بحث حول الشخصية

تعريف الشخصية

هي مجموعة الصفات والطباع المتنوعة الموجودة عند الشخص باستمرار، والتي تميزه عن الآخرين ويظهر أثرها في تفاعله مع البيئة المحيطة به بما فيها من أشخاص ومواقف، وذلك في فهمه وإدراكه ومشاعره وسلوكه وتصرفاته وهيئته الخارجية، إضافة إلى قيمه وميوله ورغباته ومواهبه وأفكاره وتصوراته الشخصية، فالشخصية إذن لا تنحصر بالمظهر الخارجي للفرد أو بالسلوكيات المتنوعة التي يسلكها، وإنما هي نظام متكامل يجمع الأمور مع بعضها البعض ويؤثر بعضها في بعض مما ينتج طابعًا محددًا للكيان المعنوي للشخص، فالشخصية من أصعب المصطلحات من حيث الفهم والتفسير، وبإيجاز يعرف مصطلح الشخصية؛ البناء الخاص بصفات الفرد وأنماط سلوكه الذي يحدد لنا طريقته الخاصة في تكيفه مع بيئته، والذي يتنبأ باستجاباته للمؤثرات.

للوراثة، والنضج، وأسلوب التنشئة في مرحلة الطفولة، والدوافع الاجتماعية والخبرات المكتسبة بالتعلم دور كبير في تكوين الشخصية، وأن ما يصدر من أقوال أو أفعال لا بد أن ينسجم مع البناء الكلي للشخصية، ويعرف (ويستن) الشخصية بأنها: أنماط دائمة من الأفكار والمشاعر والسلوكات يعبر عنها في ظروف مختلفة.

أما (ايزنك) فيعرفها أنها: تنظيم ثابت مستمر نسبيًا لأخلاق الشخص ومزاجه وعقله وجسده وهذا التنظيم يحدد تكيفه المتفرد مع محيطه.^[١]

أنواع الشخصيات في علم النفس

يصنف علماء النفس الشخصيات في أنواع وتوجد صفات وخصائص تميز كل نوع منها، نذكر أنواع الشخصيات وخصائص بعض منها: ^[٢]

• الشخصية الانطوائية: صاحبها شخص مُنعزل، يعزل نفسه بإرادته عن البشر، وهو يعجز تمامًا عن التأقلم والتكيف مع البيئة المحيطة به.
• الشخصية القهرية: صاحبها شخص غير قادر على نقل عواطفه وأحاسيسه للآخرين أو التعبير عنها.
• الشخصية السيكوباتية: صاحبها شخص عدائي يتشاجر مع الناس، مستهتر وغير آمن في أداء عمله ولا يهتم أبدًا بمصلحة العمل أو مصلحة الناس عامة.
• الشخصية الاضطهادية ( البارانويد ): صاحبها شخص يشك في الناس كلهم ويتوقع منهم الإيذاء لديه شعور دائم بالاضطهاد، ولذلك فهو يكره كل الناس.
• الشخصية الهيستيرية: هو شخص متقلب، لا يهتم بالآخرين وهو إنسان أناني إلى أبعد الحدود، وإذا أعطى فإنه يمن على الناس بعطائه.
• الشخصية النرجسية: هو الشخص المغرور المتكبر المتعالي على الناس.
• الشخصية شبه الفصامية: شخص غريب وغير طبيعي، تصدر عنه أفعال وتصرفات غريبة، شخصيته تشبه شخصيات مرضى الفصام، لكن الأعراض عنده ليست بشدة أعراض مرض الفصام.
• الشخصية الحدية: صاحبها إنسان يقف على الحد بين الصحة والمرض، فهو ليس إنسانًا مريضًا وليس صحيحًا، يكون طبيعيًا أحيانًا وأحيانًا غريبًا، علاقته بالناس تتصف بالتقلب المستمر، أما عواطفه فهي غير مُستقرة بتاتًا.
• الشخصية المتحاشية: صاحب هذه الشخصية يتحاشى العلاقات الاجتماعية ويتجنبها ويتهرب من مواجهة الآخرين والاختلاط بهم، لأنه حساس جدًا اتجاه النقد، ذلك فهو يخاف رفض الناس له وعدم تقبلهم له، رغم رغبته في الاندماج معهم والاختلاط بهم، ومن أنواع الشخصيات أيضًا: الشخصية الحدية، والمتحاشية، والاعتمادية، والسلبية العدوانية، والانهزامية، والوسواسية، والاكتئابية، والانبساطية، والإيجابية، والسفسطائية، والمتزنة.

العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية

إن العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية كثيرة ومعقدة لكن يمكن إجمالها فيما يأتي:^[٣]

• العوامل الجسمانية: تركّز العوامل الجسمانية على العديد من المؤثرات منها تأثير العنصر الوراثي، والمخ، والذكاء، والإفرازات الهرمونية للغدد، وشكل الجسم الخارجي، وسنشرح بعض هذه العوامل شرحًا مبسطًا فيما يأتي:
  • المخ والجهاز العصبي: يؤثر المخ، والجهاز العصبي المركزي والأعصاب بأنواعها المختلفة على درجة الاستثارة في شخصية الفرد، فيتميز بعض الناس ببطء الاستثارة بينما يتميز آخرون بسرعة الاستثارة، ويعد المخ والجهاز العصبي من الأشياء الموروثة.
  • الذكاء: إن ارتفاع القدرات العقلية عند الفرد يؤثر على تكوين الشخصية، وتوجد إشارات إلى أن مرتفعي الذكاء يتميزون بحدة الطباع والسرعة في الاستجابة والاستثارة. 
  • الهرمونات: تفرز الغدد الصماء هرمونات عدة، وتختلف وظائف الغدد الصماء، فالغدة الدرقية مثلًا لها تأثير على سرعة النمو والنضج وشكل الجسم الخارجي، كما أن اتصاف الجسم بالطول أو القصر، والسمنة أو النحافة، والجمال أو القبح، وبياض اللون أو اسواده، له تأثير على مشاعر الفرد واحترامه وإدراكه لذاته، وله تأثير على تعامله مع الآخرين.
• الأسرة والتعليم: تؤثر الأسرة كثيرًا في تكوين شخصية الطفل، فأسس الشخصية التي تتشكل في السنين الأولى من حياته يبقى تأثيرها لسنوات طويلة،وتعديلها أو تغييرها أمر صعب.
• البيئة:تشير البيئة إلى الصفات المحيطة بالفرد، وإلى مكونات الحضارة التي يتعامل معها، فالصفات الجغرافية لها تأثيرها على تشكيل السلوك فمن يسكن السواحل يختلف في شخصيته عمن يسكن الغابات والصحاري والمزارع، كما أن نوع الحياة المدنية له تأثيره على تشكيل الشخصية، كما يأخذ الدين واللغة ونظام السياسة والاقتصاد وقيم الزواج والطلاق والعلاقات الاجتماعية دورًا كبيرًا في تكوين الشخصية.

المراجع

1. ↑ ناجح حمزة خلخال المعموري (4-2-2014)، "الشخصية --- تعريف الشخصية"، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2014. بتصرّف.
2. ↑ محمد عصام خليل، "انواع الشخصيات في علم النفس"، أكاديمية علم النفس، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2019. بتصرّف.
3. ↑ د.أحمد ماهر ، "العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية"، مهارات النجاح، اطّلع عليه بتاريخ ٢٦_٦_٢٠١٩. بتصرّف.