أين تقع سوريا على الخريطة

موقع سوريا

سوريا دولة عربية تتألف من 14 محافظة، وأكبر مدنها وعاصمتها دمشق، وهي تقع ضمن منطقة الشرق الأوسط في غرب القارة الآسيوية، وتحدها الجمهورية العراقية من الشرق، وفلسطين المُحتلة والجمهورية اللبنانية والبحر الأبيض المتوسط من الغرب، والجمهورية التركية من الشمال، والمملكة الأردنية الهاشمية من الجنوب، ومساحتها تقدر بحوالي 185 ألف كلم مربع، ويتراوح مناخها ما بين المناخ المتوسطي والمناخ الجاف، ويبلغ عدد سكان سوريا ما يقارب 18.3 مليون، لكن هذا العدد غير دقيق؛ إذ هاجر عدد كبير من السوريين للخارج بعد الحرب الأهلية التي تدور على الأراضي السورية.^[١]

اسم سوريا

الكتابة الرسمية لاسم البلاد هي سورية، والسبب في ذلك التأثر باللغة التركية العُثمانية، التي تكتب أسماء العلم بالتاء المربوطة بدلًا من رسم الأسماء الأعجمية كاللغة العربية، وقد بدأت دعوة البلاد باسم سوريا في القرن الثالث قبل الميلاد خلال الحُكم السلوقي لها، وفي الأدب العربي القديم لم يرد اسم سوريا، لكن في الأدب الإغريقي ذكرت عن طريق هوميروس وهيرودت، ونظريات سبب تسمية سوريا مُختلفة، والنظرية الأكثر انتشارًا تقول أن سبب التسمية يعود للإمبراطورية الآشورية التي أسست الحضارة في منطقة الهلال الخصيب، وقد أبدل حرف الشين بالسين في اسم آشوريا، وقد اكتشف نقش قديم مكتوب باللغة الفينيقية يذكر سوريا وآشور في نفس المقطع، مما يدل على وجود ترابط بين الاسمين، وفي نظرية ثانية يُذكر بأنها سميت بسوريا نسبة لمدينة صور الواقعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، أما بالنسبة لتسمية المنطقة بالشام فيوجد العديد من الظريات، أقواها تقول بأن الاسم جاء من سام بن نوح، ونظرية أخرى تقول بأن اسم ابن سام بن نوح آرام؛ إذ أبدل حرف السين بالشين وهذا مألوف جدًا في اللغات السامية، وتقول نظرية أخرى بأن الاسم مُشتق من العربية، وباللغة العربية اليسار تعني الشمال أيضًا وقد اشتق اسم الشام من الشمال، كما اشتق اسم اليمن من اليمين.^[٢]

تاريخ سوريا

تُعد سوريا من أقدم المناطق في العالم استيطانًا للبشرية بجانب منطقة ما بين الرافدين؛ أي العراق حاليًا، وفيها آثار قديمة تدل على وجود الإنسان القديم على أراضيها، وظهرت الزراعة فيها قبل 14 ألف عام، وتأسست في أرضها 700 مستوطنة بشرية قديمة في العصر الحجري، وبعض هذه المستوطنات موجود إلى الآن كدمشق وحلب، ومنذ 5 آلاف عام بدأت الحضارة والممالك بالظهور، كمملكة محاض ومملكة ماري التي شُيدت على نهر الفرات وامتدت حتى حلب، ومملكة إيبلا في منطقة أدلب حاليًا، ومملكة أوغاريت على الساحل السوري، ومملكة كانا.^[٢][٣]

وفي أواسط الألف الثالث قبل الميلاد بدأ ظهور الإمبراطوريات عن طريق الملك سرجون الأكادي الذي أسس الإمبراطورية الأكادية، ومن بعدها ظهرت الحضارة الكنعانية في القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد، وفي القرن الثامن عشر ضُمت الأراضي السورية للإمبراطورية البابلية والتي سرعان ما انهارت في القرن السادس عشر قبل الميلاد، ثم دخلت سوريا في زمن العصور المظلمة حتى القرن الحادي عشر قبل الميلاد، توالى فيها حُكم الإمبراطورية الكاشية والحثية والمصرية القديمة، وفي القرن الحادي عشر قبل الميلاد ظهرت الحضارة الآرامية، وفي القرن التاسع قبل الميلاد ظهر الملك شلمنصر الثالث موحد الإمبراطورية الأشورية، وبقيت سوريا تحت الحُكم الكلداني حتى عام 531 قبل الميلاد، ثم وقعت تحت الحكم السلوقي بعد فتح الإسكندر المقدوني، ومن بعدهم تحت الحكم الروماني.^[٢][٣]

ترك السلوقيون في سوريا آثارًا عظيمة، وشيدت 34 مدينة سورية في عهدهم، وفي بداية القرن الأول الميلادي بدأت الدولة السلوقية بالضعف والتفكك، وفي عام 64 قبل الميلاد احتلها بومبيوس الكبير وأصبحت ولاية سوريا الرومانية، وفي نفس الوقت بدأ انتشار المسيحية في الأراضي السورية، وظهرت الإمبراطورية التدمرية في القرن الثالث الميلادي بعد ضعف الإمبراطورية الرومانية، وبلغت ذروة قوتها في أواخر القرن الثالث حتى أعلنت الملكة زنوبيا التمرد على روما وتشكيل إمبراطورية تدمر، لكن انتهت الإمبراطورية بعد الهزيمة من الجيش الروماني وتدمير مدينة تدمر في القرن السادس الميلادي ضعفت المُدن السورية بسبب الاضطهاد الطائفي البيزنطي، واندلاع الحروب بين البيزنطيين والفرس، وفي عام 540م أحرقت جيوش الفرس حلب ونهبت أنطاكية وأفاميا، وبعد سنوات قتلت الجيوش الفارسية معظم سكان مدينة دمشق بعد اجتياح سوريا في عام 613م.^[٢][٣]

وفي عام 636م فتحت أغلب سوريا في عهد الخليفة المسلم عمر بن الخطاب، وفي عام 661م وقعت سوريا تحت الحكم الأموي وأصبحت دمشق عاصمة لهم، عام 749م هيمنت الدولة العباسية على المشهد الإسلامي واحتلت دمشق وأسقطت الدولة الأموية، وفي أواخر الدولة العباسية ضعفت الدولة العظمى وتشكلت ممالك صغيرة في سوريا كدولة الحمدانيين وغيرها من الدويلات، وفي القرن الحادي عشر سيطر السلاجقة على سوريا، وفي نهاية القرن الحادي عشر احتلت الحملات الصليبية أجزاء من سوريا، وحاصروا دمشق لاحتلالها لكنهم فشلوا في ذلك، ثم وقعت سوريا تحت حُكم الأيوبيين، ثم حُكم المغول، ومن بعدهم المماليك الذين طردوا المغول من سوريا، وفي عام 1516م سحقت جيوش العثمانيين جيش المماليك في معركة مرج دابق بالقرب من حلب، وبعد هذه المعركة سيطرت الدولة العُثمانية على أراضي الشام وبقيت تحت سيطرتهم حتى عام 1918م، وفي عام 1920م شكلت المملكة السورية العربية وأُعلن استقلال سوريا، وتوالت الانقلابات في سوريا حتى عام 1963م حين سيطر البعثيون على الحُكم في سوريا.^[٣][٣]

المراجع

1. ↑ Randa Abdulhameed (18-7-2019)، "ما هي حدود سوريا الطبيعية"، thaqfya، اطّلع عليه بتاريخ 18-9-2019. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب ت ث} William L. Ochsenwald William Roe Polk Cyril John Gadd David Dean Commins Abdul-Rahman Hamidé Charles Gordon Smith (7-9-2018), " Syria"، britannica, Retrieved 18-9-2019. Edited.
3. ^ ^{أ ب ت ث ج} "Syria", infoplease, Retrieved 18-9-2019. Edited.