تعرّف على حكم الاحتلام في رمضان وأثره على الصيام

حكم الاحتلام في رمضان

الاحتلام في نهار رمضان غير مفسد للصيام؛ لأنه خارج عن إرادة الإنسان، ولا يجب قضاء ذلك اليوم على من احتلم في نهار رمضان، وذلك باتفاق الفقهاء،[١] وعلة ذلك تتلخص بما يأتي:[٢]

  • إن التحرز من حصول الاحتلام أمر صعبٌ وفيه مشقة، إذ إن الاحتلام يحصل بالنوم وخارج عن إرادة الإنسان، والنوم من الأمور المباحة التي لا يمكن تركها.
  • إن الإنزال في الاحتلام غير ناتج عن شهوة ومباشرة حقيقية؛ فلا يفسد الصيام بسببه.
  • إن النائم غير مكلف على ما يحصل في نومه، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ، وعنِ المجنونِ حتَّى يعقلَ)،[٣] والاحتلام يحصل بغير إرادةٍ من المكلف، فلا يحاسب عليه.[٤]

أثر الاحتلام على الصيام

يظهر أثر الاحتلام ويتعلق بالغسل في نهار رمضان، وقد أجمع العلماء على عدم وجوب الغسل على من احتلم ولم يلاحظ المني، ويجب الاغتسال على من وجد المني سواء تذكر  الاحتلام أم لم يتذكر.[٢]

وقد ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (سُئِلَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- عَنِ الرجُلِ يَجِدُ البَلَلَ ولا يَذْكُرُ احتِلامًا؟ قال: يَغْتَسِلُ، وَعَنِ الرجلِ يَرَى أنه قَدِ احتَلَمَ ولا يَجِدُ بَلَلًا؟ قال: لا غُسْلَ عليه، قالت أُمُّ سُلَيْمٍ: هل عَلَى المَرْأَةِ -تَرَى ذلك- غُسْلٌ؟ قال: نَعَمْ، إنَّ النساءَ شقائِقُ الرجالِ).[٥]

وإن وجد شخص منياً على الفراش مع شخص يشاركه الفراش ممن يحتمل منه المني، فقد تعددت آراء العلماء في ذلك، وهي كما يأتي:[٢]

  • الحنفية؛ وجوب الغسل على كليهما.
  • المالكية؛ إن كان الفراش يتشارك في الزوجان؛ فالاغتسال واجب على الزوج، فإن لم يكونا متزوجين، فالغسل واجب على كليهما.
  • الشافعية والحنابلة، استحباب الغسل لكليهما، ولا يجوز اقتداء أحدهما بالآخر قبل الغسل.

وقد تعددت آراء العلماء في مسألة الشك في تحديد البلل الموجود هل هو مني أم غيره، وتفصيل آرائهم فيما يأتي:[٢]

  • ذهب جمهور العلماء؛ من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى وجوب الاغتسال، واشترط الحنفية لوجوبه الشك بين المني والمذي.
  • ذهب الشافعية؛ إلى التخيير بين جعل البلل منيا أو غيره والحكم بما يترتب على هذا التخيير.

كيفية الغسل من الاحتلام

الغسل من الاحتلام نفس كيفية الغسل من الجنابة؛ وقد نص الفقهاء في كتبهم على كيفيتين للاغتسال؛ الكيفية الأولى هي الكيفية المجزئة التي تتحقق بنية استباحة الصلاة، وتعميم الماء على جميع البدن مع المضمضة والاستنشاق، وأما الكيفية الكاملة التي تتحقق بما يأتي:[٦]

  • النية؛ فينوي المسلم الطهارة من الحدث، أو استباحة الصلاة.
  • التسمية؛ بقول المسلم "بسم الله الرحمن الرحيم".
  • غسل الكفين ثلاث مرات.
  • غسل الفرج باليد اليسرى والتخلص من الأذى.
  • الوضوء، يقوم المسلم بالوضوء ويترك القدمين للنهاية.
  • تعميم الماء على جميع البدن.
  • غسل القدمين.

المراجع

  1. ابن يونس الصقلي، الجامع لمسائل المدونة، صفحة 1137. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 95- 99. بتصرّف.
  3. رواه أبو داود، في صحيح أبي داود، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:4403، صحيح.
  4. ابن قدامة، المغني، صفحة 128. بتصرّف.
  5. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:236، سكت عنه وكل ما سكت عنه صحيح.
  6. ابن قدامة، المغني لابن قدامة، صفحة 160. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :

60 مشاهدة