الرواية
يمنح الله الموهبة في مختلف المجالات للبعض من الأشخاص كموهبة الرسم والغناء والتمثيل وغيرها، وهنالك موهبة الكتابة التي يستخدم فيها الأشخاص تلك المَلكَة المميزة على التعبير عما يجول في رأسهم من أفكار وكلمات على الورق، وتعدُّ الرواية واحدةً من أشكال الكتابة المميزة.
فالرّوايةُ نوع من أنواع الأدب؛ وهي عبارة عن سرد نثري طويل يستند إلى وقائع حقيقية أو خيالية، إذ تظهرُ على شكل قصةٍ مترابطة الأحداث وقد تنقسم إلى عدّة فصول أو تتكون من فصل واحد، وقد كان ظهورها الأول في القرن الثامن عشر للميلاد في أوروبا إبان الحركة الثقافية، وتتميّز الرّواية بكونها تعالج صراعًا مثيرًا بين الشّخصيات دون شرط التوصل إلى حلّ من عدمه، وتتميّز بأنّها أطول الأجناس الأدبية فقد تصل صفحاتها إلى ألف أو يزيد، كما وتتميّز بكثرة الشّخصيات والحوار المباشر والمونولوج الداخلي، وقد تطوّر الاهتمام بالرّواية بصورةٍ كبيرةٍ إذ ظهر نقاد فنيين متخصصين في دراسة عناصر الرّواية وتكاملها وطريقة السرد وتفاعل القارىء إلى غيرها من العوامل.
كيفية كتابة رواية للمبتدئين
قد يتحلّى الإنسان بملكة الكتابة ويجد داخل أحاسيسه وخلجات صدره وأفكار عقله مادة تُستحق أن تخرج على شكل رواية وتُقرأ، إلا أنّ ذلك ليس كافيًا لكتابة الرّواية للمرة الأولى، فيوجدُ طريقة وتوجيهات مهمّة في ذلك، سنبينها فيما يلي:
- القراءة المستفيضة لمختلف الأقلام والروايات الأخرى مفيد للغاية لأنّه سينمي الحس الأدبي لدى الكاتب، وسيمكنه من التّعرف على مواطن القوة لديه ومواطن الضّعف، ولا نخصُّ الرّوايات العربيّة وحسب بل والأجنبية، على أن يستوعب الكاتب أنّه يقرأ ليغذي قلمه لا ليقلد أسلوب غيره.
- التّخطيط الجيّد المسبق للرّواية وذلك يبدأ بوضع الفكرة الرّئيسة للرواية وبناء الفصول والأحداث الثانوية، فالكثير من الكُتاب وقعوا بفخ اكتشاف فكرة مختلفة وسريالية وسرعان ما اكتشفوا أنّ الأحداث باتت مملة وضعيفة البناء، لهذا ينبغي وضع خطة شاملة للأحداث قبل الشروع في الكتابة.
- البحث المدروس عن متطلبات الرّواية، فالكثير من الكُتاب يعتقدون أنّه لكون الرّواية تسمح بإطلاق العنان للخيال فهذا يجعلهم قادرين على كتابة ما يريدون دون أيّ عناء، وهذا خاطىء تمامًا فلو كانت الرّواية تشمل فصلاً في المستشفى مثلًا فإنّ على الكاتب أن يبحث عن أسماء العقاقير وكيفيّة عمل الطبيب وغيرها من الأمور التي تخدم المادة وتقويها.
- تخصيص وقت ثابت للكتابة يوميًا، فلكون الرواية طويلة وتحتاج لأشهر حتى تُكتب؛ كثيرًا ما يشعر الكاتب بالملل والكسل أو ينتظر حضور الإلهام ليكتب، إلا أنّه عندما يحدّد وقتًا ثابتًا سيشعر أنّه أقدر على الإنتاج بالإضافة إلى أنّ أوقات الكتابة القريبة تساعد على تجانس النص والأحداث.
- الكتابة بشكل صادق وحقيقي وبأسلوب منفرد دون السعي للتركيز على المواد التي تُعجب الجمهور أو الأكثر رواجًا على الساحة الأدبية، فالكاتب المتمكن يفرض نفسه على القارىء لا العكس.
- الكتابة على مسودة أمرٌ مهمٌّ؛ لأنّ العديد من الأفكار المهمّة يمكن العودة لها عن تلك الأوراق، كما أنّها ضمان لعدم ضياع الرواية في حال حصل عطل للمادة المحفوظة على الحاسوب الشخصي.
- التركيز على لغة الجسد في الرواية فهي تعكس الكثير من مضمون الأحداث، كما أنّها تساعد القارىء على العيش في تفاصيل الرواية كأنّها حقيقية، وتربط بين الطرفين جسرًا من التواصل يساعد على الانسجام والفضول اتجاه الأحداث.
- الاعتماد على عدد من العناصر المهمة في الرواية الناجحة مثل الألغاز والغموض، عنصر التشويق والإثارة، عدم تغيير المعلومات الحقيقية الواقعية فذلك يشتت القارىء، القواعد السليمة نحويًا بالإضافة إلى علامات الترقيم.
- قراءة المادة كاملة بعد الانتهاء من طباعتها وقبل تسليمها للنشر، فذلك بمثابة مراجعة للأحداث وتحقق من تكامل الشخصيات وعدم تعارض أي تفصيل مع الآخر، وهي خطوة ضرورية للغاية.
عناصر الرواية
تُبنى الرواية على عدد من العناصر الرئيسة، وسنبين كلاً منها فيما يلي:
- الشخصيات: وغالبًا ما تتألف من البطل والذي يمثّل قوة الخير، والخصم الذي يكون شريرًا ويتحدى البطل، ويوجدُ الشخصيات المساعدة الثانوية التي ترتبط بالأحداث.
- الحبكة: وتمثل لحظة الذورة في سرد الأحداث وبعدها يبدأ تسلسلها بالمضي نحو الحل والخروج من المأزق، وتنقسم الحبكة لنوعين هما النمطية والمركبة.
- الموضوع: وهي القيمة التي يدور حولها مضمون الرواية، ويمكن وصفها بكلمات قليلة قهي الخلاصة أو النتيجة التي يريد الكاتب للقارىء أن يخرج بها.
- المكان والزمان: وهما عنصران رئيسان يتعلقان بالتوقيت فيوجدُ أحداث في زمن ماضٍ أو رواية في مستقبل آتٍ، ويستطيع الكاتب التحكم بهما كما يريد.
- الحوار: وهو المحادثة التي تجري بين أفراد الرواية وغالبًا ما تكمن أهميته في إعلام القارىء عن مكان وزمان الرواية.
