دعاء للنوم والتخلص من الارق

دعاء للنوم والتخلص من الارق
دعاء للنوم والتخلص من الارق

الدعاء

معنى الدعاء هو طلب العبد من ربّه عزّ وجلّ العناية واستمداده المعونة منه، وفي أصله إظهار الافتقار إلى الله تعالى والإقبال عليه، وتبرٌّؤ العبد من حوله وقوّته، وهو صفة للعبودية، واستشعار الذلّة البشريّة، وفيه أيضًا معنى الثناء على الله عزّ وجلّ، وإضافة صفات الجود والكرم إليه، وهذا الإقبال على الله هو روح العبادة؛ فالدعاء هو سر العلاقة بين العبد وربه، وفيه يعبر الإنسان عن الافتقار لله جل وعلا، فالعبد يطلب ويرفع يديه ويلح ويسأل الله راجيًا منه الإجابة، والدعاء هو أصل العبادة وله مكانة رفيعة في الدين، لأن الله تعالى يحب أن يسأله عبده، وأن يرغب إليه في كل شيء.[١]


دعاء للنوم والتخلّص من الأرق

يصاب الإنسان كثيرًا بالأرق فلا يستطيع النوم ويظل مستيقظًا الليل كله، أو ينام ويصحو فزِعًا، فيقلق ولا يستطيع الاستغراق بالنوم مرّةً أخرى مما يؤثّر سلبًا على صحته، وعلى أدائه ونشاطه خلال النهار؛ فيشعر بالضعف والوهن وعدم الرغبة بممارسة الأنشطة المختلفة، وكما عوّدتنا الشريعة الإسلاميّة على الحلول العملية والسليمة التي فيها خير وصلاح هذه الأمّة، فقد علّمنا الرسول محمّد صلى الله عليه وسلم الكثير من الأدعيّة الّتي إن ذكرناها في كثيرٍ من المواقف والأمور تهبنا الحفظ والسعادة في الدنيا والآخرة، ومنها ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أدعية قبل النوم: [إِذا أوى أحدكمْ إلى فِراشِهِ، فلْيأْخذْ داخِلة إِزارِهِ، فلْينْفضْ بها فِراشه، ولْيسمِّ اللّه، فإنّه لا يعْلم ما خلفه بعْده على فِراشِهِ، فإِذا أراد أنْ يضْطجِع، فلْيضْطجِعْ على شِقِّهِ الأيْمنِ، ولْيقلْ: سبْحانك اللّهمّ ربِّي بك وضعْت جنْبِي، وبِك أرْفعه، إنْ أمْسكْت نفْسِي، فاغْفِرْ لها، وإنْ أرْسلْتها فاحْفظْها بما تحْفظ به عِبادك الصّالِحِين. وفي روايةٍ : بهذا الإسْنادِ، وقال: ثمّ لْيقلْ: باسْمِك ربِّي وضعْت جنْبِي، فإنْ أحْييْت نفْسِي، فارْحمْها][٢].[٣]


أعراض الأرق

يؤدي الأرق إلى عدة مشاكل وأعراض وتشمل هذه الأعراض ما يلي:[٤]

  • صعوبة التوجه للنوم في الليل.
  • الاستيقاظ خلال الليل.
  • الاستيقاظ باكرًا قبل أخذ ساعات النوم الكافية.
  • عدم الشعور بالراحة الكافية بعد النوم في الليل.
  • التعب والإجهاد أو النعاس أثناء النهار.
  • العصبية، أو الاكتئاب، أو القلق.
  • كثرة الأخطاء والحوادث.
  • الصداع الناتج عن التوتر.
  • صعوبة في التركيز وفي تأدية المهام.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي.
  • القلق المستمر بشأن النوم.


أسباب الأرق

الأسباب الشائعة للأرق:[٤]

  • مشاكل نفسية: مثل: التوتر، والقلق، والاكتئاب.
  • تناول الأدوية: الأدوية التي قد تؤثر على النوم والتي تضم: الأدوية المضادة للاكتئاب، الأدوية التي تعالج أمراض القلب وضغط الدم، والأدوية المضادة للحساسية، والمواد المنشّطة.
  • الكافيين والنيكوتين والكحول: من المعروف أن القهوة، والشاي، بالإضافة إلى المشروبات الغازية وغيرها من المشروبات التي تحتوي على الكافيين هي مواد منبهة وتسبب الأرق.
  • المشاكل الطبية: مثل الألم المزمن، ومشاكل التنفس، وكثرة التبول، والتهاب المفاصل، والزهايمر، وغيرها من المشاكل الصحية.
  • تغيرات بيئية أو تغيرات في البرنامج الزمني للعمل.
  • الأرق المكتسب: وهو الأرق الناتج عن تعرض الشخص للعديد من الضغوط الاجتماعية والنفسية، وقد يستمر هذا النوع من الأرق بعد زوال الضغوط، الأمر الذي يعرض الشخص للقلق المستمر نتيجة قلة النوم ومحاولة النوم لساعات أكثر، ومعظم الأشخاص الذين يعانون من الأرق المكتسب ينامون أفضل عندما لا يكونون في بيئتهم المعتادة للنوم.
  • الإكثار من الأكل في ساعات المساء المتأخرة.
  • التقدم بالسن: يكون الأرق أكثر شيوعًا في سن متقدمة من العمر، إذ قد تحصل عند الشيخوخة تغييرات تؤثر على النوم مثل زيادة المشاكل الصحية، وتناول الأدوية بكثرة.


حلول للتخلص من الأرق

نذكر فيما يأتي بعض الحلول للتخلص الأرق:[٥]

  • البحث عن سبب أو مصدر الأرق، فيجب معرفة السبب الذي يمنع النوم للتمكن من علاجه، فمثلًا: إذا كان القلق أو الاكتئاب هما سبب الأرق فيجب التخلص من الأسباب المؤدية لهما، وقد يتطلب ذلك التحدث مع الطبيب وتناول أدوية للقلق أو الاكتئاب.
  • التأكد من أن مكان النوم مريح ومناسب للشخص من حيث درجة الحرارة، والإضاءة، وغيرها.
  • استخدام غرفة النوم فقط للنوم والراحة، ويجب التخلص من أي شيء يمكن أن يشغل الشخص عن النوم مثل أجهزة الحاسوب وأجهزة التلفزيون، أو الهاتف، لضمان عدم استخدامها بدلًا من النوم.
  • أخذ حمام ساخن أو دش قبل النوم؛ لأن ذلك يساعد على الشعور بالانتعاش والاسترخاء، فتزيد بذلك فرصة الشعور بالنعاس.
  • شرب بعض الأعشاب التي تساعد على تحفيز النوم مثل؛ البابونج.
  • مراجعة الطبيب في حال استمرار الأرق لفترة طويلة، فقد يكون سبب ذلك مرضًا أو حالة معينة تتطلب علاجًا؛ فيمكن أن يصف الطبيب دواء لعلاج الأرق، أو تشخيص حالة مرضية أخرى تسبب الأرق وإعطاء علاج لذلك.


أوقات إجابة الدعاء

أفضل الأوقات للدعاء:[٦]

  • جوف الليل: فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر يوم الجمعة فقال: [إن في الليل لساعة لا يوافِقها رجلٌ مسلمٌ يسأل الله خيرًا مِن أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كلّ ليلة][٧]. وقد حددت هذه الساعة في الثلث الأخير من الليل.
  • ساعة الجمعة: لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر يوم الجمعة فقال: [ فيه ساعةٌ، لا يوافِقها عبْدٌ مسْلِمٌ، وهو يصلِّي، يسْأل اللّه شيئًا إلّا أعْطاه إيّاه. زاد قتيْبة في رِوايتِهِ: وأشار بيدِهِ يقلِّلها][٨]. وقد حددت في آخر ساعة بعد العصر.
  • دعوة الصائم والمسافر: لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: [ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر][٩].
  • الدعاء بين الأذان والإقامة: لما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم: [الدعاء لا يردّ بين الأذان والإقامة][١٠].
  • الدعاء أثناء السجود: إذ إن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد.
  • الدعاء في مجالس الذِّكْر.
  • الدعاء عند التقلب مِن النوم: فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [من تعارّ مِن الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، سبحان الله تعالى، ولا إله إلا الله تعالى، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى، ثم قال: اللهم اغفِرْ لي، أو دعا - استجِيب له، وإن توضأ وصلى قبِلت صلاته][١١].
  • عند سماع صياح الدِّيك: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إذا سمِعتم أصوات الديكة، فسلوا الله مِن فضلِه، فإنها رأتْ ملكًا، وإذا سمعتم نهِيق الحمِير فتعوّذوا بالله مِن الشيطان؛ فإنها رأتْ شيطانًا][١٢].


المراجع

  1. "تعريف الدعاء وحقيقته"، midad، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-18. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2714، صحيح.
  3. "يعاني من الأرق"، islamqa، 2008-6-16، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-18. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "Insomnia", mayoclinic, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  5. Marc Kayem, PhD (2019-11-1), "How to Treat Insomnia"، wikihow, Retrieved 2019-12-21. Edited.
  6. الشيخ وحيد عبد السلام بالي (2018-7-22)، "الدعاء المستجاب"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-18. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 757، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 852،صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 3030، صحيح.
  10. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 212، حسن.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 1154، صحيح.
  12. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 680، صحيح.

فيديو ذو صلة :