الموسيقى في حياة البشر
تعدّ الموسيقى بشقيها الشرقي والغربي جزءًا لا يتجزأ من حضارات الشعوب حول العالم، فهي اللغة غير المنطوقة التي يعبر فيها البشر عن قصصهم ومشاعرهم، إذ تختلف الموسيقى التي هي لغة واحدة باختلاف الآلات التي يصنعها مجتمع دون الآخر، إذ يعرفها العلماء المختصون بأنها فن الأصوات الموسيقية التي تمزج النغمات فتصبح ذات معنى لمن يسمعها، ومن الجدير ذكره أن ليس كل صوت هو موسيقى، إذ يُشترط أن يُمتع هذا الصوت سامعه، فالموسيقى هي نغمات وليست أصوات، إذ يُقسم الموسيقيون الموسيقى لأربعة عناصر، هي الإيقاع، اللحن، التوافق الموسيقي(اللحن) والطابع الصوتي.
أما عن تاريخ نشوء الموسيقى وأدواتها، فقد تعدد الروايات، ولكنها تفيد بأن الآلة الأولى كانت نوعًا من أنواع الطبل، وفيما بعد استخدم الإنسان قرون الحيوانات في اختراع الآلآت النفخ لتصبح لاحقًا أدوات نحاسية، واستخدم أيضَا الألسنة القصبية وقلد فيها الأصوات الطبيعية كالصافرة، وبملاحظته الصوت الناتج عن ارتجاج وتر القوس المستخدم في الصيد اكتشف مبدأ عمل الآلآت الوترية، فاخترع القيثارة والربابة والهارب، ثم طورها فصنع العود، فتطور علم الموسيقى وأدواته على مر العصور حتى وصل على حاله اليوم من الآلآت التي تعمل بأحدث التقنيات التكنولوجية. [١][٢]
أنواع آلات الموسيقى
- الآلات الموسيقية الإيقاعية: هي الآلآت التي يستخدم العازف فيها يديه عامةً، فقد يستخدم عصا صغيرة أو أصابعه، وما يميزها ضبطها للزمن الموسيقي وتضخيمها للإيقاع، وفيما يأتي أهم أدواتها : [٣]
- الدف والرق: .الجلد المصنوع من جلد الحيوانات أو الجلد الصناعي هو المكون الأساسي لهذه الآلة، إذ يُثبت على إطار من الخشب أو المعدن، وعند الطرق عليه بالأصابع يصدر الصوت.
- المزهر: آلة شبيهة بالرق ولكن بحجم أكبر يصل إلى الضعف، وبالتالي فإن إيقاعه أعلى.
- الطبلة: وهي الأشهر من بين الآلآت الإيقاعية، وهي شبيهة بالإسطوانة التي تتسع من جهة وتضيق من جهة أخرى، ويُثبت عليها من الجهة الواسعة التي تكون على شكل دائري قطعة من الجلد أو البلاستيك، وفي بعض البلدان العربية بالدربكة.
- الدُهُلة أو التمباني: وهما وعائان يشد عليهما قطعة من الجلد، ويكون أحدهما أكبر من الآخر.
- الدرامز: هو عدد من الطبول المختلفة بأحجامها وصاجاتها، وتكون حول العازف حتى يتمكن من استخدامها جميعها.
- الآلات الموسيقية الوترية: تخرج الأصوات من هذه الآلآت بسبب اهتزاز أوتارها، وهي كالآتي : [٣]
- العود : يتميز العود بقرب نغماته من نغمات صوت الإنسان، وعلى شكل كمثري، وعليه أوتار بعدد 14، وتكون مجتمعة في 6 أو 7 مسارات، ويستخدمه العازف من خلال ريشة لإنتاج النغمات والألحان.
- الجيتار Guitar: ويُسمى أحيانًا القيثارة، إذ طُور من آلة العود، فرقبته أعرض من العود، واوتاره مصنوعة من المعدن أو النايلون، وبالإمكان استخدام الأصابع أو الريشة لإنتاج النغمات.
- الهارب : ويُسمى أيضًا الجنك، ويعدّ من أقدم الآلآت الوترية، وما يميزه إمكانية التحكم بالنغمات من خلال تطويل أو تقصير الاوتار.
- الربابة : للربابة وتر واحد فقط ، وتُصنع من أدوات بسيطة كالخشب وجلود الماعز، لتتطور لاحقًا لآلة الكمان.
- الكمان : للكمان أربعة أوتار، وما يميز نغماتها الحنية في أصواتها.
- التشيللو : شبيهة بالكمان ولكن حجمها أكبر، ويبقى مرتكزًا على الأرض أثناء العزف.
- القانون: هو من أهم الآلآت الموسيقية الشرقية، وشكله أشبه بشبه المنحرف، ويُعزف عليه بريشتين لكل يد، والتي تُصنع من قرون الحيوانات أو المعدن، وما يميزه عند الموسيقيين العرب قدرته على تغطية كافة المقامات الموسيقية عندهم، فهو أساسي عندهم مقابل البيانو عند الغرب.
- الآلات الموسيقية النفخية وآلات المفاتيح: تُصنع الآلآت النفخية من الأنابيب المجوفة فيُنفخ فيها وبالتالي يخرج الصوت، أما آلات المفاتيح فهي عبارة عن صناديق فيها قطع معدنية وخشبية تتصل بأوتار لتخرج منها النغمات، وفيما يأتي بعض هذه الآلات: [٤]
- آلات النفخ :
- الناي: يعدّ الناي من أقدم هذه النوعية من الآلآت الموسيقية، إذ يُصنع من القصب بستة ثقوب في جهة وثقب واحد في الجهة الأخرى، فيضبط العازف إيقاعه ويتحكم به من خلال هذه الثقوب تزامنًا مع عملية النفخ فيه.
- الأرغول: شبيه بالناي ولكن بقصبتين واحدة قصيرة وواحدة طويلة، ولكل منهما أهمية في إصدار النغمات.
- الترومبيت: تُصنع هذه الآلة من النحاس، وتتميز بحدة النغمات الخارجة منها، وفيها ثلاثة صمامات كل صمام ينتج 11 نغمة.
- آلات المفاتيح :
- البيانو: من أهم الآلآت الموسيقى الغربية، وهو عبارة عن مجموعة من قطع خشبية أو معدنية يضرب بها العازف بأصابع يديه لتخرج النغمة، وهو أشبه بالقانون عند العرب إذ يُغطي جميع النغمات الموسيقية.
- الأورج: تستخدم الدوائر الكهربائية في إنتاج نغمات الأورج، فهو يشبه البيانو إلى حد كبير، ولكن الفرق استخدام تقنية كهربائية فيه، هي سبب خروج النغمات منه.
- الأكورديون: تُستخدم فيه آلية السحب والضغط، ويكون محمولًا على أيدي العازف، إذ يدخل الهواء أو يخرج بسبب حركة العازف له سَحبًا أو ضغطًا عليه.
- آلات النفخ :
تطور صناعة الآلات الموسيقية
يخرج من الآلات الموسيقية صوت إيقاعي هو الموسيقى الذي يحتاج إلى عملية تحكم يقوم بها العازف، والأصوات تخرج إما بعملية ضرب على هذه الأدوات كالطبل، أو النفخ فيها كالناي، أو اللعب بأصابع اليد كالقانون، وتاريخيًا تطورت هذه الآلآت منذ ما يقرب الألفي عام، إذ عثر العلماء على قيثارة حجرية بإحدى مناطق روسيا يعود تاريخها لحوالي 2000 عام، أما بداية حاجة الإنسان لاستخدام الأصوات والنغمات فكانت لنبذه الشعور بالخوف من بعض الوحوش، أو بهدف الاستمتاع كما هي اليوم، فكان يخبط الأرض بقدميه ويديه مصدرًا الأصوات بالتصفيق، ثم أصبح التصفيق بقطع من الخشب ومن ثم التطبيل على الخشب، وكذلك استخدم الناي من الهياكل العظمية للحيوانات، فنفخ فيها وأصدر الأصوات، وأخيرًا صنع الأقواس من الأشجار وربط أطرافها وثبتها على قشور جوز الهند، والتي وصلت لما نعرفه اليوم بالعود. [٤]
المراجع
- ↑ "الآلات الموسيقية الشرقية"، arcgis، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "الموسيقى"، feedo، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "أنواع الآلات الموسيقية بالصور | الوترية و الايقاعية و الهوائية أو النفخية"، eskchat، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب بارعة شراب (15-5-2019)، "أنواع الآلات الموسيقية "، mqalaat، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2019. بتصرّف.