قانون الجذب:
يرتكز هذا القانون على الفكرة القائلة بأن العقل البشري يمتلك قدرة على جلب الأشياء والأحداث والأشخاص بواسطة الأفكار وقوّتها، فحياة الإنسان نتاج أفكاره السلبية منها والإيجابيّة، إلّا أنّ للأفكار الإيجابيّة قوّة أكبر من السّلبيّة، لهذا لا بدّ من التعوّد على التّفكير بإيجابيّة، والتّركيز على ممارسة التّمارين العقليّة مثل التّامّل والتّخيّل والتّخاطر، والإيمان بقوّة الفكرة وقدرة العقل على اجتذاب الأحداث والأشخاص، فالأفكار التي تُرسل من العقل البشري باتّجاه الكون لها تردّد معيّن.
وقد تحدّثت كتب كثيرة عن هذا القانون وحاولت إثباته وإعطاء تمارين يمكن ممارستها لتفعيل طاقة الجذب، ومن هذه الكتب كتاب "السّرّ" للكاتبة روندا بايرن، وكتاب "قوّة عقلك الباطن" للكاتب جوزيف ميرفي، وهناك كتب عربيّة أيضًا تحدّثت عن قانون الجذب وخاصّة كتب التّنمية البشريّة، مثل: "قوّة العقل الباطن" لإبراهيم الفقي. وقد انتشرت هذه الكتب وكثر تداولها والحديث عن أفكارها، حتّى تصدّرت قوائم الكتب الأكثر مبيعًا على المستويين؛ العربي والغربيّ.
وللدّين آراء متفاوتة بما يخصّ قانون الجذب، فهناك آراء لا ترى تعارضًا بين قانون الجذب والفكرة الدّينيّة القائمة على اليقين بالله "أنا عند ظنّ عبدي بي"، كذلك الأمر بالنّسبة لفكرة الدّعاء القائمة على التوجّه إلى اللّه مع اليقين بالإجابة والإلحاح بالدّعاء، ومن الدّليل على ذلك الآية من سورة غافر "ادعوني أستجب لكم"، كذلك رفض الدّين المشاعر السّلبيّة كاليأس والقنوط والتّشاؤم وورد التّاكيد على هذه الفكرة في سورة الزّمر "لا تقنطوا من رحمة الله" وفي الحديث النبويّ "تفاءلوا بالخير تجدوه".
أمّا الآراء الدّينيّة الرّافضة لقانون الجذب فحجّتها في ذلك أنّ قانون الجذب وتمارينه تشجّع على القعود عن العمل والأخذ بالأسباب وتركن إلى الكسل والاكتفاء بالتّمنّي دون الكدّ والكسب والتّعب، وهذا ممّا يُدعى تواكلًا وليس من باب التوكّل، كما أنّ القانون يعامل الإنسان على أنّه صاحب قوّة عظمى على خلق عالمه، وهذا من الأمور المبالغ فيها، فالإنسان ليس مركزًا للكون بمعنى مطلق؛ لأنّه ليس القوّة العظمى فيه، فالقول بأنّ الخالق والمخلوق شيء واحد فيه شرك وهو من الأفكار المرتكزة على وحدة الوجود، ولا بدّ للانتباه إلى أنّ الكتب الدّاعية للإيمان بقانون الجذب ترتكز على فكرة الإيمان بالقوّة الكونيّة قادرة على تحقيق ما يريده الإنسان، أمّا في الشّريعة الإسلاميّة فإنّ الكون من صنع الله والتّوجّه يكون للّه وحده القادر على تطويع هذا الكون وما فيه.
وقد عرفت الحضارات القديمة قانون الجذب واستعملته كالحضارة الفرعونيّة والحضارة اليونانيّة، وقد أجريت الكثير من البحوث العلميّة على هذا القانون تحت ما يُعرَف بعلم البرمجة الّلغويّة العصبيّة وعلم التّنمية البشريّة.
ومن النّاحية العلميّة يرفض علماء كثيرون اعتبار قانون الجذب قانونًا؛ لأنّه لا يستند إلى تجارب واضحة يمكن الاعتماد عليها وتفنيدها ونقدها، إنّما يستند على حكايات وهذا غير كاف لاعتباره قانونًا يصف شيئا واضحًا، إنّما يمكن اعتباره في أحسن الأحوال فرضيّة بل خزعبلات وأفكار غير قابلة للإثبات