اللؤلؤ
يعد اللؤلؤ أحد أغلى أنواع المجوهرات في العالم، وينشأ داخل المحار أو في جسم بعض أنواع الرخويات في البحر، ولا يتدّخل الإنسان في صناعته، ويُعدّ اللؤلؤ الطّبيعي من أغلى أنواع اللؤلؤ، إذ يُعامل معاملة الأحجار النفيسة والكريمة، أما اللؤلؤ الصناعي فيتدخل الإنسان بتصنيعه، إذ يُصنع في المصانع من خلال استخدام بعض المواد الكيميائية، وخلطها مع بعضها البعض حتى تكتسب في النهاية بعض صفات وخواص اللؤلؤ الطبيعي، ويعد هذا النوع من اللؤلؤ من أرخص أنواع اللؤلؤ، ويستخدم بكثرة في صناعة الحلي والمجوهرات[١]، ويختلف اللؤلؤ في أشكاله؛ فمنه ما يشبه حبة الأرز، وآخر يشبه الكمثرى، ويوجد منه دائري يشبه الكرة، ويستخدم كل شكل من أشكال اللؤلؤ في مجالات مختلفة، ولكل منها قيمة مختلفة.[٢]
بداية إنتاج اللؤلؤ الصناعي
تُعد قصة إنتاج اللؤلؤ الصناعي واحدةً من أبرز قصص الإصرار على المحاولة الجادة وتحقيق النجاح، وكانت بداية إنتاجه في اليابان، ويرجع الفضل إلى رجل ياباني فقير اسمه (ميكوموتو)، إذ كان يساعد والده في بيع الأرز المسلوق في صغره، وحين بلغ الثامنة عشر من العمر، بدأ بصيد السمك واللؤلؤ وبيع الأصداف، وحينها بدأ يتساءل عن كيفية تكوين اللؤلؤ، ولماذا تحتوي بعض الأصداف على اللؤلؤ وبعضها الآخر لا، فبدأ ميكوموتو يجمع المعلومات، فوجد أن بعض الأنواع من الطفيليات تتسلل داخل القوقعة، وتُحدث جرح في لحمها الناعم، مما يجعل القوقعة تصدر رد فعل، فتُسارع في عزل الطفيليات الغريبة عن طريق إفراز مادة جيرية فسفورية شفافة تحاصرها وتحيط بها، وهذه المادة التي تُفرز كردّ فعل هي اللؤلؤ، أما الطفيليات أو الأجسام الغريبة التي قد تتسلل إلى داخل القوقعة فقد تكون حشرة صغيرة، أو حبة رمل صغيرة، أو أي شيء صغيرغريب يمكنه دخول القوقعة، وقرر ميكوموتو بعد جمع المعلومات عن تكوين اللؤلؤ، أن يُدخل أجسامًا غريبة إلى داخل بعض القواقع التي كان يجمعها، وانتظر مدة سنتين كاملتين، لكن للأسف ماتت قواقعه جميعها، وكرر المحاولة من جديد وانتظر لكن القواقع ماتت، وظلّ يُحاول حتى توّصل إلى أن السبب في موت القواقع هو انخفاض درجة حرارة الماء إلى أقل من سبع درجات مئوية، وأنه يجب عليه نقل القواقع من الماء البارد إلى الماء الدافئ، كما يجب عليه أن لا يضع أعدادًا كبيرةً من القواقع في الأقفاص، وظلّ ميكوموتو يُحاول ويُجري تجاربه على مدار 15 عامًا، لكنه لم ينجح واتهمه الناس بالجنون، وقرر أن يعود لبيع الأرز المسلوق على عربته القديمة، لكن رفضت زوجته عودته، وشجعته على الإصرار والاستمرار بإجراء تجاربه على القواقع، حتى أنها تكفّلت هي بجرّ عربة الأرز المسلوق.[٣]
نجاح ميكوموتو بإنتاج اللؤلؤ الصناعي
عاد ميكوموتو من جديد ودرس القواقع التي تحتوي على اللؤلؤ، ليعرف المكان الدقيق الذي تنمو فيه حبة اللؤلؤ، ثمّ أعاد تجاربة على خمس آلاف قوقعة، إذ وفّر لها درجة حرارة مناسبة للمياه وتغذية ملائمة، وأدخل إليها أجسامًا غريبة في المكان الصحيح، وبعد سنتين توجه ميكوموتو وزوجته المثابِرة إلى مزرعة اللؤلؤ، وفتحت زوجته الأقفاص، وأمسكت بقوقعة، وفتحتها، فوجدت اللؤلؤ داخلها، وكان ذلك في تاريخ 28 أيلول 1859م، وبذلك الاكتشاف انقلبت حياة الياباني ميكوموتو الفقير، وأصبح أغنى الرجال في العالم، وساهم اللؤلؤ الصناعي الذي أنتجه ميكوموتو في إنعاش الاقتصاد الياباني.[٣]
المراجع
- ↑ علا عبد الرحمن (25-7-2019)، "مقارنة بين اللؤلؤ الطبيعي والزراعي والصناعي"، media-arabia، اطّلع عليه بتاريخ 16-9-2019. بتصرّف.
- ↑ حسناء (30-10-2017)، "الفرق بين أنواع اللؤلؤ وأشكاله"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 16-9-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب م. أمجد قاسم (20-11-2018)، "قصة إنتاج اللؤلؤ الصناعي"، al3loom، اطّلع عليه بتاريخ 16-9-2019. بتصرّف.