محتويات
الدولة التي استعمرت ليبيا والصومال
أسفرت الحرب الإيطالية التركية عام 1911 إلى عام 1912 عن سيطرة إيطاليا على ثلاث مقاطعات عثمانية في شمال إفريقيا، لكن هذه الحرب لم تكن الحرب الأسطورية التي خطط لها الإيطاليون، وقد توقف الجيش الإيطالي لمدة عام بسبب الآلاف من الأتراك وحلفائهم في المنطقة، واستقر حوالي 150.000 إيطالي لعدة عقود قليلة في البلاد، وأطلقوا على مقاطعاتهم اسم ليبيا وذلك في عام 1934، وقد استمر الحكم الإيطالي حتى هزيمة الفاشيين وحلفائهم النازيين في شمال إفريقيا عام 1943، وانتهى احتلال الحلفاء عندما أعلنت ليبيا استقلالها عام 1951، وحكم ملكها البلاد حتى تم الانقلاب العسكري الذي أوصل معمر القذافي إلى السلطة عام 1969، وكان أول أعماله هو طرد اَخر بقايا الجالية الإيطالية والتي شملت ما يقارب 20000 شخص.[١]
تطور الاهتمام الأوروبي بالصومال في عام 1839، وذلك عندما بدأ البريطانيون باستخدام عدن كمحطة لتجميع السفن على طريق الهند، وكانت تتطلب الحامية البريطانية اللحوم، وكان ساحل الصومال أسهل مصدر محلي لذلك، كما كانت فرنسا وإيطاليا تطلب منشاَت فحم مماثلة لسفنهما، وقد أنشأتا محطات في مناطق شمال الصومال، وقد طور الفرنسيون منطقة جيبوتي، كما طور الإيطاليون منطقة إريتريا، وفي ثمانينيات القرن التاسع عشر بدأ التدافع الأوروبي لأفريقيا، وكانت تلك القوى الثلاث هي المتنافسة على الأراضي الصومالية، وسرعان ما انضم إليهم منافس رابع وهي إثيوبيا، وقد أصبح الملك مينليك الثاني إمبراطورًا في عام 1889.[٢]
الاستعمار الإيطالي في ليبيا
لم تكن دولة ليبيا ذات كثافة سكانية عالية أو ذات مركز قوة مثل الجزائر، فقد أُسست ليبيا من قبل الإيطاليين في أوائل القرن العشرين، وأنفقت إيطاليا مبالغ كبيرة في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي على تطوير المدن والمستعمرات الزراعية والطرق للمستوطنين الإيطاليين في ليبيا، وكان البرنامج الإيطالي يطمح للهجرة والتي أطلق عليها الاستعمار الديمغرافي، والتي أطلقها الزعيم الفاشي بينيتو موسوليني في عام 1935، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، استقر في ليبيا حوالي 150.000 إيطالي، وشكلو ما يقارب خُمس إجمالي سكان البلاد، وفي عام 1941 خلال حملات شمال أفريقيا تم تدمير الجهود الاستعمارية الإيطالية في البلاد، وفي عام 1942 غادر جميع المستوطنين الإيطاليين، وعادت مدينة برقة إلى الرعي، ونجت طرابلس من التنمية الاقتصادية والإدارية التي كانت ترعاها إيطاليا، وبحلول عام 1945 كانت دولة ليبيا فقيرة، وغير مأهولة بالسكان، وانقسمت إلى عدة مناطق وهي فزان، وبرقة، وطرابلس، وكانت تلك المناطق ذات تقاليد اقتصادية وسياسية ودينية مختلفة.[٣]
الاستعمار الإيطالي في الصومال
في عام 1923 بدأت حقبة جديدة من الصراع في الصومال وذلك لوصول أول حاكم يعينه موسوليني إلى المستعمرة الإيطالية، والذي وصل حديثًا إلى السلطة كديكتاتور فاشي إيطالي، وقد اعتمد سياسة قوية لتطوير وتوسيع المصالح الإمبراطورية الإيطالية، وفي عام 1936 بلغت ذروتها بضم إثيوبيا، وأنشأت إيطاليا محميات على طول الساحل الشرقي خارج أرض الصومال البريطانية، كما تملك الشركات الإيطالية عقود إيجار في أجزاء من الساحل الصومالي المواجه للشرق.[٢]
معلومات عن ليبيا ولصومال
تقع ليبيا في شمال إفريقيا، ويتركز معظم سكانها على طول الساحل، وتعد طرابلس عاصمة البلاد، وتتكون البلاد من ثلاث مناطق تاريخية وهي طرابلس في الشمال الغربي، وبرقة في الشرق، وفزان في الجنوب الغربي، وقد اعترفت السلطات العثمانية بهم كمقاطعات منفصلة، وكانت ليبيا تعد دولة فقيرة إلى أن تم اكتشاف النفط بها في أواخر عام 1950، كما كانت ليبيا تعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات الخارجية والواردت وذلك للحفاظ على اقتصادها، وقد أدى اكتشاف البترول بها إلى تغيير وضعها بشكل كبير.[٤]
تقع دولة الصومال في شبه الجزيرة المعروفة باسم القرن الأفريقي، ويحد الدولة من الشمال خليج عدن، وجيبوتي من الشمال الغربي، ومن الغرب إثيوبيا، وكينيا من الجنوب الغربي، ومن الشرق يحدها المحيط الهندي، وتشترك الدولة في حدودها البحرية مع اليمن، وتبلغ مساحتها 637.657 كيلومتر مربع، وتقارن بأكثر من ضعف مساحة بولندا، أو أصغر قليلًا من تكساس، كما يبلغ عدد سكان الصومال 12.3 مليون نسمة، وتعد مدينة مقديشو عاصمة الدولة وأكبر مدينة بها، وتعد اللغات الرسمية في البلاد اللغة العربية والصومالية.[٥]
قد يُهِمُّكَ
- تشمل ليبيا العديد من المناظر الطبيعية الخلابة، كما تشمل أيضًا خمسة مواقع للتراث العالمي لليونسكو، منها:[٦]
- موقع ليبتس ماجنا: يقع الموقع شرق مدينة طرابلس، ويطل على البحر الأبيض المتوسط، وقد كان هذا الموقع في أحد الأيام المدينة الرومانية الرئيسية في أفريقيا، ويضم الموقع العديد من المعابد والتي تتكون من الحجر الجيري القديم.
- سيرين: تعد مدينة يونانية قديمة، ويعود تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد، وكانت تشتهر المدينة بالعلوم والفلسفة وذلك بعد الغزو الروماني.
- الجبال الخضراء: تشتهر هذه المنطقة بمناظرها الخلابة، والتي تشمل الشلالات والوديان، والتلال المتدرجة، والنتوءات الصخرية، وقد كانت هذه الجبال موطنًا للمزارعين الإيطاليين واليونانيين، وفي الاَونة الأخيرة تم إعلان هذه الجبال كمنطقة للتنمية المستدامة والتي تخطط لتلبية احتياجات السياح بطريقة تكون أكثر صداقة للبيئة.
- تشمل الصومال العديد من المناظر الطبيعية والتاريخية، منها:[٧]
- لاس جيل: يعد لاس جيل سلسلة من الكهوف التي تضم مئات اللوحات النيوليتية والتي يعود تاريخها إلى 9000 سنة قبل الميلاد، وبالرغم من أنها تحتوي على العديد من المميزات، إلا أنها غير معترف بها من قبل اليونسكو.
- المتحف الوطني الصومالي: يعد أحد الأماكن المهمة في الصومال، ويضم المتحف العديد من القطع الأثرية والتي تعد مهمة ثقافيًا، ومنها الأعمال الفنية التقليدية، والأسلحة القديمة، وأدوات المقايضة، والعملات المعدنية، وعناصر الفخار، كما يعرض المتحف ثقافات الصومال وأعماله القديمة، مما يجعل السائح على معرفة تامة بالصومال.
- متحف محافظة هرجيسا: هو متحف يعرض التاريخ الثقافي والإثنوغرافي للشعب الصومالي وتطوره.
- مدينة شنغهاي القديمة: تعد مدينة شنغهاي معلمًا شهيرًا في الصومال، وتقع في قلب مقديشو، كما تعد واحدة من الأماكن التي تستحق الزيارة في البلاد، وتعرف المدينة بهندستها المعمارية الصينية المثيرة للاهتمام.
المراجع
- ↑ "Libya’s Italian Connection", daily.jstor.org, Retrieved 3-6-2020. Edited.
- ^ أ ب "HISTORY OF SOMALIA", historyworld, Retrieved 3-6-2020. Edited.
- ↑ "Italian colonization", britannica, Retrieved 3-6-2020. Edited.
- ↑ "Libya", britannica, Retrieved 3-6-2020. Edited.
- ↑ " Somalia", nationsonline, Retrieved 3-6-2020. Edited.
- ↑ "Libya Landmarks and Monuments", world-guides, Retrieved 3-6-2020. Edited.
- ↑ "Top and Best Tourist Attractions in Somalia", medium, Retrieved 3-6-2020. Edited.