كانت الطبيعة وما زالت المتنفس الحقيقي للشعور بالراحة والسعادة والتماس الجمال؛ ذلك بأن الخالق عز وجل خلقها وسخرها فأبدع لينعم الإنسان بحياة تبعث السرور والمتعة في ذاته، فبدأ الإنسان بالسعي للبحث عن كل جمال يحيط به متأملًا سحر الطبيعة وراغبًا في استمرار الكشف والتعرف إليه؛ كي يتخلص من الهموم المحيطة به والأرق الذي يتخلل أطرافه والملل الذي يحلق حوله إثر متاعب الحياة فاستمر بالبحث وصمم الجمال من جمال فأنشأ الحدائق العامة لتبقى وسيلة للترويح عن النفس وموقعًا للشعور بالاسترخاء ومكانًا مناسبًا للسعادة كل صغير وكبير.
وتختلف الحدائق في تصاميمها وطرق تزيينها وترتيبها، فبعض الحدائق لها تصاميم هندسية التي تزين بالكثير من أنواع نباتات الزينة في أطر هندسية إبداعية، وبعض الحدائق تُصمم بلمسة من الجمال الموجود في الطبيعة فتكون شبيهة لها وتحتوي على نباتات وأشجار كثيرة متنوعة في الشكل والنوع، كما أنه يوجد نوع من الحدائق التي تدمج بين الطبيعة وفن الهندسة فتظهر بمظهر طبيعي جمالي بتصاميم مدهشة تبهر الأنظار، أما آخر نوع فهو النوع السائد والمنتشر حاليًا وتعرف بالحديقة البسيطة في تصميمها والمنظمة في زراعتها.
والحدائق العامة لا توجد عبثًا في الدول وإنما تصمم بجهد وزمن وعناية لتوفيرها لعامة الشعب لتكون مصدرًا للسعادة والاسترخاء؛ فالمواطن مسؤول عن الحفاظ عليها وإبقائها نظيفة وجميلة؛ فهي رمز للجمال وعنوان له.
يشكل تخريب الحدائق العامة ظاهرة منتشرة في العديد من الدول وخاصة في الدول النامية، حيث يصعب عن الجهات المسؤولة لغاية اليوم حد من ظهره الظاهرة والتخلص منها على الرغم من حملات التوعية والتنبيه التي قامت بها، ذلك بأن عواقب ومسببات التخريب تقع على عاتق لشعب عامة.
وكتير من الناس من اتخذ الحدائق عدوة له فنكل بها بكل ما استطاع دون مبالاة أو شعور.
ومن الآثار الناجمة عن تخريب الحدائق العامة:
يؤدي تخريب الحدائق إلى حرق الأشجار وتلفها، وتشوه شكل الجدران، والأمراض التي قد تنتقل بسبب تخريب دورات المياه وعدم مراعاة تنظيفها بعد الاستخدام، وتلف العاب الأطفال وتكسرها وخرباها نتيجة العبث بها، انتشار الأمراض وتلوث الجو نتيجة إلقاء الأوساخ والنفايات على الأرض وعند المرافق، حدوث خراب وتلف في الأماكن المزروعة والمساحة الخضراء بسبب اصطفاف بعض السيارات عليها.
الدوافع والأسباب التي تجعل الأشخاص يخربون الحدائق:
غياب الإدراك والوعي لدى الكثيرين اتجاه تقدير الجهود والولاء للوطن والحفاظ على ممتلكاته ومرافقه العامة.
شيوع مظاهر حب لف الانتباه واستعراض الشخصية بطرق خاطئة تعبر عن صاحبها.
التعبير عن حالة من الضيق والضجر بسبب الحالة المادية أو بسبب وجود مشاكل أسرية أو ضغوط تدفع صاحبها لعمل ذلك.
الفقر وسوء الحالة المادية التي تدفع صاحبها إلى سرقة الممتلكات العامة أو تخريبها.
ويمكن معالجة هذه الظاهرة عن طريق بتوزيع بروشورات ومنشورات تنص عن أهمية الحفاظ على الممتلكات العامة، استخدام التنكولوجيا الحديثة فمراقبة التصرفات السولوكية لزائري الحدائق.
الاستمرار بحملات الوعي والتوجيه والإرشاد نحو المحافظة على البيئة والمرافق العامة.
دور الآباء في توعية أبنائهم حول أهمية الحفاظ على الحدائق العامة وأضرار تخريبها.
دور المدارس والجامعات في تبني حملات توعية للطلاب حول هذه المشكلة..