محتويات
النفايات
يُمكن تعريف النّفايات بأنّها نتاج النشاط البشري من مخلفات لمنتجات حية وخام مصدرها المنازل والمكاتب والمستشفيات وغيرها، وتنتجها معظم البيئات على أشكالها الصلبة والسائلة والخطرة وغير السامة، وقد كان أغلب الناس في كل أنحاء الأرض يلقونها في الشوارع أو ردهات بيوتهم، ومع أدراكهم لمخاطرها بما تجذبه من الحشرات وتسببه من أمراض خاصة بعد زيادة عدد السكان، وبدأوا في حوالي القرن التاسع عشر بحفر مدافن ذات ثقوب تلقى فيها النفايات، ولأن علاج المشكلة يبدأ دائمًا بالوعي التام بالأسباب، سنقدم لكم في هذا المقال أسباب زيادة كمية النفايات، وسنلقي نظرة على أسباب تراكمها وأثر ذلك التراكم، وبعض الحلول الجذرية للتخلص منها.[١][٢]
أسباب زيادة كمية النفايات
تعد مشكلة زيادة النفايات شائكة وعميقة، إذ تحتاج لجهود مكثفة لحلها والحد من تراكمها؛ لتفادي مرحلة قد تلامس الخطوط الحمراء في البيئة وبالتالي حتمًا ستخف المخاطر بأحيائها بما فيها الإنسان، ففي عام 2016 أنتجت مدن العالم 2.01 مليار طن من النفايات الصلبة، ومن المتوقع أن يزداد حجم النفايات السنوي بنسبة 70٪ لتصل مستوى 3.40 مليار طن في عام 2050، وتوجد عدة أسباب لهذه المشكلة وهي:[٣][٤]
- الزيادة السكانية:الزيادة السكان في علاقة طردية مع زيادة النفايات، فالزيادة تعني كميات كبيرة يوميًا من النفايات بأشكالها المختلفة من المنازل والمستشفيات والمكاتب الصناعية ومراكز السوق.[٥]
- تغيير نمط الحياة الحديثة: زاد استهلاك المنتجات الغذائية التي باتت تملأ صناديق النفايات.
- عدم وجود مؤهلين لتقييم حجم الأضرار : فلامبالاة بعض الهيئات تعد سببًا لتراكم النفايات، فلا توجد تشريعات فاعلة في بعض الدول.
- التربية على الاستهلاك: لا يرغب الفرد اليوم باقتناء أغراض طويلة الأمد، فعلى سبيل المثال، لو أُستخدمت حافظات طويلة الأمد لرقائق البطاطا ستقل النفايات بدلًا من المغلفات بطيئة التحلل، ولا نفع منها لإعادة الاستخدام.
- التكلفة العالية لعمليات إعادة التدوير: يترتب على إعادة التدوير تكلفة عالية ذات نفع مادي قليل، والمنتجات ذات الجودة القليلة لا تنفع الحكومات في عصر ارتفاع المديونية وانخفاض الميزانية، مما يؤدي إلى تخصيص بعض المناطق كمكبات للنفايات وذلك يسبب مكرهة صحية وبيئة.
- العادات الخاطئة في التعامل مع النفايات: فمعظم البلدان تتعامل مع جميع أنواع النفايات كنوع واحد دون أي أدنى تفريق بين النفايات العضوية والبلاستيكية والأخرى القابلة لإعادة التدوير كالزجاج، وذلك يسبب صعوبة عزلها عن بعضها وبالتالي تذهب جميع هذه الأنواع إلى نفس المكبّ وتطمر أو تُحرق، بينما في البلدان الصناعية ذات الدخل المرتفع كاليابان تخصص أكياس مشفرة بألونٍ لإعادة تدويرها.
- عدم وجود وعي كافٍ بأهمية البيئة لدى الأفراد : فهم يتعاملون مع البيئة كعنصر ثابت لن يطرأ عليه أي تغير، مما يؤدي إلى إهمالهم وإساءتهم لها.
مخاطر تراكم النفايات
يترتب على تراكم النفايات عدة مخاطر قد تكلف البشرية الكثير جراء ضغوط الثقافة الاستهلاكية وسوء إدارة التخلص من النفايات، وهذه المخاطر قد تحيط بجوانب الحياة كلها؛ الصحية والمادية والمعنوية، مما يعني التنبوء بتقلص مساحة البيئة القابلة للعيش، وهذه جملة ما قد تصوره لنا هذه المخاطر:[٦]
- توفر بيئة خصبة لنمو البكتيريا وانتشارالحشرات؛ كالذباب الناقل الرئيسي لحمى التيفوئيد، أو التسمم الغذائي.
- تزايد الكلاب الضالة حول المكبات وحاويات القمامة في الأحياء.
- تلوث الهواء وبالتالي روائح تزكم الأنوف، وتسبب أمراض جهاز التنفسي المختلفة.
- تلوث المياه السطحية مما يؤثر على النظم الإيكولوجية خاصة النفايات السائلة في المسطحات المائية.
- يساهم تراكم النفايات في التغير المناخي العالمي من خلال توليد الميثان.
- تعكس جانبًا سيئًا عن سكان الحي أو البلد، مما يعني أنها منطقة طاردة للاستثمار والسياحة.
حلول للحدّ من النفايات
تعد إدارة النفايات بطريقة صحيحة أمرًا ضروريًا؛ لبناء مدن مستدامة وأنظمة متكاملة تتسم بالكفاءة، ومن هذا الهدف ينطلق المهتمون بالبيئة دومًا لإيجاد أفكار لحماية الكوكب وساكنيه، فلا تعدم حيلة لابتكار حلّ ما يعالج هذه المشكلة، وفيما يلي خمس أفكار من الممكن الاستفادة منها، وهي: [٦][٤]
- ثبيت صناديق ضاغطة لتصنيف القمامة الذكية التي تعمل بالطاقة الشمسية.
- تنظيم صناعات لمنتجات صديقة للبيئة وتشجيع المستهلكين للإقبال عليها.
- استخدام السيارات القديمة والثلاجات في بحيرات بولوينيزيا الفرنسية وبناء جدار البحر في مارشال.
- تستخدم الدول الاقتصادية النفايات الزارعية لإنتاج غاز (الميثان) ليستخدم مباشرة للطبخ والتدفئة والإضاءة.
- تستثمر بعض الدول في تبادل النفايات الصناعية لمعالجتها فتدر عليها أرباحًا.[٣]
إعادة التدوير
تدور بأرجاء الأحياء شاحنات صغيرة محملة بالخرداوات بحثًا عمن يبيعها، لتبدأ مهمة معالجة النفايات الصلبة التي تهدف إلى استعادة المواد الخام داخل مجرى النفايات وإعادة استخدامها لتصنيع منتجات جديدة، وتسهم إعادة التدوير في التقليل من كمية النفايات من الورق والمعادن الناتج عن الاستهلاك اليومي الهائل من نشاطنا البشري، وغالبًا توجد مواد معينة تصلح للتدوير وهي كما يلي: [٧]
- البلاستيك: يعد وقود أُحفوري تصنع منه الأكياس التي نحملها لبيوتنا، فيمكن أن تتحول إلى منتج آخر عند إعادة تدويرها.
- الورق: لا يمكن إعادة تدوير معظم أنواعه أكثر من عدة مرات؛ لرقته وسهولة تلفه.
- الزجاج: يعد أسهل المواد لإعادة التدوير، إذ إنه يصلح للصهر مرارًا وتكريره سهل وأقل تكلفة.
وبالحقيقة أن مشكلة النفايات هي مشكلة أزلية كانت وما زالت مؤرقة للبلدان، وخاصة الدول النامية التي تقدر كمية النفايات فيها بـ 580 مليون طن في العام الواحد، وفي معظم هذه الدول يعتمَد الطمر للتخلص من النفايات أو الحرق، مما يسبب تلوث الهواء والتربة، وبمعنى آخر تصبح النفايات مخفية عن العين ولكن قريبة من الجهاز التنفسي والطعام والشراب والمياه.
المراجع
- ↑ Jenn Savedge (7-8-2018), "Waste Disposal and Recycling"، thoughtco. Edited.
- ↑ "What is Waste?", enviroliteracy, Retrieved 14-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "waste removal methods", unescap, Retrieved 14-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Solid Waste Management", worldbank، 23-9-2019.
- ↑ "4 Main Causes for the Rapid Growth in the Quantity of Solid Waste", shareyouressays, Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "impacts on health and environment, and how to prevent", ecubelabs، 8-7-2016. Edited.
- ↑ Jenn Savedge (7-8-2018), "Waste Disposal and Recycling"، thoughtco. Edited.