ما هو علاج بحة الصوت

ما هو علاج بحة الصوت
ما هو علاج بحة الصوت

بحة الصوت

يعاني الأفراد المصابون بالتهاب الحنجرة أو بأيّ من الالتهابات التّنفسيّة العلوية من بحة الصّوت، كما أنّ الكثيرين يُصابون ببحة الصّوت بالتّزامن مع جفاف أو خشونة الحلق، ويتميّزُ الصّوت الناجم عن الإصابة ببحة الصّوت بالخشونة والضّعف، وعادةً ما يعجز الفرد عن إصدار الأصوات بصورة طبيعيّة أو سلسة، وفي الحقيقة فإنّ بحةَ الصّوت يُمكنها أن تزداد سوءًا في حال الإصابة أيضًا بحرقة المعدة، أو التّدخين، أو السّعال الشّديد، أو الحساسيّة، أو شرب الكحول، أو حتى الصّراخ أو الغناء بصوتٍ عالٍ، كما يُمكن لبحة الصّوت أن تنجمَ في بعض الأحيان عن الإصابة بأورامٍ حميدةٍ تستهدف الحبال الصّوتيّة، أو عن السرطانات النامية في الحلق، أو الغدة الدّرقيّة، أو الرّئة، وقد يختلط على بعض الناس أحيانًا الإصابة ببحة الصوت مع تغير الصوت وخشونته طبيعيًا عند المراهقين[١].


علاج بحة الصوت

يحاولُ الطّبيبُ في البداية تشخيصَ سبب الإصابة ببحة الصّوت عبر إجراء الفحوصات التّشخيصيّة المناسبة التي قد تتضمّنُ الاستعانة بالفحوصات البدنيّة واستخدام تقنيات تنظير الحنجرة، وقد ينصحُ الطّبيب أيضًا بإجراء فحوصات تصويريّة، كتصوير الرّنين المغناطيسي أو التّصوير المقطعي المحوسب من أجل تحديد سبب بحّة الصّوت، وبناءً على السّبب سيحدد الطّبيبُ الخيار العلاجيَّ الأفضل، وقد تتضمّن أبرز الخيارات العلاجية المتبعة لعلاج بحّة الصوت ما يلي[٢]:

  • الأدوية: يعتمدُ وصفُ الأدوية لعلاج بحّة الصوت على مسبّب بحّة الصّوت، وتشتملُ أهمّ الخيارات الدّوائية على ما يلي:
    • الأدوية المضادة للحموضة: يصفُ الخبراءُ هذه الأدوية للمرضى المصابين ببحة الصّوت بالتّزامن مع ما يُعرف ب" الجزر المعدي المرئي"، الذي يُسبّب ارتفاعًا في حموضة المعدة أو حرقة المعدة.
    • الكورتيكوستيرويدات: على الرغم من أنّ الكثيرَ من الأطباء يصفون الكورتيكوستيرويدات عبر الفم لعلاج بحّة الصوت، إلا أنّ بعض الخبراء يرون أن من الأفضل عدم وصفها دائمًا بسبب أعراضها الجانبية ونقص الأدلة العلمية التي تثبت نجاحها في حلّ مشكلة بحّة الصوت.
    • المضادات الحيوية: لا يحبّذ الكثيرُ من الخبراء استخدام المضادات الحيويّة لعلاج بحّة الصّوت الناجمة عن الإصابة بالتهابات المسالك التّنفسية العلوية أو التهاب الحنجرة؛ لأنّ هذه الالتهابات هي التهابات فيروسيّة وليست بكتيريّة، لكن قد يكون بالإمكان استخدام المضادات الحيويّة لعلاج التهاب الحنجرة الثانوي الناجم عن الإصابة بالتهاب بكتيري.
    • توكسين البوتولينوم: يرى بعض الخبراء أنّ بالإمكان وصف حقن عقار توكسين البوتولينوم لعلاج بحّة الصّوت الناجمة عن الإصابة بالتّشنجات العضلية، لكن لا بُدّ من ذكر أنّ الجهات الرّقابيّة لم تسمح بعد بوصف هذا العقار من أجل هذه الغاية بالتّحديد.
  • العلاج الصوتي: يصفُ الخبراءُ هذا النّوع من العلاج للمرضى الذين تتضرّر جودة الصّوت لديهم بسبب بحّة الصوت إلى درجة انعكاسها سلبًا على حياتهم الطّبيعيّة، وعادةً ما يرسل الأطباء هؤلاء المرضى إلى أخصائيي النّطق واللغة لتلقي العلاج الصّوتي، وغالبًا ما يركّز هذا النوع من العلاج على العوامل السّلوكيّة المرتبطة ببحّة الصوت.
  • الجراحة: يلجأُ الأطباء إلى الجراحة في حال كانت بحّة الصّوت ناجمةً عن إصابة الحنجرة بأورامٍ حميدة أو خبيثة، لهذا السبب لا تُعدُّ الجراحة خيارًا أوليًا أو أساسيًا لعلاج بحّة الصوت.
  • الرعاية الصوتية: يدل ذلك على تعليم المريض كيفية إدارة أعراض بحة الصوت عبر إجراء تغيرات بيئية على البيئة المحيطة به، مثل ترطيب الهواء وتجنب التدخين والغبار؛ وتغيرات سلوكية، مثل تجنب السعال المتكرر أو تجنب تجريح الحلق عبر سحب المخاط؛ وتغيرات تمس العادات الصوتية، مثل تجنب الصراخ لفترات طويلة؛ وتغيرات غذائية، مثل شرب الكثير من السوائل وتجنب الوجبات الكبيرة أو المبهرة.[٣][٤]:
  • علاجات مختلفة: يُمكن للأطباء وصف بعض أنواع الأدوية الخاصة للتّعامل مع السّعال المصاحب لبحّة الصوت، كما قد ينصحون بإراحة الصّوت لبعض الوقت لتقليل مستوى التّهيج الحاصل في الحبال الصّوتيّة، ومن المهم كذلك الإقلاع عن التّدخين للمساعدة على علاج بحّة الصوت[٥].


علاجات بديلة لبحة الصوت

ينصح الكثير من الخبراء باتباع بعض الأمور التي يُمكنها المساعدة على علاج بحة الصوت والوقاية منها، مثل[٦]:

  • إراحة الصوت لبضعة أيام وتجنب الحديث والصراخ، بالإضافة إلى تجنب الحديث بالهمس، لكونه في الحقيقة يؤذي ويشد الحبال الصوتية أكثر من الحديث العادي.
  • شرب الكثير من السوائل المرطبة التي يُمكنها تلطيف الأعراض وترطيب الحلق.
  • تجنب الكافايين والكحول؛ لأنهما يؤذيان الحلق ويتسببان بجفافه وزيادة بحة الصوت سوءًا.
  • استعمال مرطب الجو؛ لإضافة بعض الترطيب إلى الهواء، وفتح المجاري الهوائية في الصدر، وتسهيل العملية التنفسية.
  • أخذ حمام دافئ؛ لكون البخار المنبعث من الماء الدافئ يُمكنه المساعدة على فتح المجاري الهوائية وإضافة بعض الترطيب لها.
  • الإقلاع أو التخفيف من التدخين؛ لكونه من الأمور التي تجفف وتهيج الحنجرة.
  • ترطيب الحنجرة ذاتيًا عبر تناول الحلوى الصلبة أو مضغ العلكة؛ إذ إن ذلك يحفز على إفراز المزيد من اللعاب ويُمكنه تخفيف مشاكل الحلق.
  • التخلص أو الابتعاد عن المواد المثيرة للحساسية في البيئة المحيطة؛ لكون الحساسية من الأمور التي تزيد من حدة بحة الصوت.
  • تجنب استعمال مزيلات الاحتقان لعلاج بحة الصوت؛ لكونها تهيج الحلق وتزيد من جفافه.
  • محاولة علاج التهاب الحنجرة في حال كان هو سبب بحة الصوت عبر اتباع بعض العلاجات المنزلية، مثل[٧]:
    • الغرغرة باستعمال الماء المالح، عبر إذابة ربع أو نصف ملعقة من الملح في كأس من الماء، ثم رشف الماء والغرغرة بها ومحاولة إيصالها إلى مؤخرة الحلق، ثم بصقها خارجًا.
    • استخدام خل حمض التفاح، الذي يمتلك خصائص مقاومة للميكروبات يُمكنها مساعدة الجسم على مقاومة العدوى، وبالإمكان استخدامه عبر إذابة ملعقة أو ملعقتين منه في كأس صغيرة من الماء، ثم إضافة ملعقة من العسل معه لجعل مذاقه وفاعليته أكثر قوة، ثم التناوب على شرب الخليط مرة أو مرتين في اليوم حتى زوال الأعراض.
    • شرب الشاي مع العسل، الذي يمتلك قدرة على تخفيف إنتاج المخاط وعلاج السعال بطريقة شبيهة بالأدوية غير الموصوفة.
    • استخدام الزنجبيل، الذي يُعد فعالًا لعلاج السعال المصاحب لالتهاب الحنجرة.
    • تناول الثوم الطازج، الذي يمتلك خصائص مضادة للبكتيريا.


أسباب بحة الصوت

يحتاج الأمر إلى تشخيص الطبيب لمعرفة الأسباب الكامنة وراء بحة الصوت، وفي الحالات المزمنة والخطيرة قد تترافق بحة الصوت بأعراض أخرى مثل صعوبة التنفس، وهنا يقوم الطبيب بداية بالإسعافات الأولية لإعادة النفس إلى طبيعته ومن ثم تبدأ إجراءات التشخيص، فيبدأ الطبيب بجمع جميع الأعراض التي أصابت المريض ومن ثم إلقاء نظرة على تاريخ العائلة المرضي للتمكن من تحديد السبب الأساسي، وقد يسأل الطبيب عن مدى قوة الصوت والقدرة على الكلام والمدة التي استمرت خلالها الأعراض، بالإضافة إلى السؤال عن العوامل التي تؤدي إلى تفاقم الحالة المرضية؛ مثل التدخين والصراخ والتحدث لفترات طويلة، ومن المرجح أيضًا أن يفحص الطبيب الحلق للبحث عن وجود أي التهاب فيه أو إصابات، واعتمادًا على الأعراض قد يجري الطبيب تصويرًا سينيًا لمنطقة الحلق، بالإضافة إلى إجراء تحليل للدم لمعرف أعداد كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية ومستويات الهيموغلوبين[٨].

وبناءً على إجراءات التشخيص السابقة يمكن للطبيب تحديد السبب الكامن وراء بحة الصوت وخاصة في حال استمرارها لفترة طويلة، وفيما يلي أكثر الأسباب شيوعًا[٨]:

  • إصابة الجهاز التنفسي العلوي بعدوى فيروسية.
  • ارتجاع أحماض المعدة.
  • التدخين.
  • شرب الكافيين والمشروبات الكحولية.
  • استخدام الأحبال الصوتية بإفراط؛ مثل الصراخ والغناء لفترات طويلة أو أي ممارسة تتسبب بزيادة الضغط على الأحبال الصوتية.
  • الحساسية.
  • استنشاق المواد السامة.
  • السعال المفرط؛ الذي يؤدي إلى إيذاء الأحبال الصوتية.
  • وجود أورام حميدة على الأحبال الصوتية التي تظهر وكأنها نموًا غير طبيعي.
  • الإصابة بالأورام الخبيثة في المنطقة؛ مثل سرطان الحلق أو سرطان الغدة الدرقية أو سرطان الرئة.
  • حدوث ضرر في الحلق؛ مثلًا نتيجة إدخال أنبوب التنفس عند إجراء العمليات الجراحية.
  • بلوغ سن المراهقة عند الشباب الذي يتغير خلاله الصوت ليصبح أكثر خشونة.
  • ضعف أداء الغدة الدرقية.
  • تمدد الأبهري الصدري؛ وهو ما يعرف بتورم جزء من الشريان الأبهري أكبر شرايين القلب.
  • التعرض لحالات عصبية أو عضلية تتسبب بإضعاف وظيفة الحنجرة.


أسباب بحة الصوت وعلاجها

يعتمد علاج بحة الصوت على السبب الكامن وراء هذا العرض، ويشمل ذلك الحالات التالية[٩][١٠]:

  • عدوى الجهاز التنفسي: يمكن التخلص من بحة الصوت الناتجة عن التهاب الحنجرة من تلقاء نفسها عند شفاء الالتهاب، ولكن يمكن استخدام العلاجات المثبطة للسعال ومرطب الهواء للتقليل من حدة السعال وآلام الحلق.
  • الضغط المتزايد على الأحبال الصوتية: قد تنتج بحة الصوت عن استخدام الأحبال الصوتية بكثرة وبشدة، وفي هذه الحالة يمكن أن تساعد الراحة في علاج بحة الصوت، ومن المهم الحصول على الراحة الصوتية الكافية لتجنب حدوث إصابات خطيرة؛ مثل نزيف الحبال الصوتية.
  • التدخين: تعالج بحة الصوت الناتجة عن التدخين من خلال التوقف عنه والابتعاد عن أماكن المدخنين أيضًا.
  • حالات مرضية: تساعد أدوية الارتجاع المعدي المريئي أو أدوية الحساسية أن تعالج بحة الصوت في حال كان أحد هذه الأسباب هو السبب الكامن وراء ذلك.
  • الإصابات والأورام الحميدة: قد تكون الجراحة أمرًا ضروريًا في حالات الأورام الحميدة أو السرطانية والإصابات التي تتعرض لها الحنجرة والمسببة لبحة الصوت.


الوقاية من بحة الصوت

يشيرُ بعض الباحثين إلى وجود بعض الخطوات الاحترازيّة أو الوقائية لمنع الإصابة ببحة الصوت، منها[١١]:

  • إبقاء الجسم رطبًا عبر شرب الماء والسّوائل بكميات تفوق كميات القهوة والكحول أثناء النهار.
  • تجنب استخدام قطرات المنثول أو المصاصات الخاصة بترطيب الحلق المؤدية إلى مزيدٍ من الجفاف، واستخدام بدلاً عنها المنتجات المصنوعة من الفاكهة.
  • استعمال الشاي الدافئ مع العسل لترطيب الحلق.
  • تجنب الصراخ بصوت عالٍ.


المراجع

  1. Steven Kim, MD (26-9-2016), "What Causes Hoarseness?"، Healthline, Retrieved 9-1-2019. Edited.
  2. Amber Huntzinger (15-5-2010), "Guidelines for the Diagnosis and Management of Hoarseness", Am Fam Physician, Issue 10, Folder 81, Page 1292-1296. Edited.
  3. Steven Doerr, MD, "Hoarseness"، Medicine Net, Retrieved 3-11-2018. Edited.
  4. Raymond H. Feierabend, MD, Shahram N. Malik, MD (15-8-2009), "Hoarseness in Adults", American Family Physician, Issue 80, Folder 4, Page 363-370. Edited.
  5. William C. Shiel Jr., MD, FACP, FACR, "Hoarseness"، Medicine Net, Retrieved 9-1-2019. Edited.
  6. Steven Kim, MD (26-9-2016), "What Causes Hoarseness?"، Healthline, Retrieved 3-11-2018. Edited.
  7. Debra Rose Wilson, PhD, MSN, RN, IBCLC, AHN-BC, CHT (16-1-2018), "12 Laryngitis Home Remedies"، Healthline, Retrieved 3-11-2018. Edited.
  8. ^ أ ب Suzanne Allen (1 - 8 - 2019), "Everything You Need to Know About Hoarseness"، healthline, Retrieved 7 - 8 - 2019. Edited.
  9. Steven Doerr (7 - 8 - 2019), "hoarseness"، medicinenet, Retrieved 7 - 8 - 2019. Edited.
  10. "Hoarseness: Frequently Asked Questions", clevelandclinic,7 - 8 - 2019، Retrieved 7 - 8 - 2019. Edited.
  11. "Preventive measures to recover from hoarse voice", News-Medical,6-4-2013، Retrieved 9-1-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :