محتويات
حكم الحناء للرجال
يُطلق العلماء مصطلح الاختضاب على تغيير لون الشيء بالحناء ونحوها من أصباغ،[١] وقد اتفق العلماء على استحباب اختضاب الرجل بالحناء في شعره ولحيته، أمّا اختضاب الرجل بالحناء في اليدين والقدمين فقد تعددت آراؤهم بين الحرمة والكراهة، واتفقوا على جواز استخدام الحناء في جميع أجزاء الجسد بغرض التداوي والعلاج،[٢] وسنقوم ببيان هذه الآراء مع ذكر الأدلة فيما يأتي:
الحناء في الشعر واللحية
استدل العلماء على استحباب تغيير لون الشيب بالحناء وغيرها من ألوان الأصباغ بعيداً عن الصبغ باللون الأسود للرجال والنساء بما ورد في السنة النبوية من أحاديث تدّل على ذلك، ومنها ما يأتي:[٣]
- ثبت عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنّ النبي الكريم قال: (إن أحسنَ ما غُيِّرَ به الشَّيْبُ الحِنَّاءُ والكَتَمُ).[٤]
- ورد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّه قال: (حينَ جاءَ أبو بكرِ الصديقُ بأبيهِ أبي قُحافَةَ يومَ فتحِ مكةَ يحملِهُ حتى وضعَهُ بينَ يدَيْ رسولِ اللهِ ورأَى رأَسَهُ كأنَّها الثُّغامَةُ بياضًا قال: غيِّرُوا هذا أيِ الشيبَ وجنِّبوهُ السوادُ).[٥]
الحناء في اليدين والقدمين
تعددت آراء العلماء في حكم وضع الحناء على اليدين والقدمين بالنسبة للرجال كما يأتي:[٦]
- ذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية وقولٍ للحنابلة إلى حرمة استخدام الحناء للرجل في اليدين والقدمين.
- ذهب الحنفية وبعض الحنابلة إلى القول بكراهة استخدام الحناء على اليدين والقدمين للرجال.
وقد استدّل القائلون بالحرمة على مجموعة من الأدلة سنبيّنها فيما يأتي:[٢]
- لأنّه من باب تشبه الرجال بالنساء
نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن تشبه الرجال بالنساء، والحناء خاصةٌ بالنساء للتزين والتجمل بها؛ فقد ثبت عن عبد الله بن عباس أنّه قال: (لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ).[٧]
- قياساً على نهي النبي الكريم عن صبغ الجسد بالزعفران
ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (نَهَى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ)؛[٨] وذهب العلماء إلى القول بأنّ النهي الوارد بالحديث يختص بلونه لا بريحه؛ لأن التطيب في لباس الرجال وأجسادهم مستحب.
الحناء للتداوي والعلاج
اتفق العلماء على جواز استخدام الحناء في جميع أجزاء جسد الرجل لضرورة العلاج والتداوي؛ وذلك لما ورد عن سلمى مولاة النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما كان يكونُ برسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قرحةٌ، ولا نكبةٌ، إلا أمرني رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أن أضعَ عليها الحنّاءَ)؛[٩] وفي الحديث إشارة على جواز التداوي بالحناء للضرورة.[١٠]
وتجدر الإشارة إلى أنّ الاختضاب بالحناء لا يمنع وصول الماء لأعضاء الوضوء والغسل؛ وذلك لأنّ غسل مادة الحناء بعد الانتهاء من وضعها يُزيل مادة الحناء، ويُبقى أثر ولون الحناء فقط، ولون الحناء وحده لا يمنع وصول الماء للأعضاء، فغسل ووضوء واضع الحناء صحيح.[١١]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 277، جزء 2. بتصرّف.
- ^ أ ب "استخدام الحناء للرجال "، إسلام اون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2022. بتصرّف.
- ↑ محمد المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 7604، جزء 5.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:1753 ، حسن صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في غاية المرام، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:105 ، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 269، جزء 45. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5885، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5846 ، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن سلمى مولاة النبي الكريم، الصفحة أو الرقم:2054، حسن غريب.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 282، جزء 2.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 282، جزء 2. بتصرّف.