موقع مدينة القيروان
هي مدينة عريقة تقع في وسط تونس، وتبعد عن مدينة تونس العاصمة مسافة 156 كيلومتر، وعن مدينة سوسة التونسية مسافة 57 كيلومتر، وتوجد على ارتفاع ستين مترًا فوق مستوى سطح البحر، وقد بلغ عدد سكانها في عام 2004م نحو 546.600 نسمة، أمّا مساحتها فتقدّر بنحو 680.000 هكتار، وتتفاوت درجات الحرارة في المدينة تفاوتًا ملحوظًا؛ فتتراوح بين 40 درجة مئوية أو أكثر في فصل الصيف، وبين بضع درجات تحت الصفر في فصل الشتاء، كما تهبّ ريح السّموم الصحراوية على المدينة بمعدّل واحدٍ وعشرين يومًا في السنة، أمّا كميّة نزول الأمطار فتتراوح بين 250مم و300 مم في السنة، وتصل كميّة الأمطار في المناطق الغربية من المدينة إلى 500 مم، كما يتفاوت هطول الأمطار تفاوتًا كبيرًا من سنة إلى أخرى؛ إذ إن المنطقة تنتقل من حالة الجفاف إلى الفيضانات التي قد تؤدي إلى الكوارث، وقد كانت فيضانات عام 1969م من أكثر الفياضانات إتلافا وتدميرًا للمنشآت والخيرات، ومن الممكن تجنّب خطر مثل هذه الفياضانات من خلال سدّ واد زرود، وسدّ واد مرق.[١]
نشأة مدينة القيروان
تأسست مدينة القيروان على يد عقبة بن نافع في سنة 670 م/الموافق 50 هـ، وكان عقبة بن نافع يهدف لإقامة المسلمين فيها، وتكمن أهميتها في دورها الهام في الحملات التي انطلقت منها خلال الفتح الإسلامي على إسبانيا والجزائر والمغرب، وهي مدينة دينية منذ نشأتها واشتهرت بحلقات العلم والدروس، ويوجد فيها مسجد عقبة بن نافع والعديد من المساجد الأخرى، وتضم القيروان العديد من المكتبات العامة، والمكتبات التابعة للجوامع، والزوايا والمدارس، وكانت مفتوحة للدارسين والراغبين بالتعلم، وتشتمل على أمهات الكتب ومن أشهر هذه المكتبات مكتبة بيت الحكمة، أما القيروان فهي كلمة فارسية، وتعني مكان اجتماع الناس في الحرب، أو محط الجيش. [٢]
مسجد القيروان الشهير
عندما أنشأ عقبة بن نافع مدينة القيروان بنى فيها مسجد القيروان وهو من أهم معالمها عبر التاريخ، ولقد كان المسجد بسيط البناء وصغير المساحة في البداية، ولكن بعد بنائه بعشرين سنة هدمه حسان بن نعمان الغساني وأنشأ مكانه مسجدًا جديدًا أكبر من سابقه، ثمّ في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك أمر الخليفة بزيادة مساحته، وزاد عليه حديقة كبيرة في شماله، وشيَّد مآذنه، ثمّ في عام 155هـ/الموافق 724م أعيد بناؤه على يد يزيد بن حاتم، وظلّ كما هو حتى استلم زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب إمارة منطقة إفريقية سنة201هـ/817م فزاد عليه، وهكذا استمرّت التوسعات في المسجد خلال العصور المختلفة حتى أصبح أخيرًا يشغل مساحة مستطيلة الشكل وتصل مساحة أضلاعها إلى 70 - 122 مترًا، ويعدّ جامع القيروان من أقدم جوامع المغرب الإسلامي، ولقد كان هذا الجامع المصدر الأول الذي أخذت منه العمارة الأندلسية والمغربية عناصرها المعمارية والزخرفية، وقد كان هذا المسجد ميدانًا للحلقات العلمية والدينية واللغوية التي شملت نخبة من أكبر العلماء في ذلك العصر.[٣]
المراجع
- ↑ "القيروان"، mawsouaa، 7-3-2017، اطّلع عليه بتاريخ 20-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "بحث شامل عن مدينة القيروان"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 20-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "القيروان درة التراث السياحي في تونس ورمـز حضارتها الإسلامية"، albayan، 25-8-2012، اطّلع عليه بتاريخ 20-9-2019. بتصرّف.