أين ولد بيتهوفن
هو الموسيقار الألماني الشهير لودفيغ فان بيتهوفن المولود في مدينة بون التابعة لمقاطعة كولونيا بتاريخ السادس عشر من شهر كانون الأول لعام 1770 للميلاد، ويعد بيتهوفن من أهم الموسيقين العالميين على مرّ التاريخ، إذ ألف الكثير من المقطوعات الموسيقيّة المتمثلة بالسيمفونيات، خاصةً السيمفونيّة التاسعة وسوناتا القمر، وفي سطور موضوعنا التالي بيان حياة بيتهوفن وإنجازاته ومؤلفاته الموسيقية مجملةً.[١]
حياة بيتهوفن
ولد بيتهوفن للأم ماريا ماجدالينا فان بيتهوفن، والأب يوهان فان بيتهوفن الذي كان مغنيًّا مشهورًا بإدمانه على الكحول أكثر من شهرته الغنائيّة، كما كان جد بيتهوفن الموسيقار الأكثر نجاحًا وشهرةً في المدينة وهذا ما جعله يشكل مصدر إلهام لبيتهوفن، وفي البداية علمه والده الموسيقى باتباع أساليب عنيفة وصارمة تصل للضرب عند اقترافه أي تردد أو خطأ أثناء عزفه للبيانو، واستمر بيتهوفن في التدرب اليومي على العزف ولفترة تمتد لساعات طويلة في القبو دون أخذ قسط وافر من الراحة والنوم.
درس بيتهوفن العزف على الكمان مع والده وتلقى دروسًا موسيقيّة على يد موسيقيين آخرين في المدينة، وخلال فترة تدريبه أظهر بيتهوفن موهبة موسيقيّة كبيرة تفوق عمره بكثير، وبسبب النجاح الكبير الذي لاقاه عند عزفه أمام الإمبراطورة ماريا تيريزا في السادسة من عمره سعى والده للحصول على اعتراف عام بقدرات بيتهوفن الموسيقيّة، وبهذا نظم أول حفل موسيقي له بتاريخ السادس والعشرين من شهر آذار لعام 1778 للميلاد الذي تميّز فيه ولفت الأنظار إليه.
أما بيتهوفن في المدرسة فقد كان طالبًا متوسطًا يعاني من صعوبة في القراءة، وفي عمر العشر سنوات ترك بيتهوفن الدراسة وتفرغ لتعلم الموسيقى مع كريستيان غوتلوب نيفي الذي استمر في ذلك حتى أصبح في الثانية عشر من عمره عندما نشر أول عمل موسيقي من تأليفه يتمثل بتنويعات موسيقيّة لواحد من الألحان المؤلفة من قبل الموسيقي الكلاسيكي دريسلر، وفي عام 1784 للميلاد تدهورت حالة الأب الصحيّة بسبب إدمان الكحول ليصبح غير قادر على الغناء وإعالة أسرته، وبذلك عين بيتهوفن للعزف على الأورغن في الأبرشيّة بدل أبيه، وفي عام 1787 للميلاد قررت الأبرشيّة إرسال بيتهوفن إلى فيينا عاصمة الثقافة والموسيقى لفتح المجال أمامه لتنمية قدراته الموسيقيّة، ولكنه لم يمكث فيها إلى أسابيع قليلة بسبب إصابة والدته بالمرض والعودة للمكوث معها، وقد نال بيتهوفن شرف تأليف مقطوعة موسيقيّة لتكريم وتخليد ذكرى وفاة الإمبراطور الروماني جوزيف الثاني عام 1790 للميلاد، ولكن لم تعزف هذه المقطوعة لأسباب مجهولة، وبعد مرور مئة عام من الزمن اكتشف المؤلف الموسيقي يوهان براهمز أن مقطوعة بيتهوفن المعروفة بكانتاتا المؤلفة لتخليد ذكرى الإمبراطور كانت عملًا راقيًا ومميّزًا، وبذلك تكون هذه المقطوعة من أقدم أعمال بيتهوفن الموسيقيّة.[١]
توفي الموسيقار العالمي بيتهوفن في تاريخ السادس والعشرين من شهر آذار لعام 1827 للميلاد عن عمر يناهز ستة وخمسين عامًا، وقد كشفت نتائج تشريح الجثة أنّ السبب المباشر للوفاة كان تليف الكبد، بالإضافة إلى أنّ كان مصابًا بالصمم، ولديه إسهال مزمن وأمراض في الشرايين، وفي فترة قريبة من الزمن حلل الجزء الباقي من الجمجمة ليكتشف العلماء وجود مستويات عالية من مادة الرصاص، وهذا ما أدى بهم إلى أنّ يقولوا بأنّ التسمم بالرصاص كان سببًا محتملًا للوفاة.[٢]
إنجازات بيتهوفن
في عام 1792 للميلاد اجتاحت الثوى الثوريّة الفرنسيّة راينلاند وهذا ما جعل بيتهوفن يترك مكان ولادته، ويهاجر إلى فيينا من جديد، وكان حينها صديقه موزارت قد توفي في العام السابق في فيينا، وقام مكانه الملحن العظيم جوزيف هايدن فكان، واستكمل بيتهوفن دراسته معه، كما كرس نفسه لدراسة الموسيقى بكل إخلاص مع أبرز الموسيقين في هذا العصر وحصل بذلك على محبة الرعاة والمواطنين خاصةً أولئك الذين ينتمون للطبقة الأرستقراطيّة الذين وفرو له المال ومكان للإقامة، وفي القرن الثامن عشر للميلاد.
بدأ بيتهوفن تأليف مقطوعات موسيقيّة الواحدة تلو الأخرى الأمر الذي جعل منه ملحنًا بارعًا وصل إلى خضم نضجه الموسيقي، وفي عام 1801 للميلاد نشر سلسلة من الرباعيات التي أثبتت إجادته التامة لأصعب أنواع الموسيقى، وفي عام 1804 للميلاد أعلن نابليون نفسه إمبراطورًا، وهذا ما جعل بيتهوفن يؤلف تكريمًا له سيمفونيّة موسيقيّة.[٢]
مؤلفات بيتهوفن الموسيقيّة
ألف بيتهوفن على مدار خمسة وعشرين عامًا من حياته، ابتدأت من عام 1799 للميلاد حتى عام 1824 للميلاد تسع سيمفونيّات، والتي ابتدأت بالسيمفونيّة الأولى التي كتبت في عام 1799 للميلاد، وعزفت لأول مرة في عام 1800 للميلاد على المسرح الوطني في العاصمة النمساويّة فيينا، وقد تأثر بيتهوفن في تأليف هذه السيمفونيّة بأعمال هايدن وموتسارت، وكانت السيمفونيّة الثانية في عام 1803 للميلاد التي كان حينها بدأ سمعه بالضعف والتلاشي، والسيمفونيّة الثالثة كانت أكثر عظمة وإتقان من السابقتين كونها تتميّز بجمال موسيقي وعمق عاطفي، والتي عزفت في عام 1805 للميلاد، وسيمفونيّة بيتهوفن الرابعة عزفت في منزل أحد الأمراء النمساويين في عام 1807 للميلاد المبهجة والباعثة للارتياح.
وتوالت السيمفونيّات حتى كانت آخرها السيمفونيّة التاسعة التي تصنف من ضمن أفضل المعزوفات الموسيقيّة، والتي تعرف باسم السيمفونيّة الكوراليّة التي انتهى من كتابتها عام 1824 للميلاد، وهي من سيمفونيّات بيتهوفن الوحيدة التي تحتوي أصوات مغنيين، إذ ينشد الجزء الأخير منها عبر أربعة مغنيين، وهي من الأعمال التي كانت مصدر إلهام للكثير من الشعراء والفنانين والكتاب، ويشار إلى أنّ النوتة الموسيقيّة الأصليّة في سجل ذاكرة العالم لدى في اليونسكو.[٣]
المراجع
- ^ أ ب "من هو بيتهوفن - Ludwig van Beethoven؟"، arageek، اطّلع عليه بتاريخ 31-7-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "معلومات عن الموسيقار بيتهوفن"، universemagic، اطّلع عليه بتاريخ 31-7-2019. بتصرّف.
- ↑ Abdulrhman Alsalima (30-4-2018)، "سيمفونيات بيتهوفن التسعة وتفاصيل تأليف كل منها "، magltk، اطّلع عليه بتاريخ 31-7-2019. بتصرّف.
