أثناء عملية التطريد، وتقمع تطور المبايض وتربية ملكات جديدة، وتجذب النحل الذكر إليها خلال موسم التكاثر.
- النحل العامل: إنه أصغر فرد في حجمه في الخلية، لديه بطن قصير، وأجنحة طويلة، وخرطوم طويل ولاسع، لديه أعضاء من أجل جمع وحمل المياه والرحيق وحبوب اللقاح والغدد التي تنتج غذاء ملكات النحل وشمع النحل وعسل النحل، ومن بين الأمور الأخرى إن النحل العامل هو أنثى غير مكتملة ولديه جهاز تناسلي ضامر، في مواسم النشاط المكثف خلال الربيع والصيف تعيش ما لا يزيد عن 45 يومًا، بينما في فصل الشتاء تعيش ما يصل إلى 6 أشهر؛ في الأساس، ومهمتها الرئيسية الشغل بكل أعمال المنحل، ومن هنا جاءت تسميتها.
- النحل الذكر: يواجه النحل الذكور وقتًا عصيبًا جدًا في مجتمع النحل، ليس فقط لأنهم يشكلون أقلية، إذ بعد أن يتربوا في الربيع من البيض غير المخصب، فإن مهمتهم الوحيدة في الحياة هي إخصاب ملكة، في البداية يمكنهم أن يأخذوا الأمور بسهولة لعدة أيام، ولكن في شهر مايو عندما يصبحوا ناضجين جنسيًّا، ينتهي هذا الأمر، إذ سيكون عليهم التنافس مرارًا وتكرارًا مع الآلاف من الذكور الآخرين للتزاوج مع الملكة في رحلتها الزوجية، إذا نجح هذا الفرد، فإنه يستخدم كامل إمدادات الحيوانات المنوية ويموت، وفي فصل الصيف، في نهاية عام النحل، يصبح النحل الذكر غير الناجح معزولًا اجتماعيًّا، ويرفض العمال منحههم الطعام أو محاولة إبعادهم ومنع عودتهم إلى مجتمع النحل.
حقائق حول النحل
على الرغم من حجم النحل الصغير نسبيًّا إلا أنه كائن معقد بتكوينه وأفعاله، وفيما يأتي بعض الحقائق المتعلقة بالنحل:[٣]
- يوجد ما يقرب من 20000 نوع من النحل.
- يتواجد النحل في كل القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية.
- يتواصل نحل العسل عن طريق الرقص إذ عندما تعثر نحلة عاملة على حقل مليء بالزهور، سترقص الاتجاهات لتوضيح الطريق لباقي النحلات.
- يتغذى النحل على الرحيق باستخدام لسان طويل.
- يتكيف النحل للتغذية على الرحيق، والذي يتحول فيما بعد إلى عسل ويجب على كل نحلة عاملة زيارة 4000 زهرة لصنع ملعقة كبيرة من العسل، كما أنهم يتناولون حبوب اللقاح كمصدر للبروتين.
- تختبئ العناكب السرطانية والحشرات القاتلة في الزهور لالتقاط النحل، الأمر الذي قد يجعل جمع حبوب اللقاح والرحيق عملًا خطيرًا؛ ولكن السبب الرئيسي في تعريض نحل العسل للخطر هو الطفيليات والمبيدات التي يصنعها الإنسان.
- يمكن لنحلة العسل الطيران حتى ستة أميال، وبسرعة 15 ميلًا في الساعة.
- يكون دماغ النحل بيضاوي الشكل وبحجم بذرة السمسم، ومع ذلك فإنه يتمتع بقدرة عالية على تعلم الأشياء وتذكرها، وعلى سبيل المثال، يمكنه إجراء حسابات معقدة على المسافة المقطوعة في عملية البحث عن الطعام.
مراجع
- ^ أ ب "The bees society"، honeymell، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2019.
- ^ أ ب ت "Bee life"، bee careful، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2019.
- ↑ "Bee Facts & Worksheets"، kidskonnect، 19-3-2019، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2019.