ظاهرة الطمر

ظاهرة الطمر
ظاهرة الطمر

مفهوم ظاهرة الطمر

من المعروف أن القشرة الأرضية تتكون من عدة طبقات أهمها الطبقة الصلبة، وهي امتدادات لمقاطع صخرية من الصخور التكتونية، ومفهوم الطمر أنّ هذه الصفائح التكتونية تكون سلاسل جبلية تصطدم مع بعضها البعض فتنزلق صفيحة تحت صفيحة أخرى، أي أن صفيحة تكتونية تدخل أو تغرز تحت صفيحة تكتونية أخرى، ويعرّف العلماء ظاهرة الطمر أو ما يعرف بسلاسل الطمر على أنها انزلاق غلاف صخري قاري تحت صفيحة تكتونيّة محيطية، ويمكن للوحات التكتونية أن تنقل نوعين من القشور وهي المحيطية والقارية، أو تكون مصنوعة من نوع واحد من القشرة[١].


ظاهرة الطمر

تتكون الأرض من أربع طبقات مختلفة، ويعتقد العلماء أن مع عملية تبريد التي حصلت للأرض غرقت المواد الثقيلة والكثيفة إلى المركز وارتفعت المواد الأخف إلى الأعلى، وتلك الطبقات مكونة من القشرة الخارجية وهي التي تغلف الكرة الأرضية والتي تشكل ما يقارب 40% من سطح الأرض، أما الطبقة الثانية والتي تلي طبقة القشرة الأرضية فتدعى طبقة الوشاح، وهي طبقة صخرية تتكون من صفائح تكتونيّة، وأما الطبقة الثالثة فهي طبقة اللب أو مركز الأرض والتي هي عبارة عن طبقتين متعاقبتين الأولى سائلة والثانية غازية، وطبقة المركز هي عبارة عن مادة صلبة تتكون من عنصري الحديد والنيكل وذات درجة حرارة عالية جدًا، وتحدث في باطن الأرض الكثير من الظواهر والتي ما زالت لغزًا يحير العلماء، وقد كانت للدراسات التي أجريت للوقوف على أسباب الزلازل والبراكين أثر في تفنيد الفكرة السائدة القديمة والقائلة بأنّ باطن الأرض يخلو من أي نشاطات وهو في حالة سكون تام.[٢]

وكما ذكرنا سابقًا أن قشرة الأرض تتكون من العديد من الصفائح التكتونية، وتوجد هذه الألواح على طول الطبقة الخارجية من الأرض، والحمم المنصهرة مسؤولة عن تحريك الألواح التكتونية داخل الأرض، وعند التقاء لوحين مع بعضهما البعض يؤدي ذلك إلى احتكاكهما ومع مرور الوقت وعدم حركة الألواح يؤدي ذلك إلى تولد ضغط لا يمكن السيطرة عليه وانبعاث طاقة، مما يؤدي إلى تكسر الألواح وتلك تسمى بظاهرة الزلازل، والزلازل تكون في أوج نشاطها في مناطق البراكين المصحوبة بأنشطة بركانية؛ لأن الضغط الذي يتراكم بواسطة الحمم قد يتجاوز الحدّ الذي يمكن أن تتحمله القشره الأرضية، وبدأ العلماء بالبحث في المناطق الأكثر نشاطًا بالبراكين والزلازل، وقد توصلوا إلى العديد من الحقائق عن النشاطات الجيولوجية التي تحدث في باطن الأرض، وساعد على هذه الاكتشافات الكبيرة الأجهزة والمعدات المتطورة التي تستطيع رصد الهزات والحركات داخل باطن الأرض، ومن سلسلة الاكتشافات ظاهرة الطمر، وهي إحدى تلك الظواهر والنشاطات التي تحدث في باطن الأرض على الصفائح التكتونية الصخرية، والتي قد تتسبب في حدوث ظواهر أخرى أكثر أهمية كالزلازل والبراكين[٣].


خصائص ظاهرة الطمر

تتكون من الصفائح التكتونيّة مجموعة من السلاسل؛ وهي سلاسل الاصطدام وسلاسل الطمر وسلاسل الطفو، وتلك السلاسل تتحرك نتيجة الانفجار والحرارة الهائلة القادمة من مركز الأرض باتجاه بعضها البعض فتصطدم تلك الصفائح وتتداخل في بعضها البعض، وما يهم في هذا الصدد هو سلاسل الطمر، وتسمى الطبقة العليا من الأرض القشرة، وهي متصدعه من جميع جوانبها، وأجزاء هذه القشرة هي الصفائح التكتونية والتصدعات بينها وتقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي:[٤]

  • حدود متقاربة، إذ تتحرك الصفائح نحو بعضها البعض.
  • حدود متباعدة، إذ تتحرك الصفائح بمعزل عن بعضها البعض.
  • تحويل الحدود، إذ تنزلق اللوحات مع بعضها البعض.


كيفية نشأة سلاسل الطمر

في الحقيقة إن العلاقة بين المناطق التي يحدث فيها الطمر البركاني متصلة بالانصهار الذي يحدث للصخر الناري في الجوف، وحين ينزلق الغلاف الصخري والذي يكون مغمورًا ومشبعًا بالماء يزيل البازلت، ونتيجة لارتفاع درجة حرارة الماء تتحول الرواسب والبازلت بدورها إلى مادة صخرية جديدة هي الأيكلوجت، وبعد أن يتحرر الماء يأخذ بالانتشار عبر المنطقة التي تعلو منطقة الطمر فيتعرض الغلاف الصخري للانصهار بسبب الانخفاض الشديد والمفاجئ على درجة الحرارة التي يسببها الماء، ومن الأمثلة على سلاسل الطمر سلسلة جبال الأنديز، هذه السلسلة التي تمتد من ساحل المحيط  الهندي في قارة أمريكا الجنوبية، ويصل طولها إلى 10 آلاف كيلومتر، في حين يبلغ ارتفاعها أكثر من 7000 متر، وبعرض يصل إلى 500 كيلومتر، واللافت في هذه السلسلة  الحفرة المحيطية التي تحدها والتي يصل عمقها إلى 8 كيلومترات، وهذه الحفرة تبين وبصورة واضحة  للعيان المظهر الحقيقي لظاهرة الطمر، ويرجع سبب تكون جبال الأنديز إلى نشاط ضخم لأحد البراكين.[٥]


المناطق التي توجد فيها ظاهرة الطمر

تعتمد السمات المحددة حول منطقة الطمر على حركة الصفائح التكتونية المتصادمة، ويوجد نوعان من الصفائح وهما لوحات محيطية وأطباق قارية، والجدير بالذكر أن اللوحات المحيطية توجد تحت المحيطات، وهي جزء من القشرة الأرضية المصنوعة من الصخور المافيمية أو الباسولية، والصفائح القارية مصنوعة من الصخور الصخرية أو الجرانيتية، ويمكن أن تعيش بعض مناطق الطمر لمدة أقصر من غيرها في بعض الأحيان، وعندما تصطدم لوحتين قارتين مع بعضهما البعض تنقسم المواد التي تُكون كل لوحة قارية وتبدأ بالصعود إلى أعلى، وهذه الظاهرة التي تتشكل فيها أعلى سلاسل الجبال في العالم كجبال الهيمالايا، وعندما تصطدم لوحتين محيطيتين مع بعضهما البعض يُكون ذلك خنادق كبيرة تحت الماء[٥].


مميزات سلاسل الطمر

تتميز سلاسل الطمر بأنها المسبب الرئيسي للكثير من الزلازل والبراكين الكبيرة والخنادق المحيطية حول العالم، وتتشكل الخنادق المحيطية في المناطق الفرعية، وتلتقي لوحات المحيطات بلوحات قارية في الماء، لذلك تتشكل الخنادق عندما تنزلق لوحة محيطية تحت لوحة قارية، وهذه الخنادق يمكن أن تكون عميقة جدًا، ومن الأمثلة عليها خندق ماريانا؛ هو أعمق نقطة على الأرض ومثالًا رئيسيًا على منطقة اندساس عميق، وهي مسببة أيضًا كما ذكرنا سابقًا بالبراكين النشطة والهزات الزلزالية العنيفة، وتتميز كذلك بأنها مراكز بؤرية ذات مستوى مائل، ومن الجدير ذكره أنها قريبة جدّا من السطح، وتكون أكثرعمقًا كلما اتجهنا إلى القارة، وتشمل الميزات الأخرى تراكم الأسافين، وأحواض أقواس أمامية، وأحواض أقواس خلفية، وبقايا أقواس، وتراكم الأسافين هوي عبارة عن قطع من الصفيحة الفرعية التي كسرت في الخندق، وتقع أحواض الأقواس الأمامية بين قوس الجزيرة والخندق، في حين يقع القوس الخلفي خلف قوس الجزيرة، وهذه الأحواض عبارة عن أحواض لصيد الرواسب، وهي تتكون من أوساخ وصخور صغيرة تغسل بعيدًا في المطر، وتحدث الأقواس المتبقية عند تغيير موقع القناة الفرعية[٦].


المراجع

  1. Becky Oskin (2015-5-7), "What Is a Subduction Zone?"، livescience, Retrieved 2019-10-29.
  2. "The Earth's Layers"، Volcano World، Retrieved 5-11-2019. Edited
  3. "Effects of Earthquakes on Humans and Environment", ukessays,2017-6-1، Retrieved 2019-10-29.
  4. "Subduction Zone: Definition, Location & Example", study, Retrieved 5-11-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "What is a Subduction Zone?"، universetoday، Retrieved 5-11-2019. Edited
  6. "?What Are the Features of a Subduction Zone", sciencing, Retrieved 2019-11-2.

فيديو ذو صلة :

626 مشاهدة