موقع مدينة لينينغراد
تعد لينينغراد ثاني أكبر مدينة روسية، ورابع مدينة أوروبية من حيث عدد السكان، كما تحوي أهم موانئ روسيا في بحر البلطيق، واسم لينينغراد الاسم القديم للمدينة بين أعوام (1924-1991) تيمنًا بقائد الثورة البلشفية وأول زعيم للاتحاد الأوروبي لينين، وتسمى المدينة حاليًا سانت بطرسبرغ وهو الاسم الأصلي لها قبل عام 1914م؛ إذ سُميت المدينة باسم بتروغراد بين أعوام (1914-1924)، ويبلغ عدد سكان المدينة حاليًا قرابة 5.25 مليون نسمة، 92.5% منهم من الروس، 1.5% من الأوكرانيين، والبقية من البيلاروس والتتار والأرمن واليهود وغيرهم من العرقيات المختلفة، وتبلغ مساحة المدينة 1,439 كلم مربع، ويتبع لينينغراد العديد من المدن والقرى أهمها:[١]
- بوشكين.
- بافلوفسك.
- كرونشتادت.
- كولبينو.
- كراسنوي سلو.
- لومونوسوف.
- بيتيرهوف.
- سسترورتسك.
تأسيس لينينغراد
أسس المدينة الحديثة القيصر بطرس الأول في عام 1703م؛ إذ بنيت القلعة الضخمة على نهر نيفا الكبير في الخليج الفلندي على بحر البلطيق، لتكون المدينة مطلة وقريبة على أوروبا، وبعد توسع المدينة وبسبب قربها من أوروبا وبعد العاصمة موسكو عن البلاد الأوروبية، نقل العاصمة الروسية للمدينة، واستمرت المدينة كعاصمة لروسيا لمدة قرنين من أعوام 1712م-1918م، وساهمت المدينة بصنع الانتصار في حرب الشمال العظمى التي استمرت عشرين سنة، وفي عام 1917م انطلقت أولى القذائف من البارجة أفرورا معلنة بدء الثورة الروسية لإسقاط القيصر الروسي.[٢]
يُشتهر عن المدينة حصارها في الحرب العالمية الثانية من قبل قوات ألمانيا النازية بعملية فاشلة كان هدفها إسقاط الجمهورية السوفياتية، واستمر حصار المدينة مدة 872 يومًا، وكانت المدينة مهد الثورة الشيوعية ومركزها، وكانت الهدف الرئيسي للعملية المسمية (بارباروسا)، وقد سقط ملايين القتلى بين الطرفين السوفياتي والنازي، وجرى في نهاية الحصار تحول رئيسي في مسار الحرب لصالح الحلفاء ونهاية قوة الجيش النازي وجيوش المحور، وقضي على النازيين في ستالينغراد ومن ثم توجه الجيش الأحمر السوفياتي لاحتلال برلين وإسقاط آخر معقل للنازية، وكانت نهاية الحصار من نقاط التحول في مسار الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء وكانت بداية النهاية لجيوش المحور التي كانت قبل عامين موجودة على مشارف عاصمة السوفيات موسكو، وقضي على الجيش الألماني السادس في ستالينغراد وبدأ منها الزحف نحو برلين.[١]
حصار لينينغراد
هاجمت قوات أدولف هتلر النازية الاتحاد السوفيتي في بداية سبتمبر من عام 1941م بهدف إسقاط الشيوعية، وفرض الجيش النازي الحصار الكامل على مدينة لينينغراد، وافترض القادة النازيين بأن المدينة ستصمد عدة أسابيع فقط من الحصار ثم تسقط وتتوالى سقوط المدن الشيوعية الرئيسية من بعدها، فتدفق 3 ملايين جندي ألماني لحصار المدينة الواقعة على نهر نيفا، وكانت لينينغراد القاعدة الرئيسية للأسطول الروسي ومن القواعد المهمة لدول الحلفاء، وفي المدينة أكثر من 600 مصنع للإنتاج الصناعي والحربين، وفي البداية فشلت القوات السوفيتية والمتطوعين من الأهالي في صد الهجوم النازي فسقطت مدينة ماجا بقبضة ألمانيا، وكانت ماجا تعد حلقة الوصل بين لينينغراد والمدن الأخرى، واستولت القوات النازية على بلدة شليسلبورغ ، واستيولي على بحيرة لادوغاو، هكذا قطعت كل الطرق البحرية والبرية المؤدية للمدينة.[٣]
استمرت القوات الألمانية في الهجوم على سانت بطرسبرغ (لينيغراد)، لكن القوات السوفياتية والمتطوعين في ضواحي لينينغراد تمكنوا من إيقافهم، فلجأ هتلر لاستراتيجية أخرى وهي الاستقرار في حصار المدينة، ومحو المدينة عن الوجود من خلال قصفها وموت الناس من الجوع والقصف المدفعي والجوي العنيف، وأدى القصف لنشوب حرائق كبيرة في المدينة وتدمير إمدادات النفط والغذاء للمدينة، كما قتل حوالي 50 ألف مدني في حصار المدينة.[٣][٢]
تحرير لينينغراد
في فصل الشتاء القارص البرودة توفي 100 ألف شخص في المدينة نتيجة تفشي وباء المجاعة، كما انتشرت ظاهرة النهب والسرقة والقتل فيها، واعتقل 2000 شخص في المدينة بتهمة أكل لحوم البشر، وأطلق على شتاء ذلك العام لقب (الشتاء الجائع)، فأجلى السوفييت في أوائل عام 1942م نصف مليون مدني عن طريق بحيرة لادوغا، فانخفض عدد سكان المدينة لمليون فقط وأصبحت السيطرة على المجاعة أسهل، وفي بداية عام 1943م بدأ الجيش السوفيتي بمحاولات قتالية لاختراق حصار المدينة كلها فشلت، وفي منتصف عام 1943م بني جسر أرضي عليه سكة حديدية صغيرة ونقل ما يقارب 5 ملايين طن من الإمدادات المختلفة للمدينة، ومع اشتداد فصل الشتاء والبرد القارص ودخول المؤن للمدينة جهّز جيش ضخم من 1.25 مليون جندي نظامي بعتاد كامل و 1600 دبابة لتجاوز خطوط النازيين، وكان ذلك في أواخر يناير من عام 1944م بعد 872 يومًا من الحصار، وكان الهجوم الأخير والعنيف على القوات النازية في معركة ستالينغراد الشهيرة، وحررت المدينة وأسر أغلب الجنود الألمان، وبعد إقامة الاحتفالات الصاخبة توجه الجيش الأحمر السوفيتي صوب قلب ألمانيا وعاصمتهم برلين لوضع المسمار الأخير في نعش الجمهورية النازية العظمى وإسقاط عاصمتها وهدم أحلامهم وأمالهم.[٣]
المراجع
- ^ أ ب Richard Antony French Yelena Matveyevna Doroshinskaya Mary McAuley Grigory Ioffe (22-02-2019), " St. Petersburg "، britannica, Retrieved 23-08-2019. Edited.
- ^ أ ب Editors of eye witness to history, "The Siege of Leningrad, 1941 - 1944"، eyewitnesstohistory, Retrieved 23-08-2019. Edited.
- ^ أ ب ت مُحرري سحر الكون، " تاريخ حصار لينينغراد الذي استمر لحوالي 900 يوم"، universemagic، اطّلع عليه بتاريخ 23-08-2019. بتصرّف.