الفِطنة
الفطنة من الصفات المحمود وجودها في الشخص، فيُعرَف الشخص الفطين بأنه إنسان ذكيّ حاذِق على علم بالكثير من أمور الحياة لا يغيب عنه شيء، وقد وردت بعض التَّعريفات لصفة الفطنة في معاجم اللغة العربية، ومن هذه التعريفات، قيلَ فُلانٌ فَطِن، أي فهو صاحب فطنة، وهو شخص ماهر وحاذِق، وقيلَ هذا ولدٌ فَطِن، أي ولدٌ نابِه، كما قيلَ فَطِنَ للأمر أي تنبَّه له وأدركه، ومن التعريفات الأخرى التي وردت لمفهوم الفطنة، قيل أن الفِطنة والفَطانة هما كالفَهم، وهما ضدّان للغباوة، أما بالنسبة لتعريف الفطنة اصطلاحًا، فقد ورد فيها ثلاث تعريفات، الأول قول العسكريّ: الفطنة هي العلم بالشيء من وجهٍ غامض، والثاني قول الكفويّ: الفطنة هي التنبُّه بالشيء، أما التعريف الثالث فهو قول الرَّاغب: الفطنة هي سرعة إدراك الأمور.[١][٢]
فوائد الفِطنة للشخص
للفطنة العديد من الفوائد التي تعود على الشخص، ومن أهم هذه الفوائد:[٣]
- الفطنة هي أساس لنجاح الإنسان، إذ تجعله أعلم وأكثر قدرة على التعامُل مع الأمور، وتجعله منفتحًا على كلّ ما يجري حوله، فيصبح إنسانًا مُتيقِّظًا لكل أحداث الحياة، وبالتالي يكون على علم أكبر بمصلحته وما يُفيده، ويزيد من نجاحه في عمله.
- الشخص الفَطِن محبوب من قبل الجميع، ويحبُّ الجميع مرافقته والبقاء بالقرب منه؛ للاستفادة من ذكائه وقوة ملاحظته.
- الشخص الفَطِن شخص يتميّز بالذكاء الاجتماعيّ، ويعرف تمامًا كيف يتعامل بذكاء مع الاّخرين.
- الفطنة تجعل الشخص يصنع المعروف مع الآخرين ويساعد المحتاجين.
- الشخص الفَطِن ينتفع بفِطنته وينفع الآخرين بها.
- فطنة الشخص المسلم تجعله يتفكّّر أكثر في خلق الله، وتزيد من تعظيمه لله سبحانه وتعالى.
أنواع الفِطنة
يوجد نوعان رئيسيان للفطنة؛ النوع الأول الفطنة الموهوبة من الله سبحانه وتعالى، وهي الفطنة التي يضعها الله سبحانه وتعالى في عبده، ويجعله مُبصرًا ومُدركًا لكلّ ما حوله وسريع البديهة، أما النوع الثاني للفطنة فهي الفطنة المُكتسبة من تجارُب الحياة، إذ يكتسب الفرد هذا النوع من الفطنة من خلال التجربة والسَّعي وراء التعلُّم وكثرة مُجاورة أهل العلم والدراسة المتواصلة، وهذا النوع من الفطنة يحتاج إلى مجهود أكبر من النوع الأول؛ فعلى الشخص أن يستمرّ بالعمل والدراسة والبحث ليصل إلى درجة الفطنة.[٤]
الفرق بين الفِطنة والذَكاء
قد يظُنُّ البعض أن كل من الفطنة والذكاء يحملان نفس المعنى، ولكن في الواقع يوجد فرق بين كلّ منهما يتمثل فيما يلي:[٥]
- الفطنة: هي صفة مخالفة للغباء، وتعني التنبُّه للأمور والابتعاد عن الغفلة، والشَّخص المُغفَّل هو الشخص الغافل الذي لا فطنة له، وقيل أن الفطنة هي العلم بالشيء من وجه غامض، وهي بداية المعرفة، لذلك فكلّ فطنة هي علم، وليس كل علم فطنة.
- الذّكاء: فقد عُرِّف بأنه صفة مخالفة للبلادة والغباء وهو تمام الفطنة، كما عُرِّف بأنه سرعة الإدراك والفهم للأمور، وشدَّة الحدس وبلوغه أقصى درجاته، وقيل ذَكَت النار أي اشتعلت بسرعة، وقيل شاةٌ مِذكاة أي مذبوحة بحدّ السكين، فالذَّكاء هو حدَّة وسرعة إدراك الأمور.
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى الفِطْنَةُ في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 8-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "معنى الفِطْنَة والذَّكاء لغةً واصطلاحًا"، الدُّرر السّنيّة، اطّلع عليه بتاريخ 8-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "فوائد الفِطْنَة"، الدُّرر السّنيّة، اطّلع عليه بتاريخ 8-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "فوائد الفِطْنَة وأقسامها رابط المادة: http://iswy.co/e12a3p"، طريق الإسلام ، 1-5-2014، اطّلع عليه بتاريخ 8-8-2019.
- ↑ "الفطنة والذكاء والفراسة"، البيان، 17-10-2006، اطّلع عليه بتاريخ 8-8-2019.