أين يقع قصر الزهراء

مدينة الزهراء

هي عبارة عن بقايا مدينة تاريخية في الأندلس، بناها الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر، وتقع إلى الغرب من مدينة قرطبة، وكانت مدينة الزهراء مدينة عربية إسلامية في العصور الوسطى وعاصمة للأندلس، تحوي المدينة داخل أسوارها المركز الحكومي والإداري، بدأ العمل على بنائها عام 936 واستمر حتى عام 940، وكانت تحتوي على قاعات لاستقبال الزوار، ومساجد، ومراكز حكومية وإدارية، وحدائق، ودار لصك العملة، ومحلات تجارية، وثكنات عسكرية، ومساكن، وطرق، وكان الماء يصل للمدينة من خلال قنوات، وقد أسست المدينة لأسباب سياسية وإيدولوجية، وكانت مكانة الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر تحتم على تأسيس مدينة جديدة ترمز لسلطته وشأنه العظيم، وتُجاري الخلافات الشرقية الأخرى، وتظهر كذلك تفوقه العظيم على منافسيه من الفاطميين في شمال أفريقيا.[١]

وُسعت المباني في المدينة في عصر الخليفة الحكم الثاني ابن عبد الرحمن الثالث، وبعد وفاته بمدة قصيرة لم تبق المدينة المقر الرئيسي لإقامة الخليفة، وقد نُهبت المدينة في عام 1010 ونشبت حرب أهلية، فككت المدينة ودمرتها، وقد بدأ البحث عن أطلالها في عام 1910، ورُمم حوالي 10% من أصل 112 هكتارًا، وأصبحت المدينة تحتوي على مقرين لإقامة الخليفة، والمجمعات الملحقة بهما، وكذلك على مقرين سكنيين أرستوقراطيين، ومناطق للخدمات، وأماكن حرس القصر، وبعض المباني الإدارية الكبيرة، ومركز الحكومة الاستثنائية، إضافةً إلى قاعة الاستقبال، ومساحات واسعة من الحدائق، والمسجد، والمنطقة الخارجية، وتحتوي كذلك على محطة مياه حديثة وكبيرة بُنيت في تسعينات القرن العشرين في حرم البقعة الأثرية للمدينة وتخدم محطة المياه هذه المناطق المجاورة، وتحمل محطة المياه اللافتة الوحيدة المكتوبة باللغة العربية والتي طُبعت بصورة رسمية في الأندلس، الأمر الذي يدعو للتساؤل عن وجود تمويل عربي للمحطة أو للبحث عن آثار مدينة الزهراء؛ فحتى اللافتات المكتوبة على الطرق بالقرب من المعابر إلى المغرب تحتوي على أسماء المدن المغربية بخط عربي يدوي، بل في معظم الأحيان تظهر تلك الأسماء العربية بصورة معكوسة أي من اليسار إلى اليمين.[١]


موقع قصر الزهراء

يقع قصر الزهراء في مدينة الزهراء في الأندلس، بناه الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر، وقد تفاخر المؤرخون في وصف القصر؛ إذ ذكروا أن جدران قصر الزهراء صممت من الذهب والرخام السميك، وأن سقفه كان من الذهب والفضة، ووُضعت في منتصف القصر جوهرة ليس لها مثيل أهداها إمبراطور القسطنطينية للخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر، ووُضع في منتصف القصر أيضًا وعاء واسع مليء بالزئبق، وفي كل جانب من جوانب القصر ثمانية أبواب مصنوعة من خشب الأبنوس الذي رُصّع بالذهب والمجوهرات، أُقيمت على أعمدة من الرخام والزجاج الافي.[٢]

وذكروا كذلك أن الشمس كانت تدخل من تلك الأبواب الثمانية، فتصل أشعتها إلى صدر المجلس وجدرانه، فينعكس نورًا مشعًا يسلط على الوعاء المملوء بالزئبق، وعند تحريك الوعاء ينبعث نور من الزئبق المتحرك والمتموج يملأ المجلس بريقًا عجيبًا، فيشعر الإنسان كأن المجلس يدور حول نفسه، وتصل الشمس إلى كل شخص في المجلس أينما جلس، ومن غرائب قصر الزهراء الحوض الذي نُقش بالذهب، والحوض الأصفر الذي نُقش باللون الأخضر ورُسمت عليه الصور والتماثيل، وقد ذكر المؤرخون أن الحوض لا يقدر بثمن، إذ حُمل الحوض من موقع إلى موقع من البحر، ثم نُصب في الجزء الشرقي من دار الملك الذي يعرف بالمجلس المؤنس الجميل المطل على حديقة جميلة، ووُضع فيه 12 تمثالًا من الذهب الأحمر المرصع بالدر الثمين.[٢]


مسجد الزهراء

بنى الخليفة عبد الرحمن الناصر إضافةً إلى قصر الزهراء مسجدًا في الزهراء، يبلغ طوله من القبلة إلى الداخل 30 ذراعًا، ويبلغ عرض البهو المتوسط من الشرق إلى الغرب 13 ذراعًا، وقد زُوّد المسجد بأعمدة وقباب فخمة، ومنبر متقن الصنع والزخارف، فأصبح علامةً تدل على فخامة الذوق وجمال الصنع، استغرق بناؤه 48 يومًا، وكان يعمل به ما يزيد عن ألف عامل منهم 200 نجار و300 بنّاء، والبقية من العمال الماهرين، وقد استمر العمل في منشآت الزهراء طيلة عهد الخليفة الناصر، أي حتى وفاته في عام 350هـ، ثم استمر العمل في عهد ابنه الحكم المستنصر؛ أي استغرق العمل ما يقارب الأربعين عامًا من عهد الخليفتين، والخلاصة أن الخليفة عبد الرحمن الناصر أراد أن يصنع من الزهراء قاعدة ملوكية، تجمع بين فخامة الملك، وصولة السلطان، وعناصر الإدارة القوية العسكرية والمدنية.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب "مدينة الزهراء"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-18. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "عمارة قصر الزهراء في عهد الناصر بالأندلس"، menoflostglory، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-18. بتصرّف.
  3. "مدينة الزهراء .. أعجوبة الأندلس"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 2019_8_18. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :