السفر يسفر عن أخلاق الرجال

السفر يسفر عن أخلاق الرجال
السفر يسفر عن أخلاق الرجال

كثيرة هي الأمثال والأقاويل التي تسود بين النّاس، والتي لم تنتج من فراغ أو لمجرد الصّدفة، بل نتجت عن تجارب لأشخاص وصلوا إلى هذا المثل أو المقولة والحكمة بعد التَّجريب.

ومن المقولات السّائدة بين النّاس أنَّ السفر يظهر معادن الرجال، وهذه المقولة ستكون محور الحديث في هذا المقال، فكيف يمكن للسفر أن يظهر معدن الرجال؟

في الحقيقة إن صفات الرجل الخيِّر والخلوق تكون واضحةً، فهناك بعض الصفات الجوهرية التي يجب أن يتمتَّع بها الرجل والتي تظهرها الظُّروف والعِشرة حتى يكون محلَّ ثقة من الجميع ومن هذه الصفات نذكر ما يلي:

  • الكرم: وهي أهم صفة يجب أن يتمتَّع بها الرجل على الإطلاق، حيث إن الرجل البخيل مكروه من الجميع، ولا يوجد أحد يحب التَّعامل معه، بل على العكس يتجنّب الجميع التّعامل معه بشكل عميق، لأنّه لا يبادر أي مبادرات جميلة يمكن أن تقرِّب الآخرين منه، لأنّه وفي الحقيقة بخيل لا يبخل فقط بالمال، بل يبخل في كلِّ شيء، ويكون شحيحًا في أخلاقه ومشاعره تجاه الآخرين.
  • الحنكة والذَّكاء: يجب أن يتمتَّع الرجل بالذكاء والفطنة حتى يستطيع تفهُّم كل ما يجري من حوله من أمور، وحتى لا يسهل على الآخرين خداعه والنّيل منه، ولأنه بالأصل يكون مسؤولًا عن عائلة سواءً أكانت زوجته وأولاده أو إخوته، فمن المفترض أن يكون واعيًا ليستطيع العبور بسفينة عائلته إلى برِّ الأمان.
  • المبادرة: إذ إنّ الناس تفضل الشخص الذي يبادر دومًا إلى فعل الخير والمساعدة من دون أن يُطلب منه هذا، حيث إنّ النّاس في الغالب تخجل من طلب حاجتها بشكل مباشر وتفضِّل الشخص الذي يمكن أن يلمح حاجتهم ويبادر لتقديمها إذا كان بوسعه هذا من دون أن يُطلب إليه ذلك.
  • الصدق: حيث إنَّ الكذب من أسوء العادات التي يمكن أن تكون عند الإنسان رجلًا كان أم امرأةً، والصّدق هو أقصر الطرق التي توصل إلى الهدف الذي تريده وإلى حب الناس، حتى لو كان هذا الطريق مليئًا بالمخاطر والخسارات.
  • الصَّفح والتسامح: ومع أن الصلابة من طبع الرجال، ولكن يجب أن يتحلّى الرجل بالرأفة واللين في الوقت نفسه، وأن يُقدِّر ظروف الآخرين ويتفهَّمها ويصفح عن الأخطاء التي تصدر عنهم في حال كان قادرًا على هذا.
  • الأمانة: وهي من أهمِّ الصفات التي تحلى بها رسولنا الكريم، إذ يجب على الرجل أن يكون قادرًا على تحمُّل الأمانة أيًا كانت وأن لا يفرط بها مهما كانت الأسباب والظروف التي مرَّت به، أو الإغراءات التي قد تعترض طريقة وتحاول إزاحته عن طريقه.

والسفر بالتأكيد هو أكثر الأمور التي يمكن أن تكشف فيها إذا ما كان هذا الشخص يتحلّى بهذه الصفات، فهو بالفعل متجرد من كل التصنع والأمور التي قد يحاول إيهام الآخرين بها، وهذا الأمر كان جليًّا في الأزمنة القديمة، عندما كان السّفر على الجمال ولأيام طويلة وصعبة يتعرض فيها الإنسان لكثير من المخاطر سواءً أكان هو أو رفيقه في السّفر، وهذه المواقف كفيلة بإظهار أخلاقه، وإذا ما كان يهتم فقط بسلامته، أم أنَّه يحرص على سلامة الأشخاص المرافقين له.

ومع التَّعرض للخطر في السّفر والوصول في بعض الأحيان إلى عتبة الموت، فالأخلاق السيئة والحسنة تظهر هنا وتُظهر معدن صاحبها.. 

فيديو ذو صلة :

585 مشاهدة