الفرق بين الزهد والورع

المقصود بالزهد

في اللغة العربية توجد الكثير من المترادفات، والكلمات التي نستخدمها في ظاهرها للدلالة على معنى معين، والتي تبدو لنا أنها تحمل نفس المعنى، ولكن عندما نتمعّن في معانيها في معاجم اللغة نكتشف أن معاني هذه الكلمات تختلف اختلافًا جوهريًا، والمُتأمّل في مواضع استخدام هذه الكلمات في جمل اللغة العربية يُدرك أن معاني هذه الكلمات مختلفة واستخدمت في مواضع متنوعة للدلالة على معانٍ مختلفة، ومن الكلمات المستخدمة في اللغة بمعانٍ متقاربة كلمتي الزّهد والورع، ويظن بعض الأشخاص أن كلا الكلمتين تحملان المعنى ذاته، ولكن في الواقع أن كل كلمة من الكلمات تحمل معنى مختلفًا وهذا ما بينته ووضحته معاجم اللغة العربية، والزَّهَدُ: الزكاة؛ لأنها قدر قليل من المال، زهِدَ عن، زهِدَ في، يَزهَد زُهْدًا وزَهادةً وزَهَدًا، إذن فهو زاهد، والمفعول مزهود عنه، زهِدَ عن الشَّيء، أو زهِدَ في الشَّيء: زهَد، أعرض عنه وتركه خوفًا من الحساب أو العقاب، لتحقير الشيء أو قلّته أو الشعور بالحرج منه، وقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللهُ وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّوكَ" [رواه ابن ماجه|خلاصة حكم الحديث: حسن]، زَهِدَ في الدنيا: أي أنه ترك حلالها مخافةَ ملاقاته للحساب، وترك حرامها مَخَافة عقابه، زهَّدَ يزهِّد، تزهيدًا، فهو مُزَهِّد، والمفعول مُزهَّد، زهَّده عن الشَّيء، وزهَّده في الشَّيء: جعله يتركه ويبتعد عنه، الزُّهْد: التوجه إلَى العِبادَةِ وَتَرْكَ مَلَذَّاتِ الدُّنْيا، والابتعاد عَنْها تحقيرًا لَها، زهَد عن الشَّيء وزهَد في الشَّيء: أعرض عن الشيء وتركه خوفًا من الحساب أو العقاب، لاحتقاره أو قلَّته أو الشعور بالحرج منه، الزاهدُ: وهو العابد، الراغب عن الدُّنيا والمتوجه إلى الآخرة، الزاهِد هو الشخص الذي إن أدرك ما في الدنيا وحصل عليه لم يفرح وإن أصابته الدّنيا لم يترح. [١]


المقصود بالورع

لقد بينت معاجم اللغة العربية المقصود بالورع، ومن المعاني التي بينتها، الورع لغةً: يُقصد به التَّـقْوَى، والشعور بالحرج، والابتعاد عن فعل المحارِم، والورِع: هو الرجلُ التَّقِي المتَحَرِّج، والورَعُ في الأصل: الابتعاد عن المحارِم والتحَرُّج منها، أما الورع اصطلاحًا: هو اجتناب الشبهات؛ خوفًا من بلوغ المحرمات، وهو ترك ما لا بأس به؛ حذرًا مما به البأس، وقال الكفوي: (الورع: الاجتناب عن الشبهات سواء كان تحصيلًا أو غير تحصيل)، وقد قال الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في الورع: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" [رواه الترمذي|خلاصة حكم الحديث: حسن]، وسنوضح الفرق بين الكلمتين بتفصيل أكثر وأعمق. [٢]


الفرق بين الزهد والورع

وقيل في الفرق بين الزهد والورع أن الزهد أعلى مرتبة من الورع وأشرف منه، والورع داخل في دائرة الزهد، فكل زاهد ورع، وليس كل ورع زاهدًا، وإن كانا يشتركان في ترك المحرمات عمومًا والمكروهات والمشتبهات، وفعل الطاعات في الواجبات والمستحبات وأشياء أخرى، لكن الزهد أبلغ من الورع وأعظم منه، بحيث أن الزهد هو ترك ما لا ينفع في الآخرة، أما الورع فهو ترك ما تخاف ضرره في الآخرة، وقد قيل في الزهد والورع الكثير من الأقوال من هذه الأقوال: قال أبو سليمان الداراني: الورع أول الزهد كما أن القناعة أول الرضاء، وقال سفيان الثوري: ما رأيت أسهل من الورع، ما حاك في نفسك فاتركه، وقال الحسن: مثقال ذرة من الورع خير من ألف مثقال من الصوم والصلاة. [٣]

  1. "تعريف و معنى زهد في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 11-6-2019.
  2. "معنى الورع لغةً واصطلاحًا"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 11-6-2019.
  3. عبد الله بن عبد العزيز العقيل (4-5-2008)، "الفرق بين الزهد والورع رابط المادة: http://iswy.co/e3tsb"، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 11-6-2019.

فيديو ذو صلة :