بحيرة البردويل

بحيرة البردويل
بحيرة البردويل

مصر

تقع مصر إلى الشمال من أفريقيا على حدود مشتركة مع كل من البحر الأبيض المتوسط والسودان وليبيا وفلسطين، وتزيد مساحتها عن مليون كيلو متر مربع، ويصل عدد سكانها إلى ما يقارب 100 مليون ينحدرون من أعراق وأصول مختلفة، ويعتنق غالبية الشعب المصري الدين الإسلامي إلى جانب 10% من الأقباط، ويتحدثون اللغة العربية بوصفها لغة الدولة الرسمية، ويخضعون لنظام حكم جمهوري أُرسيت قواعده وأسسه بعد ثورة الضباط الأحرار، فقد تعرضت مصر لعدد من الحملات الاستعمارية منذ فجر التاريخ، وبسبب موقعها الجغرافي الذي يمثل بوابة بين قارتي آسيا وإفريقا، وكذلك بسبب خيراتها وكثرة مواردها الطبيعية من المعادن مثل الذهب والفضة والحديد والنحاس، بالإضافة إلى الفحم والغاز الطبيعي، واستغلال المساحات الخضراء لرعي المواشي وتكثير الثروة الحيوانية، وزراعة أنواع مختلفة من الحبوب والبقوليات والفواكه والخضراوات وأشجار النخيل، وينشط قطاع الصناعة فيها بتصنيع المواد الغذائية والكيميائية والمنسوجات والقطن وغيره، ومن المعروف أن السياح يأتون إليها من كافة قارات العالم رغبة بالتعرف على حاضرها وماضيها وزيارة مواقعها الأثرية والطبيعية الخلابة[١].


بحيرة البردويل

تقع بحيرة البردويل في شمال سيناء على طول الطريق الواصل بين المحمدية إلى الشرق من بورسعيد قبل الوصول إلى منطقة العريش غربًا، وهي ثاني أكبر البحيرات في مصر بمساحة مقدارها 165 ألف فدان، ويرتفع مستوى المياه فيها في فصل الشتاء بسبب كثرة تساقط الأمطار، بينما ينحسر في فصل الصيف بسببب ارتفاع معدل التبخر، وهي المصدر الرئيسي للإنتاج البحري من الثروة السمكية في المنطقة، ولقد ظل معدل الإنتاج عاليًا إلى أن تعرضت البحيرة للاحتلال من قِبل القوات الصهيونية الإسرائيلية ليصل إلى 1530 طنًا، إلى أن استعادت جمهورية مصر السيادة وارتفع الإنتاج، وتأتي الطيور المهاجرة إلى البحيرة دوريًا في موسم الهجرة وتتخذها مكانًا للاستراحة والتزود بالغذاء قبل مواصلة الطيران، وقد أُقيمت العديد من المنشآت المهمة على مقربة من البحيرة بسبب وجودها؛ ومنها محمية الزرانيق التي تحوي أنواعًا مختلفة من الطيور مثل اللقلق والصقر والكروان وخطاف البحر والبلشون والوروار والدقناش والحجوالة والهدهد والغراب وغيرها، بالإضافة إلى عدد من السلاحف البحرية التي تعيش بالقرب منها[٢].


التسمية

ذُكِرَ أنَّ بحيرة البردويل عرفت قديمًا في العصور الكلاسيكية باسم بحيرة سربون أو سربونيس، وفي العصور الوسطى أطلق عليها اسم سبخة بردويل نسبة لملك يحكم مملكة بيت المقدس بردويل، إذ كان يُطلق عليه اسم بلدوين الأول، إذ حكم خلال الفترة الزمنية التي تمتد ما بين 1100 إلى 1117 للميلاد، وعرف في المصادر التي تعود للعصور العربية الوسطى، وفيما يتعلق بسبب التسمية فإنَّ بلدوين الأول شنَّ حملة على مصر عام 1118 للميلاد، وهاجم فيها الفرما، ثمَّ أحرقها، وخلال عودته توفق في السبخة، مما أدَّى ذلك لخروج أحشاؤه منها، ورميها في المنطقة، وبعدها أطلق على المنطقة اسم سبخة بردويل، ومنها جاء اسم البحيرة المتعارف عليه حتى الوقت الحاضر[٣].


الثروة السمكية

تعد بحيرة البردويل من أبرز وأفضل المصادرة الخاصة بالثروة السمكية في سيناء ومصر على وجه العموم، ويتلخص تاريخ الثروة السمكية في بحيرة البردويل خلال الفترة الزمنية التي تمتد ما بين عام 1952 حتى عام 2005 للميلاد على ثلاث فترات، إذ تتراوح الفترة الأولى ما بين عام 1952 إلى عام 1967 للميلاد، وخلال تلك الفترة كان متوسط الانتاج حوالي 1460 طنًَا، أمَّا الفترة الثانية فإنها تتمثل في فترة الاحتلال الاسرائيلي، إذ كان متوسط الانتاج خلال تلك الفترة حوالي 1530 طنًا، والفترة الثالثة فهي عبارة عن فترة السيادة المصرية، وحينها كان متوسط الإنتاج حوالي 2240 طنًا، وتجدر الإشارة أنّ مشكلة الطيور المهاجرة التي تأت للشاطئ تُسبب نقص كبير في كمية الأسماك الموجودة في البحيرة[٤].


محمية الزرانيق

تقع المحمية في المنطقة الشرقية من بحيرة البردويل، إذ تبعد مسافة مقدارها 30 كيلو متر من المنطقة الغربية من العريش، وهي تُعد من المفاتيح الرئيسية لهجرة الطيور في العالم، ووفقًا لما أثبتته الدراسات بالنسبة لأهمية المنطقة والموقع الفريد الخاص بها فإنها تربط بين كل من قارة آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتمثل هذه المحمية جسر عبور للطيور المهاجرة بين القارات خاصة خلال فصلي الخريف والربيع من كل عام، إذ تُهاجر الطيور من المنطقة الشرقية لقارة أوروبا والمنطقة الشمالية الغربية من آسيا وروسيا وتركيا في الطريق إلى المنطقة الوسطى والجنوبية الشرقية من أفريقيا هربًا من صقيع الشتاء وللبحث عن مصدر الطعام الموجود في المحمية، وتجدر الإشارة أنه يُوجد أنواع مختلفة من الطيور التي تستقر في البحيرات المصرية، إذ وصل عدد تلك الطيور حوالي 244 نوعًا، ومن أهم الفصائل البجع والبشاروش والبط والبلشون واللقلق ورمزة الدجاج والصقر والسمان والحجوالة والكروان والطيطوي والنورس والغراب والهدهد والحميراء والأبلق[٤].


الصيد والأسماك

تحتوي بحيرة البردويل على أنواع مختلفة من الأسماك هي البوري والدنيس والقاروص وموسى ووقار ولوت ودهبانة والجمبري، بالإضافة إلى احتوائها على سيجان ومياس وغزلان وشبار وشخرم وسرفديا ومنقار وثعبان البحر وكابوريا، ويذكر صياد من صيادي البحيرة أنّه بعد عودة الصيادين إلى القرى الخاصة بهم في الليل فإنهم يقضوا وقتًا جميلًا مع أسرهم يتحدثوا لأطفالهم عن الأشياء التي شاهدوها في عرض البحيرة، ثمَّ يلتقوا في مجموعات بهدف إصلاح شباك الصيد التي تقطعت خلال عملية الصيد، كما أنهم يُعوضوا الشباك المفقودة منهم بأخرى جديدة حتى يبدأوا عملهم في اليوم التالي دون مواجهة أيّ معوقات[٥].


الآثار التاريخية

أكد باحث أثري أنَّ البحيرة ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بتاريخ المنطقة الساحلية الشمالية في شبه جزيرة سيناء، ومع بداية العصور التاريخية على أرض سيناء فإنَّ الحرب الدفاعية والتجارية ازدهرت وتطورت كثيرًا بين الجمهورية المصرية والجيران عبر سيناء، وازدهر طريق حورس الحربي الذي كان يُساير حواف البحيرة، كما وجدت النقوش التاريخية في معبد الكرنك في الأقصر، واهتم كل من اليونانيين والرومانيين في التمركز على المنطقة الساحلية من سيناء الشمالية بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط، كما أنهم شيدوا مراكز عمرانية جديدة، وأعادوا استخدام المراكز التي كانت معروفة مثل تل الحير المجدول والفرما بلوزيوم والمحمديات جارا وجزيرة وكثيب القلس تل كاسيوس والفلوسيات اوستراكين والعريش روينكلورا والشيخ زويد بلنيوم بينايم التي يُقصد بها زهرة المباهج وقلعة لحفن[٣].

بالإضافة إلى ذلك شهد العصر البيزنطي وجود حصن مدينة الفلوسيات إوستراسين أوستراكين على الأطراف في بحيرة البردويل الشرقية، واكتشف في المدينة العديد من المساكن والمقابر والكنائس المميزة والجميلة، وفيما يتعلق بأهمية البحيرة في العصور الإسلامية فإنَّ القسم الشمالي من شبه جزيرة سيناء فتح على يد عمرو بن العاص في عام 640 للميلاد مرورًا برفح والعريش، ثمَّ إلى الطريق المار من الجهة الجنوبية من بحيرة البردويل والفرما متخذًا طريق الرمل، أمَّا بالنسبة للعصر العباسي فإنَّ الروم الإفرنج عبثوا كثيرا بسواحل سيناء، مما دفع ذلك الأمر الخليفة العباسي المتوكل على الله أبو جعفر حتى يأمر والي الجمهورية المصرية عنبسة بن إسحاق الضبي بهدف بناء حصن الفرما على أطراف البحيرة[٣].


البحيرات في مصر

إلى جانب بحيرة البردويل توجد العديد من البحيرات الطبيعية الساحرة في مصر، وفيما يلي سندرج أهمها[٦]:

  • بحيرة قارون: الواقعة في محافظة الفيوم، والتي كانت منذ أيام الفراعنة حاضرة على الخريطة المصرية، وتتميز بمياهها العذبة.
  • بحيرة نبع الحمراء المالحة: وهي ذات مساحة كبيرة وخصائص استشفائية للأمراض المفصلية والعضلية، وتقع في وادي النطرون.
  • بحيرة ناصر: وهي بحيرة عذبة اصطناعية تقع على الحدود بين السودان ومصر، وسميت بذلك تيمنًا بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
  • بحيرة توشكي: التي تجمع المياه العذبة الفائضة من مياه السد العالي، وتبلغ مساحتها الكلية 300 كيلو متر مربع.
  • بحيرة المنزلة: وتقع على أربع محافظات مصرية، ولهذا فهي الأكبر مساحة بين البحيرات المالحة.
  • بحيرة مريوط: الواقعة في جنوب محافظة الإسكندرية، وتتميز بملوحتها واستخدام مياهها لريّ الأراضي المحيطة بها، كما تحتوي على ثروة سمكية.


المراجع

  1. "مصر "، الجزيرة ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-1. بتصرّف.
  2. "بحيرة البردويل "، المعرفة ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-1. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "أثري يكشف عن الأهمية التاريخية لآثار بحيرة البردويل بسيناء"، البوابة نيوز، 9-7-2019، اطّلع عليه بتاريخ 30-9-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "بحيرة البردويل"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 30-9-2019. بتصرّف.
  5. محمد سلامة (11-8-2018)، "بحيرة البردويل.. قبلة الباحثين عن أجود أنواع الأسماك في مصر"، العين الإخبارية، اطّلع عليه بتاريخ 30-9-2019. بتصرّف.
  6. "بحيرات جمهورية مصر "، موسوعة كله لك ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-1. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :