أول امرأة فازت بجائزة نوبل

أول امرأة فازت بجائزة نوبل
أول امرأة فازت بجائزة نوبل

جائزة نوبل

أسس المخترع السويدي ألفرد نوبل جائزة نوبل، ووزعت الجائزة لأول مرة في تاريخ 10 ديسمبر 1901م بعد وفاة مؤسسها، وكانت الذكرى الخامسة لوفاته بعد أنّ أوصى نوبل بتخصيص معظم ثروته كصندوق لمنح خمس جوائز، وهي جائزة نوبل للكيمياء، وجائزة نوبل لعلم وظائف الأعضاء أو الطب، وجائزة نوبل للآداب، وجائزة نوبل للفيزياء، وجائزة نوبل للسلام، وفي سنة 1968م أضيفت جائزة سادسة وهي جائزة نوبل التذكارية في العلوم الاقتصادية وتعرف باسم جائزة سفيرغيس ريسكبانك (Sveriges Riksbank) في العلوم الاقتصادية، مقدمة من قبل بنك السويد، ومنحت لأول مرة سنة 1969م على الرغم من أنها ليست ضمن جوائز نوبل الأساسية، إلا أنها عُدّت واحدة من ضمن جوائز نوبل، إذ يُعلن عن الفائزين بهذه الجائزة مع الأشخاص الذين حصلوا على جوائز نوبل الأُخرى، وتقدم جائزة العلوم الاقتصادية في حفل توزيع جوائز نوبل.[١]


أول امرأة فازت بجائزة نوبل

تًعدّ ماري كوري أول امرأة فازت بجائزة نوبل في الفيزياء، وأول شخص يحصل على جائزة نوبل مرتين بعد أنّ فازت بجائزة نوبل في الكيمياء، وما تزال ماري الشخص الوحيد الذي كُرِّم على إنجازاته في مجالين منفصلين، وحصلت ماري على أول جائزة لها في الفيزياء سنة 1903م مع زوجها العالم هنري بيكريل لعملهما في مجال النشاط الإشعاعي، فطوّروا بعد ذلك سمعتهم العالمية بسبب جهودهم العلمية، واستخدموا أموال الجائزة الخاصة بهم لمواصلة أبحاثهم العلمية، ثم فازت ماري بجائزتها الثانية في الكيمياء سنة 1911م لاكتشافها الراديوم والبولونيوم، وحصلت على الجائزة الثانية بمفردها بينما شاركت زوجها الراحل في محاضرة قبولها، وانضمت كوري إلى علماء مشهورين آخرين، ومن بينهم ألبرت أينشتاين وماكس بلانك، إذ حضروا مؤتمر سولفاي الأول في الفيزياء وناقشوا العديد من الاكتشافات الرائدة في مجالهم، وحققت ماري الكثير من الإنجازات في حياتها العلمية، وذُكِرت كشخصية رائدة في العلوم ومثال للمرأة التي يحتذى بها، وحصلت على الكثير من الجوائز بعد وفاتها، وحملت العديد من المؤسسات التعليمية والبحثية والمراكز الطبية اسم كوري، بما في ذلك معهد كوري وجامعة بيير وماري كوري.[٢]


ماري كوري وجائزة نوبل في الفيزياء

لشدة اجتهاد ماري في عملها وأبحاثها شوهدت في الكثير من الأحيان تعمل بعد انتهاء دراستها، وهذا أدى في النهاية لنتيجة متوقعة بعد الجد والمثابرة، فقد احتلت المرتبة الأولى في الحصول على رخصة رسمية في العلوم الفيزيائية وذلك في عام 1894م، وعملت بعد ذلك في مختبر للأبحاث وبقي جهدها مستمرًا، ونتيجة لذلك حصدت ماري المركز الثاني في الحصول على رخصة رسمية أخرى لكن هذه المرة في مجال العلوم الرياضية، وتخصصت ماري في أبحاثها بالمعادن وخصائصها ونشاطها، وعندها اكتشفت النشاط الإشعاعي لبعض المعادن، وكان زوجها بيير داعمًا لها ومعاونًا، فاكتشفت عنصري البولونيوم والراديوم سويًا، وحاولت الحصول على الراديوم بصورته النقية، وبالفعل كانت قد حققت مرادها بالتعاون والعمل مع أحد طلاب زوجها بيير ويدعى أندريه لويس ديبيرن، وحصلت نتيجة لذلك على درجة الدكتوراة في العلوم في عام 1903م، وفي ذات العام حصلت على جائزة نوبل مع زوجها بيير لاكتشافها النشاط الإشعاعي.[٣]


حياة ماري كوري

ولدت ماري كوري في وارسو ببولندا لأبوين مدرسين من أُسرة متواضعة، وقد شجعوا طموحات أطفالهم التعليمية، وعرضت ماري على شقيقتها برونيا مساعدتها للحصول على شهادتها في الطب من فرنسا من خلال العمل كمربية مقابل أن تساعدها برونيا في الانتقال إلى فرنسا والالتحاق بجامعة السوربون المرموقة، فقد درست الكيمياء والرياضيات والفيزياء، والتقت كوري بزوجها بيير أثناء إجرائها لأبحاث الدراسات العليا في المختبر الذي كان يشرف عليه، وسرعان ما أبدى الزوجان اهتمامهما المتبادل بالمغناطيسية وركوب الدرجات، وتزوجوا بعدها بعام في سكو بفرنسا، وأنفقوا الأموال التي تلقوها كهدية لزفافهما لشراء دراجات للذهاب في العديد من الجولات الطويلة معًا، وعُيّنت ماري بعد وفاة زوجها بحادث مروع سنة 1906م على مقعده في جامعة السوربون لتصبح أول أستاذة في الجامعة، وكانت ماري أيضًا أول امرأة تحصل على شهادة الدكتوراة في فرنسا قبل ذلك بثلاث سنوات، ويحمل المجمع العلمي والطبي الرائد في فرنسا اليوم اسم الزوجين كوري، واستخدمت كوري خبرتها في التصوير الشعاعي لإنشاء عشرات من محطات الأشعة السينية المتنقلة والدائمة خلال الحرب العالمية الأولى، مما ساعد الأطباء على تشخيص وعلاج إصابات الناجمة من ساحة المعركة.[٤]

وذهبت ماري كوري بصحبة ابنتيها في رحلة إلى الولايات المتحدة سنة 1921م، إذ قدّم لها الرئيس وارين ج. هاردينج غرامًا من الراديوم جُلب كحصيلة لمجموعة من النساء الأميركيات، وألقت ماري محاضرات خاصة في بلجيكا والبرازيل وإسبانيا وتشيكوسلوفاكيا، وأصبحت عضوًا في اللجنة الدولية للتعاون الفكري من قبل مجلس عصبة الأمم، بالإضافة إلى ذلك أعربت عن رضاها لرؤية تطور مؤسسة كوري في باريس وافتتاح معهد راديوم في وارسو سنة 1932م، وأصبحت أختها برونيا مديرة لها.[٥]


اكتشافات ماري كوري

يعد الثنائي ماري وبيير كوري عالِمَين كرسا حياتهما المهنية لبعضهما البعض، إذ عملوا بداية بمشاريع منفصلة، وكانت ماري مُحبة لعمل العالم الفيزيائي الفرنسي هنري بيكيريل، فقد اكتشف هذا العالم بأن اليورانيوم يُلقي أشعة أضعف من الأشعة السينية التي يلقيها ويلهلم كونراد رونتجن، وأخذت ماري وقتًا على عمل بيكيريل، وأجرت تجارب خاصة بها على أشعة اليورانيوم، وتوصلت إلى حقيقة مفادها أن الأشعة تبقى ثابتة بغض النظر عن شكل اليورانيوم وحالته، فالأشعة برأيها تأتي من التركيب الذري للعنصر، وأدى رأيها ذلك إلى ظهور مجال الفيزياء الذرية، فبدأت تصيغ النشاط الإشعاعي لوصف الظواهر، وساعد بيير كوري ماري في اكتشاف النشاط الإشعاعي، وتوصلا إلى اكتشاف عنصر إشعاعي جديد سنة 1898م، وسموه "بولونيوم"، واكتشفوا أيضًا مادة مُشعّة أخرى في بيتسبلند، وأسموها "الراديوم".[٦]

وقد عملت إيرين ابنة ماري كوري مع والدتها خلال الحرب العالمية الأولى، وذلك بهدف تطوير وتحسين استخدامات وتطبيقات الأشعة السينية، وخاصةً في عام 1918م، إذ عمل موظفو إيرين بجدية في معهد الراديوم ليصبح فيما بعد مركزًا عالميًا مهمًا للفيزياء والكيمياء النووية، وفي هذه الفترة اكتسبت ماري كوري شهرتها العظيمة وكانت في ذروتها، وبعد عام 1922م كرّست ماري جهودها وأبحاثها لدراسة كيمياء المواد المشعة وأثرها الطبي، وذلك بعد انتقالها مع ابنتيها إلى الولايات المتحدة الأمريكية. انتقلت ماري إلى العديد من الدول لتلقي محاضرات حول اكتشافاتها، وخاصة في البرازيل وبلجيكا وإسبانيا وتشيكوسلوفاكيا، وتسلّمت مركز عضوية في اللجنة الدولية للتعاون الفكري القائم من قبل عصبة الأمم مع حفاظها ومتابعتها على عمل مؤسساتها في باريس، وافتتحت معهدًا آخر للراديوم في وارسو، وكان ذلك في عام 1932م، إذ تولت أختها برونيسوا إدارته، كما وجمعت ماري الأشعة المكثفة، وكان الهدف من ذلك ليس لأغراض علاجية من بعض الأمراض فقط، بل لكي تحافظ على وفرة هذه المواد من أجل أبحاثها الفيزيائية النووية الأخرى، وهذا الإنجاز يعد من أهم إنجازتها العلمية.[٣]


وفاة ماري كوري

أثّر التعامل الطويل مع المواد المشعة التي كانت آثارها صعبة الاكتشاف في ذلك الوقت في نهاية المطاف على ماري، وبحلول العشرينات من القرن الماضي، ظهرت عليها عدة أعراض؛ كآلام في العضلات وفقر الدم وإعتام عدسة العين ومجموعة من الأعراض الأخرى، وتوفيت ماري في 4 يوليو 1934م بعد معاناتها مع سرطان الدم الناجم عن تعرضها المستمر للإشعاع، وتابعت ابنة ماري إيرين خطى والدتها وحصلت على الدكتوراة في الفيزياء، وأجرت بحثًا مهمًا عن العناصر المشعّة المركبة، وشاركت هي وزوجها فريديريك جوليو جائزة نوبل في الكيمياء لاكتشافهما النشاط الإشعاعي الاصطناعي سنة 1935م، وحُفِظَت بقايا ماري وزوجها في البانتيون في باريس سنة 1995م، وهو ضريح مخصص للمفكرين الفرنسيين المتميزين، وأصبحت ماري ثاني امرأة تحصل على هذا الشرف وأول من يحصل عليه من خلال إنجازاتها الخاصة، وقد تركت أثرًا كبيرًا وراءها ومن بينها هذه العبارة "ليس هناك ما يُخشى في الحياة، بل ما يجب فهمه، لقد حان الوقت لفهم المزيد، حتى نخاف أقل".[٤]


مؤسسة نوبل

وبعد وفاة ألفرد نوبل أُنشئت مؤسسة نوبل لتنفيذ وصيته وإدارة أمواله، وكان قد أوصى أن تُمنح هذه الجوائز من قبل أربع مؤسسات مختلفة، وهي ثلاث مؤسسات سويدية وواحدة نرويجية، إذ تمنح الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم جوائز الفيزياء والكيمياء والاقتصاد، ويمنح معهد كارولينسكا جائزة علم وظائف الأعضاء أو الطب، بينما تمنح الأكاديمية السويدية جائزة الأدب، وتمنح لجنة نوبل النرويجية ومقرها أوسلو جائزة السلام، وتعد مؤسسة نوبل المالك القانوني والمسؤول الإداري للصناديق، وتعمل كهيئة إدارية مشتركة لمؤسسات منح الجوائز، لكنها لا تهتم بقرارات منح الجائزة التي تقتصر على المؤسسات الأربع.[١]


دور الرجل في تحفيز المرأة على الإنجاز

يلعب تحفيز الرجل للمرأة الناجحة أو الطامحة للنجاح دورًَا كبيرًا في مسيرتها، إذ يمكنك اتباع بعض النصائح التي يمكن اتباعها لتساعد المرأة في الوصول إلى وجهتها، منها:[٧]

  • شجعها: يساعد تشجيعك المستمر للمرأة على أن تكون دائمًا في أفضل حالاتها وتتغلب على المشاكل التي تواجهها خلال مسيرتها، لذلك يجب ألا تتخلى عن قول العبارات التشجيعية للمرأة من حين لآخر.
  • استمع لها: يعد الاستماع من أهم الأمور التي يجب عليك التحلي بها عندما تريد المرأة التحدث عن مشكلة واجهتها، فهي في هذه الحالة تريد فقط أن تستمع لها، وعند الانتهاء يمكنك مناقشتها ومساعدتها في حلّ المشكلة.
  • تفهم الإجهاد الذي تتعرض له: فكلّ مرأة مُعرّضة لفترات يزداد فيها التوتر والإجهاد؛ فيؤدي ذلك إلى حدوث تصرفات خارجة عن سيطرتها، ولذلك يكون دورك في احتواء المرأة في هذه الفترة ومساعدتها على التخلص من المشاعر السلبية، ودعمها للمُضيّ قدمًا نحو الإنجاز.
  • قدّم لها المشورة: عند طلب المرأة مشورة منك فإنها يجب أن تكون مدعومة بتجارب شخصية، أو مأخوذة من تجارب الآخرين، فلا تحبذ المرأة الرجل الذي يقدم نصيحة لا دقة لها، وفي حال لم يكن للمشورة مرجع واقعي، يمكن مناقشة الأمر منطقيًا لحلّه.
  • كنّ مستعدًا للتغيير: فغالبًا ما تقضي النساء الكثير من الوقت في تعليم أنفسهن من خلال قراءة الكتب أو متابعة البرامج التحفيزية على الإنترنت، الأمر الذي يجعلهن على اتصال شبه دائم مع أنفسهن؛ وذلك لأن تحقيق الإنجازات سيحتاج إلى الكثير من وقتهن، لذا يجب عليك أن تكون متفهمًا لتلك التغيرات.


المراجع

  1. ^ أ ب "Nobel Prize AWARD", Britannica, Retrieved 21-8-2019. Edited.
  2. A&E Television Networks (26-7-2019), "Marie Curie Biography"، Biography, Retrieved 21-8-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Marie Curie", britannica,1-7-2019، Retrieved 21-8-2019. Edited.
  4. ^ أ ب HISTORY.COM STAFF (8-2-2019), "Marie Curie: Facts About The Pioneering Chemist"، History, Retrieved 21-8-2019. Edited.
  5. The Editors of Encyclopaedia Britannica (1-7-2019), "Marie Curie"، Britannica, Retrieved 21-8-2019. Edited.
  6. "Marie Curie the scientist", mariecurie, Retrieved 27-2-2020. Edited.
  7. Mellissah Smith (25-3-2012), "How a man can make their woman more successful"، marketingeye, Retrieved 27-2-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :