اللغة العربية هي لغة الضاد والقرآن الكريم، فُضِّلت على سائر لغات البشرية قاطبةً. يشكل تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها من مختلف الأمم والحضارات والأديان، تحديًا كبيرًا في أثناء الرّغبة بالتعلم. فتعلم اللغة العربية ليس بالأمر الهين أو اليسير، فمعاني اللغة وجمالياتها أصعب من أن يتم حصرها أو عدها. تعتبر اللغة العربية خاصةً محطَّ اهتمام الشعوب المسلمة في أرجاء العالم من غير الناطقين، فهم يهدفون بتعلُّمهم إلى تعلم القرآن الكريم وعلومه وتفسيره، والاطلاع على الكتب الدينية، وقراءة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الدعوة.
تختلف الأساليب المتَّبعة في تعليم اللغة، باختلاف المعلم وأسلوبه وطريقته المتّبعة في التعليم، ولكن يمكن إجمالها في الآتي:
١. البدء بتعلم أساسيات اللغة: يقوم التّعلم في بدايته على تعلم جوهر اللغة قبل التقدم باتجاه نحو اللغة وقواعدها. تمثل أساسيات التعلم معرفة حروف اللغة كتابةً ولفظًا، وربطها بأشياء ومفاهيم معلومة مدركة لمختلف الفئات. فمثلًا، عند البدء بحرف الألف، على المتعلِّم معرفة شكل الحرف كتابةً في مواضع الكلام، في أوّله ووسطه ونهايته، والنطق به باستخدام حركات الفتح والضم والكسر، ثم ربطه بشيء معلوم له، كالأسد في أول الكلمة، وفأس في وسط الكلمة، ومدفأ في آخر الكلمة، وعليه تقاس بقية الحروف الأبجدية.
٢. بعد انتهاء هذه المرحلة، يتم إثراء المتعلم بأكبر حصيلة لغوية ممكنة من شتّى معاني المفردات والكلمات، التي يستطيع المتعلّم اكتسابها، كل حسب قدراته العقلية وسرعته في اكتساب مهارات اللغة. وفي حالة كون المتعلّم يندرج تحت الفئات العمرية الصغيرة، يمكن استخدام الصور والحركات للإشارة للمعنى أو المفردة المراد إيصالها للمتعلِّم، ولا حرج في استخدامه لتعليم الفئات العمرية الكبيرة، من غير الناطقين بها، أو لكبار السن من الأميين الذين لم يجيدوا القراءة والكتابة في صغرهم.
٣. يجري بعد ذلك تدريب المتعلم على قراءة الجمل، بدءًا بالقصيرة منها، وانتقالًا إلى الجمل الطويلة نسبيًّا. ويستفاد من ذلك زيادة حصيلة المتعلم اللغوية من جهة، وإعطائه الفرصة لمعرفة كيفية قيامه بالتّعبير بشكل سليم عن أفكاره وآرائه.
٤. استخدام الرّوابط: بعد تمكُّن المتعلم من المهارات اللغوية السابقة، يجري تعليم الفرد لروابط اللغة المختلفة من حروف الجر، وظروف الزّمان والمكان، وأسماء الإشارة. تعطي هذه المهارة المتعلم إمكانية تركيب الكلمات وتكوين جمل مفيدة.
٥. تكوين صيغ السؤال: ويتم ذلك باستخدام المتعلم لأساليب وصيغ السؤال القصيرة منها التي يجاب عليها بنعم أو لا، إلى الأسئلة التفسيرية والتوضيحية التي يتطلب الإسهاب بعض الشيء في الإجابة عنها. ومن أدوات السؤال الشائعة: هل، ومتى، وماذا، ولماذا، وكيف، والهمزة وغيرها.
٦. قواعد الصرف والنحو: وهذه إحدى المراحل المتقدّمة في تعلم اللغة العربية، وعند الوصول إليها يكون المتعلم قد قطع شوطًا طويلًا يمكنه من القراءة والكتابة والتحدث بشكل جيد في مجال اللغة. فيتعلم الفرد أقسام الكلام وأنواعه، والتّثنية والجمع وأنواعهما، وأسلوب الشرط والطلب وغيرها، والإضافة والمعرفة والنكرة، وهلم جرًا.
يستطيع بعد ذلك الفرد التّوسع في بحور اللغة العربية الواسعة، وأن ينهل من علومها بالقدر الذي يريده ويكتفي به، كل بحسب اهتمامه وميوله الفكري والثقافي.
.