الفرق بين الهم والغم

الهمّ والغمّ

توجد الكثير من المترادفات في اللغة العربية، إذ توجد كلمات نستخدمها في ظاهرها للدلالة على معنى معين، والتي تبدو لنا أنها تحمل نفس المعنى، ولكن عندما عندما نتمعّن في معانيها في معاجم اللغة نكتشف أن معاني هذه الكلمات تختلف اختلافًا جوهريًا، والمُتأمّل في مواضع استخدام هذه الكلمات في جمل اللغة العربية يُدرك أن معاني هذه الكلمات مختلفة، وقد استُخدمت في مواضع متنوعة للدلالة على معانٍ مختلفة، ومن الكلمات التي تُذكر بمعنى واحد كما يعتقده البعض كلمتا الهمّ والغمّ والحزن، ويظن البعض أن كل من هذه الكلمات تشير إلى المعنى ذاته، فيُدرك الجميع أن المعنى الذي تُشير إليه هذه الكلمات الثلاثة؛ الحزن، والهمّ، والغمّ، هو معنى ليس بمحمود وتُشير إلى التعب والكَدَر الذي يتعرض له الإنسان في حياته، ولكن قد لا يعرف الجميع أن هذه الكلمات تُشير إلى معانٍ وتفسيرات مختلفة، وتوجد فروق واضحة في تفسير كل كلمة من الكلمات، والدليل على ذلك ما ورد في السُنّة النبوية في قول الرسول عليه الصلاة والسلام: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وفي هذا دليل على أن لكل منهما معنى مختلف عن الاَخر، يظهر في استخدام الرسول عليه الصلاة والسلام لهذه الكلمات واستعاذته من كل واحدة منها؛ إذ يدلّ ذلك على أن لكل كلمة من الكلمات الثلاث دلالة على معنى مختلف خاص بها، وفي هذا المقال سنتطرق إلى تفسير كل من الهمّ والغمّ والفرق فيما بينها.^[١]

الفرق بين الهمّ والغم

بداية سنوضّح المقصود بالهمّ، إذ يُعرّف في معاجم اللغة العربية؛ التفكير المُفرط بأمر يُقلق الإنسان ويخاف منه، أي أن ذلك يعني أنه التفكير في أمر سيء لم يحصل بعد، معنى ذلك أنه من الممكن أن يحدث ومن الممكن أّلا يحدث، وفي اللغة عدّة تفسيرات للهمّ منها:^[٢]

أن الهمّ هو القلق، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : { وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ } [سورة آل عمران: 154]
الهم بالفتح والتشديد مصدر هم جمع هموم، أي ما يرد على الفكر، ويستقر في النفس دون أن تطمئن إليه ومنه : { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ } [سورة يوسف: 24]
الهم هو الحَزَن، وهو جمع هم، أي ما همَّ في نفس الإنسان.

بينما الغمّ فهو يختلف في تعريفه عن الهمّ، إذ إن الغمّ يعني أن يحزن الإنسان نتيجة أمر سيّئ حصل له، كأن يغتم الإنسان نتيجة موت عزيز على قلبه، أو لخسارته الأموال في أعماله، وفي هذا السياق نُدرك جيدًا أن كلًا من الهمّ والغمّ مختلفان تمامًا، فالهمَ يعني القلق والخوف من أمر سيّئ قد يحصل وهو لم يحصل بعد، والغمّ يعني الحزن بسبب أمر سيء حصل للإنسان بالفعل، وفي اللغة وردت الكثير من التفسيرات لكلمة الغمّ، ومنها:

الغَمُّ: الكَرْبُ ، كالغَمَّاءِ والغُمَّةِ، الجمع: غُمومٌ، وقيل غَمَّهُ فاغْتَمَّ وانْغَمَّ : أحْزَنَهُ .
والغم واحد الغموم، تقول: غمه فاغتم، والغم والغُمة الكرب. ^[٣]