تعريف الأمن السيبراني

سلامة وأمن المعلومات

أصبح اعتماد المجتمعات في معظم أنحاء العالم على التكنولوجيا في جميع أنشطتها اليومية، لا سيما فيما يتعلق بالاتصالات وتبادل المعلومات عبر الشبكة العنكبوتية أو الانترنت، ولكن في نفس الوقت هذا الاعتماد تزامن مع العديد من المخاطر التي نشأت مؤخرًا هددت أمن وسلامة المعلومات وكل من له صلة فيها، فأصبح الكثير ممن لهم أهداف إجرامية بالتأثير على البنى التحتية للمعلومات الخاصة بالدول، أي الحساسة منها والتي تهم سلامة المعلومات الوطنية، وكذلك المعلومات الشخصية وأمن الأطفال. ^[١]

الأمن السيبراني

كلمة (سيبر) Cyber هي صفة لأي شيء له علاقة بالحواسيب وتقنيات المعلومات، والتي تستخدم بمجملها الواقع الافتراضي، وبالتالي فالسيبرانية هي فضاء الانترنت، أما الأمن السيبراني فهو الذي يهتم بأمن المعلومات على شبكات الحاسوب المرتبطة بالإنترنت، وحمايتها من أي دخول غير مصرح به أو أي تغير أو اختلال قد يحدث فيها، وكذلك من الجرائم السيبرانية التي تعد سلوك غير قانوني أو شرعي منافيًا للأخلاق يحدث على شبكة المعلومات العالمية، وللوصول لهذه الغاية تُستخدم مجموعة من الوسائل التقنية والإدارية لمنع هذا الدخول الغير مصرح به، إذ يعتبره البعض مجالًا جديدًا للحروب الحديثة التي تهدد جميع شبكات الحاسوب الموجودة حول العالم، وتشمل الشبكات التي تستخدم الألياف البصرية واللاسلكية، فهو ليس فقط شبكة الانترنت، ولكنه شبكات أخرى تتصل بهذه الشبكة بطريقة أو بأخرى، كشبكات gps ،Acars ،Swift ،Gsm ،pstn، فالبنى التحتية وأنظمة الاتصالات الرقمية هي جزء مهم من هذا الفضاء. ^[٢]

أهم الحقائق عن الأمن السيبراني

كما ذكرنا أن الأمن السيبراني نشاط يهتم بحماية الشبكات والبرامج والأنظمة من أي هجمات رقمية قد تتعرض لها، ويكون هدفها بالدرجة الأولى هو الوصول للمعلومات الحساسة؛ بغرض تغييرها أو إتلافها، مما يتيح لمن يصل لهذه المعلومات بابتزاز المال أو تدمير الأنظمة المخصصة لتبادل العمليات التجارية، وفيما يأتي أهم الحقائق عن الأمن السيبراني وكيفية عمله: ^[٣]

• للأمن السيبراني العديد من الطرق أو الأساليب لحماية الشبكات من الهجمات السيبرانية، والتي عادةً ما تكون على شكل طبقات تنشر في أجهزة الحواسيب أو البرامج أو البيانات...الخ، والتي هي مجال الحماية من هذه الهجمات.
• لتطبيق الحد الأدنى من الأمن السيبراني، لا بد من جميع المستخدمين معرفة المبادئ الأساسية وتطبيقها بخصوص حماية المعلومات، كاختيار كلمات سر قوية، وعدم فتح المرفقات الآتية من مصادر مجهولة، كما يحصل في البريد الإلكتروني، والحفاظ دائمًا على البيانات من خلال النسخ الاحتياطي لها.
• لتطبيق الأمن السيبراني لا بد من توفر العديد من الوسائل التكنولوجية الحديثة، والبنى التحتية القوية لمنح الأفراد إمكانية الامتثال لتطبيقه.
• للحماية من الهجمات السيبرانية يجب حماية ثلاثة كيانات مادية تتعلق بشبكات الحاسوب، وهي أجهزة الحاسوب نفسها، والأجهزة الذكية، والراوترات، ومن أهم التقنيات المعروفة لحماية هذه الكيانات ما يُسمى بجدار الحماية وMALWARE وDNS، والبرامج الخاصة بمكافحة الفيروسات، والعديد من الوسائل التي تؤمن تعرض البريد الإلكتروني لهذه الهجمات.
• يشمل الدفاع السبيراني الجميع، فقد يؤدي الهجوم على فرد بسرقة هويته أو ابتزازه بالصور العائلية الخاصة به وغيرها، وعلى المستوى المجتمعي، فإن الكثير من الأنظمة التي تخدم المجتمع من الممكن أن تتعرض لهذه الهجمات، كمحطات الطاقة والمؤسسات المالية وغيرها، وبالتالي تعم الفائدة على الأفراد والجماعات والمؤسسات.
• تعمل أعداد كبيرة من الباحثين والمختصين في متعلقات الأمن السيبراني، فقد تصل أعدادهم للمئات حتى يستطيعوا تحري هذه التهديدات، والتي من شانها الكشف عن أي نقطة ضعف يمكن خلال الاختراق، ولهم دور أيضًا في نشر ثقافة الأمن السيبراني ووكيفية التعامل مع أي مشكلة مستجدة تهدد حماية معلوماتهم وأمنها.

الأمن السيبراني مقابل أمن المعلومات

يهتم كلاهما بأمن المعلومات، ولكن في حقيقية الأمر أن مصطلح المعلومات موجود قبل أي تفكير بوجود الإنترنت وشبكات الحاسوب المرتبطة بها، فالمنظمات على مر العقود تضم أقسامًا كاملة تهتم بحماية وتنظيم المعلومات، ولكن كانت جميعها تُجرى يدويًا، وأقرب مثال على ذلك قسم الأرشيف الموجود حتى يومنا هذا في جميع المؤسسات الحكومية والخاصة، ومع التطور الذي حصل بسرعة كبيرة جدًا أصبحت معظم عمليات الأرشفة وترتيب المعلومات تخزَّن على شبكات الحواسيب أو ما يُسمى بالسيرفرات، فزادت الوسائل التي تهتم بحماية وأمن هذه المعلومات كونها مخزنة في أماكن مرتبطة بشبكة حواسيب يصل عددها لمئات الملايين حول العالم، وبناء عليه أصبح واضحًا الآن أن كل من الأمن السيبراني وأمن المعلومات مهمته المحافظة على المعلومات وحمايتها، ولكن الفرق في طبيعة وشكل ومكان تخزين هذه المعلومات، أي هل الحماية فيزيائية أم سيبرانية. ^[٤]

الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية

نظرًا لأهمية دور المعلومات في جميع دول العالم، وما يقدمة تبادل المعلومات من خدمات جمة للبشرية، فقد أصبح من الضرورة في مكان العمل دائمًا؛ للحفاظ على أمنها وحمايتها من أي دخول غير مصرح به، وصد أي هجوم إلكتروني تتعرض له هذه الأنظمة المعلوماتية، لا سيما المعلومات الحساسة منها، كالمعلومات الخاصة بوزارة الدفاع مثلًا، وبناء عليه فقد قررت وأدركت الجهات المسؤولة في السعودية بأهمية ذلك، وأنشأت هئية حكومية تهدف لحماية الشبكات والأنظمة التشغيلية وجميع ما يرتبط بها من أجهزة وبرامج وبيانات، مع أخذها بعين الاعتبار جميع جوانب الأمن السيبراني في حياة المجتمعات، وتضع في أولوياتها ضم أكبر عدد ممكن من الكوادر المؤهلة وتمكينها في هذا المجال، فهي تهدف لجعلها صناعة وطنية، لتصبح الرائدة عالميًا في هذا المحور بحلول العام 2030 م. ^[٥]

المراجع

1. ↑ "لمحة عامة حول الأمن السيبراني"، tra، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرّف.
2. ↑ "تعريف الأمن السيبراني"، ccsksa، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرّف.
3. ↑ ساره الغامدي (3-10-2018)، "ما هو الأمن السيبراني ؟"، attaa، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرّف.
4. ↑ مصطفى الطيب، "الفرق بين أمن المعلومات والأمن السيبراني"، oolom، اطّلع عليه بتاريخ 7-5-2019. بتصرّف.
5. ↑ "ماهو الأمن السيبراني ؟ هنا الإجابة"، almowaten، 31-10-2017، اطّلع عليه بتاريخ 7-5-2019. بتصرّف.