كيفية الاستغفار

كيفية الاستغفار
كيفية الاستغفار

الاستغفار

الاستغفار هو رجاء الإنسان من الله تبارك وتعالى أن يغفر له ذنبه ويعفو عن زلّاته، فالإنسان خطّاء وكثير الزلل.، وكثرة المعصية مع عدم الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى والتوبة سببًا رئيسًا لهلاك الإنسان إن لم يكن في دنيا ففي آخرته، ومن رحمة الله سبحانه وتعالى وفضله وكرمه على هذه الأمة أن أذِن لها بذكره ورجائه ودعائه مباشرةً بلا وساطة، وشرع الله سبحانه وتعالى لعباده التوبة والرجوع إليه فيقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ} [الشورى: 25].


حثّت الأحاديث النبوية الشريفة المسلم على التوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، فيقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إن اللهَ عز وجل يبسطُ يدَه بالليلِ، ليتوبَ مسيءُ النهارِ، ويبسطُ يدَه بالنهارِ، ليتوبَ مسيءُ الليلِ، حتى تطلعَ الشمسُ من مغربِها) [صحيح مسلم]. لكن على المرء المسارعة بالتوبة عن كل ذنب يقترفه ويجب عليه ألّا يركن لطول الأمل، فالموت يأتي بغتًة بلا ميعاد، كما أن الركون للذنب وتسويف التوبة يجعل للشيطان على الإنسان سبيلاً ويجعل رجوعه إلى الله وتوبته أثقل وأصعب.


كيفية الاستغفار

وردت عن رسول صلّى الله عليه وسلّم صيغًا وأحوالاً للاستغفار ومنها:

  • سيّد الاستغفار والذي يضمن به الإنسان بإذن الله سبحانه وتعالى أن يكون من أهل الجنة وهو: (اللَّهمَّ أنتَ ربِّي لا إلَهَ إلَّا أنتَ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ، وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ، أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ عليَّ، وأبوءُ لَكَ بذنبي فاغفِر لي، فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ) [صحيح البخاري]، فمن قاله من النهار موقنًا به فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قاله من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة.
  • وردت من صيغ الاستغفار عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعاؤه: (ربِّ اغفِرْ لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري كلِّه، وما أنت أعلَمُ به مني، اللهم اغفِرْ لي خطاياي، وعمدي وجهلي وهَزلي، وكلُّ ذلك عِندي، اللهم اغفِرْ لي ما قدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسرَرْتُ وما أعلَنْتُ، أنت المقدِّمُ وأنت المؤخِّرُ، وأنت على كلِّ شيءٍ قديرٌ) [صحيح البخاري].
  • يُستحبّ للإنسان أن يدعو في صلاته بهذه الصيغة من الاستغفار: (اللهم إني ظلَمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلا أنتَ، فاغفِرْ لي مَغفِرَةً من عِندِك، وارحَمْني، إنك أنت الغَفورُ الرحيمُ) [صحيح البخاري].
  • كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (واللَّهِ إنِّي لَأستَغفرُ اللَّهَ وأتوبُ إليهِ في اليومِ أَكْثرَ مِن سَبعينَ مرَّةً) [صحيح البخاري]. وكان صلّى الله عليه وسلّم يتوب إلى الله في اليوم الواحد مئة مرة؛ حيث قال: (يا أيها الناسُ ! توبوا إلى اللهِ، فإني أتوبُ، في اليومِ، إليه مائةَ مرةٍ) [صحيح مسلم].
  • يُستحبّ للمسلم أن يستغفر الله سبحانه وتعالى بعد الصلوات المكتوبات.
  • يُستحبّ أن يُكثر من استغفار الله بقوله (استغفر الله وأتوب إليه) وأن يكرّرها خلال أوقاته جميعها لا سيّما أن أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى الإكثار من الذكر وأن يظل لسان المسلم رطبًا بذكر الله تبارك وتعالى.


فضل الاستغفار

  • إنّ أعظم فضل يُحرزه الإنسان من الاستغفار هو أن يتقبّل الله منه وأن يعفو عنه ويُحبه، فكما ورد بالأحاديث الشريفة إن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده ورجوعه إليه.
  • الاستغفار سبب من أسباب حياة القلب وجلائه وصفائه.
  • الاستغفار يبثّ في نفس الإنسان السكينة والطمأنينة.
  • يُعدّ الاستغفار سببًا مباشراً في تفريج الهموم والغموم والسعة في الرزق.


أوقات الاستغفار

يُستحبّ للمسلم أن يُكثر من الاستغفار في كل أوقاته وفي صبحه ومساءه وبعد صلواته ويُستحب له أن يستغفر في نهاية كلّ مجلس فيقول: (سبحانك اللهمَّ وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلا أنت، أستغفرُك وأتوبُ إليك) [صحيح الترغيب | خلاصة حكم المحدث: صحيح]. كما أنّ أعظم وأجل أوقات الاستغفار هي التي تكون في الثلث الأخير من الليل في وقت السحر، وقد وردت العديد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تحثّ الإنسان أن يكون من العباد الذين يتسغفرون الله سبحانه وتعالى في الأسحار.

فيديو ذو صلة :