أين تقع بحيرة طبريا

أين تقع بحيرة طبريا
أين تقع بحيرة طبريا

بحيرة طبريا

تُعد طبريا مدينة قديمة من المدن الكنعانية وأحد أقدم مدن فلسطين، يسكنها اليهود حاليًا بعد تهجير الفلسطينيين منها عام 1948، وتضم المدينة بحيرة طبريا وهي واحدة من أشهر البحيرات على صعيد بلاد الشام، بالإضافة إلى أنها تُعد من أشهر المعالم التي يزورها السياح للسباحة والاستجمام والاستمتاع بمناظرها الخلابة وأجوائها التي لا مثيل لها، وتنبع بحيرة طبريا من قمة جبل الشيخ الثلجية البيضاء، مما أدى إلى تشكل الينابيع ومن ثم تكوّن نهر الأردن.[١]


موقع بحيرة طبريا

تقع بحيرة طبريا شمال فلسطين غرب هضبة الجولان، وتطل البحيرة من الشرق على جبال الجولان السورية ومن الغرب على جبال الناصرة، يبلغ طولها حوالي 41 كيلومترًا وعرضها ما يُقارب 17 كيلومترًا ويصل عمقها إلى 46 مترًا، ويُعد موقعها استراتيجيًا ومنطقة جذب للسياح من مختلف بقاع الأرض، وحسب الدراسات العبرية سُميت بحيرة طبريا بهذا الاسم نسبة إلى الإمبراطور الروماني طيباريوس قيصر، وهو قائد جيش روماني، وتُسمى أحيانًا ببحيرة الجليل أيضًا.[٢][١]


جغرافية بحيرة طبرية وخصائصها الفيزيائية

تبلغ مساحة بحيرة طبرية حوالي 166 كليومترًا مربع، كما يبلغ أقصى عمق لها حوالي 48 مترًا، ويُقاس في الجزء الشمالي الشرقي منها، كما تمتد البحيرة من الشمال إلى الجنوب على مسافة تبلغ حوالي 21 كيلومترًا، ومن الشرق إلى الغرب على مسافة تبلغ حوالي 11 كيلومترًا، وتتخذ البحيرة شكل الكمثرى، كما أنها تنخفض عن مستوى سطح البحر لبعد يبلغ حوالي 209 متر، وقد انخفض مستوى المياه السنوي فيها بين 2-4 أمتار تحت المستوى العام، ويمتد سهل جينساريت حول البحيرة في قوس دائري من الشمال إلى الشمال الغربي، كما يمتد سهل بطيحة السوري في الجزء الشمالي الشرقي منها، أما في مناطق الغرب والجنوب الغربي من البحيرة فتقع تلال الجليل السفلية، وتطل مرتفعات الجولان عليها في الأجزاء الوسطى الشرقية منها، أما في الجنوب من البحيرة فيمتد سهل الغور، إلا أن البحيرة مفصولة عنه بجزءٍ ضيق يتدفق عبره نهر الأردن.[٣]

تغطي صخور البازلت الجزء الأكبر من المنطقة المحاطة بالبحيرة، والتي تشكلت منذ عصر الميوسين الذي يعود إلى فترة تتراوح بين 5.3 و23 مليون عام، وهي نفس الصخور المكونة لجبال الدروز الواسعة في سوريا، ويشكل وادي الأردن الذي يعد جزءًا من نظام شرق إفريقيا المتصدع خندقًا عميقًا يعبر منه رافد نهر الأردن المغذي للبحيرة، ومنذ حوالي 20,000 عام غطت المنطقة القريبة من البحيرة بحيرة أخرى تُدعى ليزان، مما أدى إلى تراجع منسوب المياه في البحيرة، وتتغذى البحيرة أساسًا من خلال روافد نهر الأردن، إذ تتدفق إليها الجداول المائية عبر تلال الجليل، كما يتشكل قاع البحيرة والأنهار المرتبطة بها من العديد من الرواسب المعدنية والتي تعد سببًا لملوحة البحيرة النسبي، بالإضافة إلى التبخر الشديد لمياهها.[٣]


أهمية بحيرة طبريا

فرض الاحتلال الإسرائيلي سيطرته عليها حارمًا سوريا منها، والتي كانت تجمع وثيقة بينها وبين الاحتلال تؤكّد تقاسمهما لتلك البحيرة، فبحيرة طبريا هي التي تغذّي كامل أراضي فلسطين بالمياه العذبة، إذ يصل عمق مياهها إلى 213 مترًا تحت سطح البحر، ولها خصوصية عند الأديان السماوية الثلاثة؛ الدين الإسلامي، والدين اليهودي، والدين المسيحي. وتعد مياه بحيرة طبريا من مصادر مياه الشرب الرئيسة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة سنة 1948، إذ أنشأ المستوطنون سنة 1964 مسيل المياه الذي ينقل مياه بحيرة طبريا ويوزعها إلى جميع أنحاء الدولة العبرية، وفي سنة 1948 كان لسوريا إمكانية الملاحة والصيد في بحيرة طبريا، وذلك في الجزء الشمالي الشرقي من بحيرة طبريا، لكن في سنة 1967 فقدت سوريا سيطرتها على الجزء المخصص لها من البحيرة بعد الحرب التي دارت بين الاحتلال الإسرائيلي وسوريا، مما أدّى إلى خسارة سوريا أيضًا لجبال الجولان، وكانت مدينة طبريا قبل سنة 1948 مقسّمة إلى ثلاثة أجزاء، هي:

  • الجزء الغربي: يحتوي على أرض المقاطع التي استخدمت لقطع الأراضي الزراعية والحجارة.
  • الجزء الأوسط: يحتوي هذا القسم على سوق التجارة الرئيسي، والمستشفى الرئيسي، ومستشفى الإرساليات، بالإضافة إلى المبنى الحكومي القديم.
  • الشريط الساحلي: ويشمل محطة الزوارق، والحمامات المعدنية، وجامع الزيداني.

أما بعد سنة 1948، فقد تغيرت مدينة طبريا تغييرًا جذريًا بسبب الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، خاصة في الجزء الشمالي من منطقة طبريا التي أقام فيها المستوطنون، إذ هدموا الأحياء العربية وأنشؤوا الحدائق والفنادق السياحية والمباني الحديثة والمستعمرات، بالإضافة إلى هدم الأحياء العربية، وفي طبريا رموز دينية وردت في حديث نبوي، والتي تعد رمزًا يدل على قيام الساعة ونهاية دولة إسرائيل، كما تمثّل البحيرة أهمية كبيرة بالنسبة إلى المسيحيين واليهود، إذ يراقبون مستوى مياه البحيرة باستمرار، ويخشون انخفاض مستواها، إذ إن ذلك يمثل نذير شؤم يهدّد بقرب اندثار دولتهم المزعومة حسب اعتقادهم.[٤]


الأسباب العلمية لجفاف بحيرة طبريا

فيما يأتي الأسباب العلمية لجفاف بحيرة طبريا:[٥]

  • الاحتباس الحراري: شهد العالم جميعه خلال الأعوام السابقة قلة في كميات الأمطار التي تساقطت في فصل الشتاء بسبب الاحتباس الحراري الذي يعيشه كوكب الأرض، وقد أثر ذلك على منسوب المياه في بحيرة طبريا التي تعتمد على الأمطار كمصدر رئيسي لزيادة المنسوب، وقد تسببت ظاهرة الاحتباس الحراري في ارتفاع درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية في فصل الصيف، مما يتسبب بتبخر مياه البحيرة.
  • جفاف نهر الأردن: يعد نهر الأردن المصدر الأساسي لإمداد بحيرة طبريا بالمياه وارتفاع منسوبها، وفي الفترة الأخيرة شهد نهر الأردن نفسه قلة في منسوب المياه، وليس نهر الأردن فقط ولكن الينابيع التي تغذيه وتجعله بدوره يغذي بحيرة طبريا، وقد تسبب هذا في انخفاض منسوب النهر حتى وصل إلى الخط الأسود الذي ينبئ بجفافه.
  • عدم ترشيد استهلاك المياه: في سنة 1967 أوصلت شركة المياه الإسرائيلية مياه البحيرة إلى المدن المحتلة، إذ يحصل الاحتلال على ربع احتياجه السنوي من المياه من خلال بحيرة طبريا، ولعدم ترشيد استخدام المياه فإن نسبة منسوب مياه البحيرة بدأ يقل باستمرار إلى أن وصل إلى حدّ الخطر.


معلومات مهمة عن بحيرة طبريا

نذكر فيما يلي بعض المعلومات المهمة عن بحيرة طبريا[٦]:

  • تُعد بحيرة طبريا واحدة من أهم مصارد المياه الخمسة الرئيسية لفلسطين؛ إذ وفرت حوالي ربع الاستهلاك السنوي من المياه.
  • في عام 2013 عثر العلماء على جسم غريب في بحيرة طبريا، ووصفوه بأنه دائري الشكل وحجم قطره يعادل طائرة بوينغ 747 (جامبو) أي ما يُقارب 70 مترًا، ويصل ارتفاعها حوالي 9 أقدام عن قعر البحيرة، والوزن المقدر له أكثر من 60,000 طن، ويُقال بأنها تُعد موطنًا للحياة البحرية كالأسماك والشُعب المرجانية والكائنات الحية بمختلف أنواعها.
  • بالإضافة إلى الجسم الغريب الذي وُجد في البحيرة، اكتشف باحث آثار في عام 1986 قاربًا خشبيًا مطمورًا في طمي الشاطئ استُخرجه علماء محترفون، وتبين أن تاريخه يعود لأكثر من ألفي سنة، والمُلفت في الأمر أن أغلبهم قال بأنه (قارب يسوع)، علمًا بأنه لم يتوفر أي دليل على أن سيدنا المسيح عليه السلام أو الحوارييين قد استخدموا هذا القارب تحديدًا، بالإضافة إلى هذا الاعتقاد فتعد البحيرة أيضًا موقعًا له أهمية كبيرة للنصارى؛ وذلك لأن سيدنا عيسى عليه السلام قد مشى عليها.
  • يُقال أن انقطاع ثمر النخيل ونضوب عين زغر من العلامات التي تسبق ظهور المسيح الدجال.
  • تُعد بحيرة طبريا من الأماكن التي تقع ضمن المناطق المُعرضة للزلازل.
  • تقع بحيرة طبريا على عمق 213 مترًا تحت سطح البحر ولذلك فإنها تُعد أخفض بحيرة مياه حلوة في العالم وثاني أخفض مسطح مائي في العالم بعد البحر الميت.
  • يُقام سباق للسباحة في المياه المفتوحة عبر معبر طبريا كل عام في شهر أيلول/سبتمبر، ويشترك السياح أيضًا في بناء القوارب، مما يؤدي إلى تنمية السياحة وتعزيزها.
  • تُعد البحيرة مصدر رزق للشعوب؛ بسبب المناخ اللطيف ومستوى التضاريس والتربة الخصبة والمياه الوفيرة، وهذا يعزز الناحية الاقتصادية والزراعية للمنطقة.
  • تشمل بحيرة طبريا أيضًا أنشطة اقتصادية أخرى كالصيد في والزراعة وخاصة زراعة الموز .[٧]


من معالم مدينة طبريا

فيما يأتي بعض معالم طبريا:[٨]

  • بحيرة طبرياى أو بحر الجليل، وهي أكبر بحيرة للمياه العذبة في فلسطين التي تمتد إلى ما يقارب 53 كم (33 ميل) في المحيط وحوالي 21 كم (13 ميل) في الطول و13كم (8.1 ميل) في العرض، وتبلغ المساحة الإجمالية للبحيرة نحو 166.7 كم2 (64.4 ميل مربع) في أقصى حد، وأقصى عمق لها حوالي 43 مترًا (141 قدمًا)، وتُغذّى البحيرة جزئيًا من الينابيع الجوفية على الرغم من أن مصدرها الرئيسي هو نهر الأردن الذي يصب من الشمال إلى الجنوب.
  • يوجد فيها ماء منسوبة إلى عيسى عليه السلام، وفي وسطها صخرة منقورة بصخرة ثانية، ويُعتقد أن بها قبر سليمان بن داوود عليهما السلام، وفي أسفل المدينة جسر عظيم عليه طريق دمشق، ويسمى في الوقت الحالي بجسر بنات يعقوب.
  • حسب المعتقدات يوجد في طبرية قبر سليمان إلى الشرق من البحيرة وقبر لقمان الحكيم وابنه وقبر أبي عبيدة الجراح وقبر زوجته عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب وقبر معاذ بن جبل حسب ما يزعمون.


تاريخ مدينة طبرية

تأسست مدينة طبريا في سنة 20 للميلاد قرب بقايا مدينة الرقة الكنعانية على يد هيرودس أنتيباس الذي كان من أنجال هيرودس الكبير والحاكم اليهودي لمنطقتي الجليل والجولان في آخر أيام مملكة يهودا قبل انهيارها في منتصف القرن الأول للميلاد، أصبحت المدينة وجهة للكثيرين لخصوبة أرضها وينابيعها الساخنة، وقد أُنشئت لأغراض الدفاع عن البحيرة وعن الحمامات المعدنية المجاورة، وعند اندلاع التمرد اليهودي بالحكم الروماني في 66 م امتنع يهود طبريا الانضمام إلى القوات المتمردة، وبعد فشل التمرد وتدمير أورشليم أي مدينة القدس من قبل الجيش الروماني أصبحت طبريا أحد المراكز اليهودية المهمة من ناحية دينية وثقافية، لحق الخراب والدمار بالمدينة للحروب المتلاحقة فيها، خصوصًا بعد غزو التتار في القرن 14، واستولى العثمانيون عليها سنة 923 هـ/1517 م، وسمح السلطان سليمان القانوني سنة 970هـ/1562م بإقامة اليهود فيها، وفي عام 1143هـ/1730م أصبح ظاهر العمر والياً على المدينة وجوارها واتخذها مقراً له حتى انتقاله إلى عكا، واستولى عليها نابليون في عام 1799م، وأصبحت تابعة لولاية عكا في القرن التاسع عشر ونقطة دفاع عنها، ومع بداية القرن العشرين وقدوم البريطانيين إلى المنطقة بدأت أفواج المهاجرين اليهود تسكن فيها حتى وقوع النكبة وسقوطها في أيديهم في نيسان عام 1948م.[٨][٩][١٠]


المراجع

  1. ^ أ ب "معلومات عن بحيرة طبريا"، wiki.kololk، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-16. بتصرّف.
  2. "بحيرة طبريا"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-16. بتصرّف.
  3. ^ أ ب Kenneth Pletcher, "Sea of Galilee"، britannica, Retrieved 28-8-2019. Edited.
  4. "بحيرة طبريا".. سرٌّ مبهم تسيطر عليه "إسرائيل""، الخليج، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2019. بتصرّف.
  5. "متى تجف بحيرة طبريا علميا"، المرسال، 2019-02-27، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2019. بتصرّف.
  6. "10 معلومات عن بحيرة طبريا: انخفاض منسوبها ينبئ بظهور المسيح الدجال"، alwan.elwatannews، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-16. بتصرّف.
  7. "بحيرة طبرية"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-16. بتصرّف.
  8. ^ أ ب أسماء سعد الدين (22/9/2015)، "بحيرة طبرية"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2019. بتصرّف.
  9. "مدينة طبريا"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2019. بتصرّف.
  10. "طبرية (مدينة)"، palestinapedia، 26/8/2014، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :