بحث عن الكاميرا

الكاميرا

تعدّ الكاميرا من أكثر الأدوات ضرورةً في العصر الحالي، فهي عبارة عن صندوق عازل للضوء مزوّد بعدسة تجمع من خلالها الأضواء وتركز في الداخل، وينتقل هذا الضوء إلى قطعة الفيلم الّتي في الكاميرا البصرية أو جهاز التصوير الّذي في الكاميرا الرقمية، يوجد اليوم العديد من أنواع الكاميرات لمختلف الاستخدامات، وكلّها عبارة عن نفس القطع لكن بأحجام وجودة مختلفة، عرفت أول كاميرا باسم "الكاميرا الغامضة" والّتي يعود تاريخها إلى العصور القديمة، إذ احتوت على أغلب القطع المستخدمة حاليًا في الكاميرات الحديثة.[١]


مكوّنات الكاميرا

تحتوي الكاميرا على خمسة مكونات أساسية وهي:[٢]

  • صندوق الكاميرا: وهو الصندوق الّذي يحمي الكاميرا ويحمي الفيلم الحسّاس من أي شعاع ضوئي ممكن أن يتسلل إلى الداخل، باستثناء الضوء الّذي يعبر عبر العدسة، كما يحمي باقي القطع الداخلية من أي تلف يحمي من إصابتها من الأضرار الناتجة عن العوامل الخارجية؛ كتسرّب الماء، أو دخول الغبار وغيرها.
  • الفيلم: هي القطعة الّتي تسجل الصور عليها، وعادةً ما يلفّ هذا الشريط الحسّاس على البكرة إما يدويًا أو مصنعيًا، مع السماح لها بالتقاط صور متتالية وسلسة.
  • قطعة التحكّم في الإضاءة : وهي عبارة عن فتحة أو بؤرة ومصراع (shutter)، وكلاهما قابل للتعديل في كثير من الأحيان.
  • العدسة: هي قطعة في مقدّمة الكاميرا تركّز على أي شعاع من الضوء، وتظهر صورة المنظر المراد تصويره واضحة، وهي دائمًا قابلة للتعديل من خلال تقريب العدسة أو إبعادها، إضافة إلى تغيير التركيز ( focus).
  • نظام المشاهدة: يكون منفصلًا عن نظام العدسة، إذ يعمل عن طريق العرض على الشاشة.


مميّزات الكاميرا الحديثة

تتميز الكاميرات الحديثة باحتوائها على آلية سريعة لنقل الفيلم، وإمكانية استبدال العدسة؛ إذ يمكن استخدام العدسات ذات الأطوال البؤرية العديدة أو الزاوية العريضة مع نفس هيكل الكاميرا دون الحاجة إلى تغييره، كما يمكن استبدال أو تطوير أو إضافة المصابيح الفلاشية أو أدوات توليد الضوء، وكما يمكن التحكم بسرعة إغلاق الفتحة تلقائيٍا من خلال أزرار التحكم لالتقاط صورة ذات إضاءة جيّدة، إضافة إلى إمكانية تثبيت الكاميرا على الحوامل ثلاثية الأرجل لضمان ثبات الكاميرا أثناء التصوير، وغالبًا ما تستخدم هذه الحوامل أثناء تصوير الفيديو أو المشاهد الطويلة.[١]

صدر في عام 1996 كاميرات أوتوماتيكية صغيرة الحجم بحجم الجيب تقريبًا، وهي عبارة عن كاميرا متكاملة النظام، إذ تلتقط الصورة واضة وبمعايير صحيحة دون الحاجة إلى التعديل مع كل صورة تلتقط، إذ يمكن للكاميرا الأوتوماتيكية توصيل كل وسيلة للتحكم فيها عبر الحاسوب مثل سرعة الغالق، أو درجة الإضاءة، أو فتحة العدسة، والّتي تسهل وتسرع عملية التصوير، وتوفر هذه الكاميرات رؤية بانورامية، والتركيز التلقائي، والعرض التلقائي، إضافة إلى سرعة الالتقاط، والرؤية عالية الدقّة.[١]

تتميز الكاميرات الرقمية بدقة تتراوح من ميجابكسل إلى أكثر من سبعة ميجابكسل، والجدير بالذكر أن مصطلح "ميجابكسل" يطلق على مليون من البكسل، وتفيد هذه الميزة وضوح الصورة مما ينتج عنها مطبوعات أكبر حجمًا وأكثر وضوحًا، إذ تحتوي معظم الكاميرات على تكبير بصري أو تقريب رقمي أو كليهما، وتحتوي بعض الكاميرات الحديثة على عدسة أو وضعية تسمّى "الماكرو" وهي وضعية مختصّة بالتقاط الأشياء الصغيرة بوضوحٍ عالٍ، ويكون مكان تخزين الصورة في الذاكرة الداخلية للكاميرا أو في البطاقات المغناطيسية القابلة للإزالة، كما من الممكن نقل هذه الصور إلى جهاز الكمبيوتر للتعديل أو العرض، كما يمكن عرضها على شاشة الكريستال السائل في الكاميرا، كما تتمتّع الكاميرات الرقمية بالقدرة على تسجيل فيديو واضح وبتقنيات مميّزة، لكن لديها سعة تخزين أقل.[١]

أدى دمج التقنيات الإلكترونية بين الكاميرا والهاتف الخلوي إلى تطوير كاميرا الهاتف، إذ أصبح يتمّتع الجهاز المحمول بتقنيات تصوير عالية الجودة مع سهولة الاستخدام، كما يمكن إرسال الصورة بسهولة وبدقة عالية إلى هاتف آخر أو إلى كمبيوتر أو عبر الإنترنت، مما تتيح هذه الميزة إلى مشاركة الصور في نفس وقت الالتقاط، على عكس الكاميرا التقليدية الّتي تأخذ وقتًا طويلًا نسبيًا في عملية إصدار الصورة مقارنة بكاميرا الهاتف.[١]


تاريخ الكاميرا

يعد العالم العربي ابن الهيثم أول من مهّد لظهور الكاميرا، فهو الّذي ألف كتاب "البصريات" في القرن الثاني الميلادي، والّذي شرّح العيون وشرح طريقة عملها، الّتي بدورها أدت إلى اختراع الكاميرا عن طريق اتّباع العلوم والأسس البصرية، كما صحح مفاهيم كانت مغلوطة عن العين والرؤية، كاعتقاد أن سرّ الرؤية يكمن في إصدار العين للضوء الّذي بدوره ينعكس على الأشياء، وشرح ابن الهيثم طريقة عمل الغرفة المظلمة وطبّقت فيما بعد على نطاق أصغر وهي الكاميرا.[٣]

يعدّ العالم الفرنسي نيسفور نييبس رائد التصوير الفوتوغرافي، ففي عام 1816م بدأ بأول تجربة تصوير فوتوغرافي، إذ استخدم الضوء لإنشاء صورة للطبيعة الّتي كانت تطل من نافذة مكتبه، وفي عام 1839م ابتكر العالم الكيميائي لويس داجير طريقة للتصوير عن طريق أخذ قطعة من ورق النحاس المطلي بالفضّة والمغلّفة بيوديد الفضّة، وتعريضها لأشعة الشمس المباشرة؛ إذ أن هذه المواد ستتفاعل وتنتج صورة، ثم اخترع أوسكار باناك بعد الحرب العالمية الأولى كاميرا صغيرة يمكن استخدامها بسهولة، ثم بدأت الكاميرا في الانكماش، وأصدرت أحجام مختلفة وصغيرة، وفي عام 1948 اصدر بولارويد كاميرا غير تقليدية تسمح بإصدار صورة فورية، ومن بعدها توالى إصدار كاميرات مختلفة وبتقنيات متنوّعة.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Camera", encyclopedia, Retrieved 10-7-2019. Edited.
  2. "Camera", britannica, Retrieved 10-7-2019. Edited.
  3. "Ibn al-Haytham", britannica, Retrieved 10-7-2019. Edited.
  4. "The History of the Camera", historythings, Retrieved 10-3-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :