محتويات
ماذا يقصد بالعلاج بالخلايا الجذعية؟
تشتهر الخلايا الجذعية بأنها الخلايا التي تتولد منها جميع الخلايا ذات الوظائف المتخصصة في الجسم البشري، وغالبًا ما تنقسم الخلايا الجذعية في ظروف محددة لتشكل المزيد من الخلايا التي تسمّى بالخلايا الوليدة، التي تُصبح فيما بعد إما خلايا جذعية ذاتية التجديد أو خلايا متمايزة ذات وظائف متخصصة إضافية؛ مثل خلايا الدم، أو خلايا القلب، أو الخلايا العظمية [١]، أمّا بالنسبة للعلاج بالخلايا الجذعية، فهو شكلٌ من أشكال الطب الحديث الذي يهدف إلى إصلاح الخلايا التالفة داخل الجسم من خلال الحد من الالتهاب وتعديل جهاز المناعة، وهذه الخصائص تجعل العلاج بالخلايا الجذعية من بين الخيارات العلاجية القابلة للتطبيق لمجموعة متنوعة من الحالات الطبية؛ مثل علاج أمراض المناعة الذاتية، وبعض الحالات المتعلقة بالعظام، ومرض التصلُّب المتعدة، ومرض الذئبة، بالإضافة إلى مرض الانسداد الرئوي المزمن، ومرض باركنسون، وغيرها الكثير، وعلى الرغم من أنَّ العلاج بالخلايا الجذعية قد لا يوفر دائمًا العلاج المناسب لهذه الحالات، إلا أنه يبقى مفيدًا للتخفيف من الأعراض لفترات طويلة لغرض زيادة جودة حياة المرضى. [٢]
ما فوائد استخدام الخلايا الجذعية في العلاج؟
تتعدد الفوائد التي يقدمها العلاج بالخلايا الجذعية، ومنها: [٣]
- علاج إصابات العظام: يُطلق على الخلايا الجذعية التي تستخدم في جراحة العظام اسم الخلايا الجذعية الوسيطة، وقد أظهرت مجموعة من الأبحاث أن لهذه الخلايا القدرة على التمايز وتشكيل أنسجة جديدة جديدة من العظام، والعضلات، والغضاريف، والأوتار والأربطة وحتى الأنسجة الدهنية أيضًا.
- علاج أمراض القلب والأوعية الدموية: أشارت الأبحاث إلى أن الخلايا الجذعية المأخوذة من نخاع العظم لها قدرة على التمايز إلى خلايا قادرة على إصلاح القلب والأوعية الدموية؛ وذلك لأنها تساعد على إصلاح ونمو أنسجة الأوعية الدموية، وتكوين خلايا عضلية متخصصة للقلب لنموّ أنسجة جديدة، فضلًا عن إصلاح الأنسجة الندبية، وتقليل التمدُّد المفرط لخلايا القلب، ومنع فشل القلب، وتكوين الشعيرات الدموية الجديدة.
- المساعدة في إلتئام الجروح: وجدت مجموعة من الدراسات أن العلاج بالخلايا الجذعية قد يساعد في تحسين نموّ أنسجة الجلد الجديدة وتحسين إنتاج الكولاجين، كما قد تُساعد في تحفيز نمو الشعر بعد التساقط، وفي المناسبة فإن الكولاجين مفيدٌ كثيرًا للجلد، لكنه يقل مع التقدّم في العمر.
- علاج الأمراض التنكسية العصبية: يمكن استخدام الخلايا الجذعية في تكوين خلايا دماغية وعصبية جديدة عقب الإصابة بتدهور القدرات المعرفية أو إصابات الدماغ، وعلى الرغم من أن الأبحاث ما زالت مستمرة في هذا الموضوع، إلا أن النتائج قد أظهرت بأن الخلايا الجذعية يمكنها تحسين الدوائر العصبية، وتحسين التعافي الوظيفي، بالإضافة إلى تخفيف أعراض التنكُّس العصبي وإبطاء تطوّر المرض.
- المساعدة في التغلُّب على مشاكل الرفض المناعي: يُستخدم مصطلح الرفض المناعي لوصف الضرر الذي يلحق بالأنسجة والخلايا السليمة في الأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات المناعة الذاتية والحالات الالتهابية، ومن الأمثلة على ذلك تدمير خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين بشكل طبيعي بواسطة الجهاز المناعي في المرضى المصابين بمرض السكري من النوع الأول، وتعرُّض الغدة الدرقية للتلف لدى الذين يُعانون من اضطرابات الغدة الدرقية.
هل استخدمت الخلايا الجذعية بالفعل لعلاج الأمراض؟
نعم بالطبع؛ فقد أجرى الأطباء عمليات زرع الخلايا الجذعية والمعروفة أيضًا باسم عمليات زرع النخاع العظمي، وقد زُرعت هذه الخلايا لاستبدال الخلايا التالفة الناجمة عن استخدام العلاج الكيميائي أو بسبب إحدى الأمراض، وقد يهمك معرفة أن الخلايا الجذعية بوسعها أن تُكافح أنواع معينة من السرطان، وبعض الأمراض المرتبطة بالدم؛ مثل سرطان الدم، وبالإمكان الإستفادة من الخلايا الجذعية البالغة أو من تلك المأخوذة من دم الحبل السري للوصول إلى هذه الفوائد، وفي المناسبة فإن الباحثون يجرون أيضًا اختبارات على الخلايا الجذعية البالغة لعلاج حالات مرضية أخرى؛ كحالات فشل القلب مثلًا. [١]
ما المشاكل المحتملة عند استخدام الخلايا الجذعية للعلاج؟
من المعلوم بأن جميع العلاجات الطبية لها فوائد وأضرار، لكن الكثير من العلاجات الخاصة الخلايا الجذعية هي ما زالت غير مثبتة تمامًا وبالتالي غير آمنة إلى حدٍ بعيد، وقد ناقش مجموعة من الخبراء التابعون لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2016 مجموعة من البلاغات السيئة المرتبطة بالعلاج بالخلايا الجذعية، منها أن أحد المرضى قد أصيب بالعمى بسبب حقن الخلايا الجذعية في عينه، بينما مريض آخر تلقى حقنة في النخاع الشوكي أدت إلى نموّ ورم فيالعمود الفقري، وهناك مجموعة أخرى من المخاوف المحتملة للعلاجات غير المثبتة باستخدام الخلايا الجذعية، والتي قد تشمل ما يلي: [٤]
- ردود الفعل غير المتوقعة في منطقة الحقن.
- قدرة الخلايا على الانتقال من موقعها والتمايز إلى أنواع خلايا غير مناسبة.
- فشل الخلايا في العمل كما هو متوقعه منها.
- نموّ الأورام.
مَعْلومَة: أنواع الخلايا الجذعية
يصنّف الباحثون الخلايا الجذعية وفقًا لقدرتها على التمايز لأنواع أخرى من الخلايا، ويشمل هذا التصنيف ما يلي: [٥]
- الخلايا الجنينية Totipotent: يمكن ان تتمايز هذه الخلايا إلى جميع أنواع الخلايا الممكنة، ومن المثير للاهتمام أن البيوض الملقحة الأولى بعد الإخصاب هي تنتمي إلى هذا النوع من الخلايا الجذعية.
- الخلايا متعددة القدرات Pluripotent: قد تتحول هذه الخلايا إلى أي خلية تقريبًا، وتُعد الخلايا الجنينية الأولى مثالًا على هذا النوع من الخلايا، وفي المناسبة فإن هنالك أيضًا نوع خاص من الخلايا متعددة القدرات Multipotent التي يمكنها التمايز إلى عائلة من الخلايا وثيقة الصلة بها فقط، وهذا يظهر بوضوح في حالة الخلايا الجذعية البالغة المكونة للدم والتي يُمكن أن تتمايز إلى خلايا دم حمراء، أو بيضاء، أو صفائح دموية.
- الخلايا قليلة القدرات Oligopotent: وهي كتلك التي تتمايز إلى عدة أنواع محددة من الخلايا، ويمكن للخلايا الليمفاوية أو الخلايا الجذعية النخاعية البالغة القيام بذلك.
- وحيدة القدرة Unipotent: يمكن لهذه الخلايا إنتاج نوع واحد فقط، لكن وعلى الرغم من ذلك فإنها تبقى خلايا جذعية لانها قادرة على تجديد نفسها.
المراجع
- ^ أ ب "Stem cells: What they are and what they do", mayoclinic, 8/6/2019, Retrieved 9/1/2021. Edited.
- ↑ "What is stem cell therapy?", dvcstem, 1/1/2021, Retrieved 9/1/2021. Edited.
- ↑ "5 Stem Cell Therapy Benefits — for Joint Pain, Heart Disease & Even Alzheimer’s", draxe, 23/3/2018, Retrieved 9/1/2021. Edited.
- ↑ "FDA Warns About Stem Cell Therapies", fda.gov, 9/3/2019, Retrieved 9/1/2021. Edited.
- ↑ "What are stem cells, and what do they do?", medicalnewstoday, 19/10/2018, Retrieved 9/1/2021. Edited.