موقع كوستاريكا
كوستاريكا هي إحدى دول قارة أمريكا الوسطى اللاتينية، ويتكون اسمها من شقين ومعناهم هو الساحل الغنيّ، يحد كوستاريكا من الغرب المحيط الهادي، ومن الشرق البحر الكاريبي، ومن الشمال دولة نيكاراغوا، ومن الجنوب شرق دولة بنما، وتُعد كوستاريكا من الدول صغيرة مساحة في المنطقة الأمريكية، وتبلغ مساحتها قرابة 51 ألف كيلو متر فقط، ويعيش فيها ما يقارب 5 ملايين نسمة، وتختلف أصول السكان فيها، لكن البيض يشكلون الغالبية العُظمى من سكانها؛ إذ لم يجلب الكثير من العبيد سود البشرة للخدمة في وقت الاستعمار الإسباني كأغلب المناطق من حولها، لكن يوجد نسب قليلة من السكان الأصليين، ومن السود، والجامايكيين، والصينيين، ويتبع أغلب سكانها المسيحية الكاثوليكية، وفيها كنيسة سيدة الملائكة الشهيرة التي يحج لها الكثير من المسيحيين سنويًا، وفي كوستاريكا أقليات من اليهود والمسلمين والبوذيين، واللغة الرسمية المنتشرة في البلاد هي الإسبانية والتي تنطق باللهجة الكوستاريكية.[١]
تنقسم كوستاريكا لسبع محافظات والتي تنقسم بدورها إلى 81 بلدية، ويختار رؤساء البلديات ديمقراطيًا كل أربع سنوات عن طريق الانتخابات، وتنقسم هذه البلديات إلى 421 مقاطعة، ومحافظات كوستاريكا هي:[٢]
- سان خوسيه.
- غواناكاسته.
- إيريذيا.
- بونتاريناس.
- الأخويلا.
- كارتاغو.
- ليمون.
كوستاريكا الحديثة
تُعد كوستاريكا من أوائل دول أمريكا اللاتينية التي اتبعت النظام الديمقراطي في الحُكم، وقد جرى أول اقتراع نزيه في البلاد عام 1889م، ولم تدخل كوستاريكا في أغلب الحروب في المنطقة والعالم، ولم تعش البلاد فترات من العنف إلا بين أعوام 1917م-1919م في فترة حُكم الرئيس الديكتاتور فيديريكو تينوكو، وفي عام 1948 دخلت البلاد في حرب أهلية بين الجيش و قائد الانتفاض خوسيه فيغويراس فيرير قُتل خلاله قرابة ألفي مواطن، وانتهت هذه الانتفاضة في عام 1949م وألغي الجيش الكوستاريكي بصفة دائمة، وبعدها بأربع سنوات انتخب فيرير كرئيس للبلاد في انتخابات حرة، وتُعد كوستاريكا من أعلى الدول في مؤشر التنمية البشرية، كما سجلت تقدمًا هائلًا في مجال الاهتمام بالبيئة والطاقة البديلة والنظيفة، وتحتل كوستاريكا في الوقت الحالي المرتبة 69 في مجال التنمية البشرية، وتُعد من أقدم 22 دولة ديمقراطية في العالم، وتحتل المرتبة الخامسة كأفضل أداء بيئي في العالم، وفي عام 2007م أعلنت الحكومة الكوستاريكية خطة لجعل البلاد كأول دولة في العالم تخلو من ثاني أكسيد الكربون في حلول عام 2021م، وقد احتلت البلاد المرتبة الأولى كأعلى مؤشر للسعادة عالميًا في عامي 2009م و 2012م، وقد تحولت كوستاريكا لمنطقة سياحية مُميزة منذ بدايات القرن العشرين.[٢]
تاريخ كوستاريكا
ينتمي سكان كوستاريكا للعصر المتوسط، وقد تداخلت في هذا العصر حضارتا الأنديز ووسط أمريكا وشكلت ما يطلق عليها حضارة الناواتل، وقد وجدت الحضارة في شمال غرب كوستاريكا في جزيرة نيكوبا، وفي بعض مناطق كوستاريكا استمر تأثير القبائل الناطقة بلغة شيبشا حتى ما بعد الاحتلال الإسباني، وفي القرن السادس عشر الميلادي احتلت إسبانيا كوستاريكا، وأسست أول مستوطنة في عام 1524 وهي فيلا بروزيلاس، وبعد عقود قليلة أصبح تأثير السكان المحليين قليلًا بسبب موت أغلبهم خلال الاقتتال مع الإسبان، أو بسبب الأمراض كالجدري، وبدأت الحضارة والعادات الإسبانية بالانتشار بسبب الزواج المختلط بين سكان كوستاريكا وبين الإسبان، ووجدت مجموعات صغيرة حافظت على الإرث القديم تسكن جبال كورديليرا دي تالامانكا الواقعة على حدود بنما في جنوب كوستاريكا، وقد كانت كوستاريكا مقاطعة تابعة لغواتيمالا التي تتبع بدورها مملكة إسبانيا الجديدة (المكسيك)، وقد كانت منطقة مُهملة ووصفت في عام 1719م بأنها أسوأ مناطق أمريكا اللاتينية وبأنها منطقة بائسة وفقيرة، وكان أهم سبب في إهمالها هو بعدها عن عاصمة مملكة إسبانيا الجديدة غواتيمالا، وشح الموارد الطبيعية فيها كالذهب، وحظر التبادل التجاري مع منطقة بنما وغرانادا الجديدة.[٣]
استمرت كوستاريكا كمنطقة زراعية صغيرة وجب على الجميع العمل فيها كمزارعين حتى يجدوا لقمة العيش، وكان حتى الحاكم يعمل في الزراعة بسبب قلة الأيدي العاملة والعبيد فيها، ولكن هذه المشاكل كانت ذات فائدة في مجالات أخرى؛ إذ لم يسد في كوستاريكا الطبقية والاستبداد كباقي الدول المُكتشفة والدول اللاتينية، وغلب عليها الديمقراطية حتى أنها لم تحارب الاحتلال الإسباني كباقي دول أمريكا اللاتينية، واستقلت في عام 1821م بعد إعلان غواتيمالا استقلالها عن إسبانيا، وفي عام 1824 انتقلت عاصمة كوستاريكا لمدينة سان جوزيه، ودبت الفوضى فيها لغاية عام 1843 وكانت المسالك التجارية فيها غير منظمة، والتصدير لأوروبا كان يجرب بطريقة غير صحيحة، ثم نُظّم الحُكم في البلاد بعد ذلك، وفي عام 1856 احتل القائد غير النظامي الأمريكي ويليام وولكر نيكاراغوا وعين نفسه رئيسًا لها وأعاد العبودية من جديد، وبعد ذلك حاول احتلال كوستاريكا، لكن الجيش الكوستاريكي بقيادة الرئيس خوان رافاييل مورا بوراس واجهه بعزم شديد، وألحقت كوستاريكا بقوات وولكر هزيمة قاسية في معركته الأخيرة بعد استدراج جيشه لداخل البلاد.[٣]
المراجع
- ↑ "كوستاريكا"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 18-9-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب Franklin D. Parker Gary S. Elbow Charles L. Stansifer Thomas L. Karnes (6-9-2019), " Costa Rica "، britannica, Retrieved 18-9-2019. Edited.
- ^ أ ب "We are Costa Rica History", esencialcostarica, Retrieved 18-9-2019. Edited.