محتويات
الأنمي
تَعني كلمة الأنمي "التحريك" وهي اختصار لكلمة أنميشين، ويُطلق هذا المصطلح على مجال صناعة فنّ الرسوم و الأفلام المتحركة اليابانيّة، يَتميّز الأنمي عن بقية الرسوم الغربيّة بطريقة رسمه الفريدة مثل استخدام شكل العيون المبالغ بحجمها نظرًا لاعتبار اليابانين العيون مرآةً لمشاعرِ الشخصِ الحقيقيّة ولجمالها، وقد حَظيت هذه الرّسوم بنجاحٍ عالميٍ عظيم، ويُعَدّ فيلم الأنمي "رحلة تشيهيرو" الذي أنتجته شركة غيبلي الأكثر نجاحًا لحصوله على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم للصور المتحركة في عام 2002، ويعد هذا الإنجاز الأول من نوعه في اليابان، مما ساهمَ بنشرِ ثقافة الأنمي في الغرب وانتقال مبيعاته من السوقِ اليابانيّ المحليّ لتُصبحَ ثقافة الأنمي مشهورةً عالميًّا.[١]
تاريخ صناعة الأنمي
تَعودُ صناعة الأنمي اليابانيّ في تاريخها إلى مائة سنة، ويُعَدّ فيلم فشل الخطة العظيمة " ديكبو شينجاتشو " أول فلم أنمي يابانيّ أُنتجَ في عام 1916 من قبل "شيمواكا أوتين" الذي يعد الأب الروحي لصِناعةِ الأنمي في اليابان، واستخدم في رسمه الطباشير، وكانت مُدتَه خمس دقائق فقط، وقد تَطورَّت صناعةُ الأنمي في الأربعينات بسبب التطورِ التكنولوجيّ وحاجة الدولة لنشرِ الدعايات الحربيّة في الحربِ العالميّةِ الثانيّة، واعتمدت في قصتها وتصميم شخصياتها على قصصٍ مصورةٍ غير ملونة تدعى بالمانغا، ظَهَرَ في الخمسينات استوديو توّي أنميشن الذي يعد ضخمًا جدًا لصناعةِ الأنمي في اليابان، وما زال يَصنَع الأنمي حتى وقتنا هذا.[٢]
بَدَأ عرضُ الأنمي في حقبة الستينات على شاشاتِ التلفازِ لانتشارها الواسع في المنازلِ في تلك الحقبة، ومن أشهر هذه العروض مسلسل آسترو بوي (الفتى الفضائيّ)، واستمرت مدة عرض الحلقة الواحد نصف ساعة أسبوعيًّا بدلًا من خمس دقائق، وأنتجت العديد من الأعمال في فترة السبعينات والثمانينات والتسعينات التي ما زالت تعد فترة ذهبية وسابقة تاريخيّة في اليابان، وتُرجِمَت إلى معظمِ دول العالم، مثل: غاندام، جزيرة الكنز، هزيم الرعد، سالي، المُحقق كونان، ون بيس، القناص، ناروتو، هامتارو، أنا وأخي، مخلص صديق الحيوان، عدنان ولينا، ماروكو، الكابتن ماجد والعديد من الأعمال الإبداعيّة في هذه الفترة، واستوحيت بعض هذه الأعمال من قصص واقعيّة إنسانيّة يابانيّة تكريمًا للإنسانيّة كمسلسل كرة السلة سلام دانك والذي يَروي قصةَ طموح فتى يابانيّ أن يكون لاعب كرة سلة عالميّ، ولكن وافته المنية بحادث أليم قبل تحقق حلمه، استمر ازدهار صناعةِ الأنمي في اليابان واعتبرت الجذور الرئيسيّة لانتشار الثقافة اليابانيّة ولغتها عالميًّا.[٢]
الفرق بين الأنمي اليابانيّ والكرتون
يُعد العديد من الأشخاص الأنمي رسومًا كرتونيّةً طفوليّةً مُتحركَة ًمشابهةً لرسوم الكرتون الغربيّة، لكنَّ هذا الاعتقاد خاطئ جدًا، والسبب في ذلك الاختلافات الكبيرة ما بين الكرتون والأنمي لاختلاف الثقافة ما بين الغرب والشرق، إذ يُنّظر للشخصِ البالغ نظرًة طفوليًّة سلبيًّة عند الإعجاب بهذه المسلسلات والأفلام، يُمكن ملاحظة العديد من الفروقات بين الأنمي والكرتون مثل:[٣]
- العمر المستهدف: تستهدف مسلسلات وأفلام الكرتون فئة الأطفال أو المراهقين؛ وذلك لارتفاع المبيعات ضمن هذه الفئة واعتبار المجتمع هذه الرسوم طفوليّة بمحتواها، بخلاف الأنمي الذي يستهدف فئة الشباب اليافعة بصناعته محتويات ذات قصة وأحداث عميقة، وموسيقى ممتازة الجودة، وإخراج سينمائيّ رفيع المستوى.
- أسلوب الرسم: تَستخدمُ أفلامُ الكرتون الغربيّة أسلوبًا كاريكاتيريًّا مثل الملامح الحادة أو الفُكاهيّة، أما اليابانيّة فيعتمد ذلك على أسلوب رسم المؤلف للقصة وأكثرها استخدامًا العيون الواسعة والملابس الرائجة في عالم الموضة للشباب أثناء تاريخ إنتاج العمل الفني، والألوان الصاخبة للشعر، والعينين أو الملابس التقليديّة اليابانيّة القديمة في حال كان المسلسل أو الفيلم تاريخيًّا أو حربيًّا.
أنشطة متعلقة بالأنمي
تُعَدّ التجارة بالبضائعِ المتعلقة بشخصيات الأنمي والكوسبلاي والمهرجانات السنويّة الدوليّة من أكبر الأنشطة التجاريّة الربحيّة التي يقوم بها المعجبون من مختلف أنحاء العالم، فأصبحت طوكيو هي عاصمة الأنمي العالميّة، وأدخلت بعضٌ من متاجرها التي تبيع بضائع الأنمي مثل: ملابس الشخصيات والملصقات والأكواب والإكسسوارات والدمى في قائمة فوربس للصناعة والتجارة، وتُقَدرُ أرباحها العالميّة بملياراتِ الدولاراتِ سنويًا، ولدى أكبرها مئات الفروع المحليّة في اليابان والعالميّة خارج اليابان، ولشهرةِ الأنمي وصناعته ازدهرت المواقع التجاريّة الإلكترونيّة المتخصصة فقط ببيع هذه السلع المستوردة، وتوجد العديد من المواقعِ العربيةِ المشهورةِ أيضًا في هذه الصناعات كموقع جزيرة الأنمي.[٤]
تَعني كلمةُ كوسبلاي التمثيل في الأزياء التنكريّة، إذ إن المعجبين من مختلف أنحاء العالم إما يشترون أو يصنعون الأزياء التنكريّة والشعر والمكياج المطابق لشخصياتهم المفضلة ثم المشاركة بها في المهرجانات التنكريّة أو تصويرها ونشرها على الإنترنت وبيعها لبقية المعجبين، وعلى الرغم من أن المهنة تبدو سهلة إلا أن المحترفين منهم يبذلون مئات الساعات أحيانًا لحياكة مثل هذه الملابس يدويًا بطرق تقليديّة قديمة، ولا يسمح في المسابقاتِ العالميّة الاحترافيّة ذات الجوائز الماليّة الضخمة المشاركة بزي تنكريّ غير مصنوع يدويًّا احترامًا لهذه المهنة وللحصول على أفضلِ النتائجِ، وبسبب الانتشار الواسع لهذه المهنة يجني القليل منهم المال الكافي شهريًا من هذه المهنة فقط بما يناسب احتياجاته الشخصيّة، كما تعيشُ هذه الأقليّة الأفضل حياةً مترفةً في لوس آنجلوس أو هوليود أو طوكيو، وافتتح معظمهم قنوات ترويجيّة متعلقة بمهنتهم على مواقع التواصل الإجتماعيّ، ولديهم الملايين من المشاهدات والمتابعين ويكسبون منها الملايين سنويًّا.[٥]
مراجع
- ↑ "Anime", britannica, Retrieved 3-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "The History Of Anime", rightstufanime, Retrieved 3-12-2019. Edited.
- ↑ "Difference between Anime/Manga and Cartoon/Comics", mediafactory, Retrieved 3-12-2019. Edited.
- ↑ "Japan's Largest Anime Store Opens Up To International Shoppers, But There's A Catch", forbes, Retrieved 3-12-2019. Edited.
- ↑ "Cosplay conquers the world", features, Retrieved 3-12-2019. Edited.