حروف الأبجدية العربية
تعد اللغة العربية أمّ اللغات جميعها، وتمتاز أنها لغة الضاد، ويعني ذلك أنها اللغة الوحيدة في العالم التي تمتلك في أحرفها حرف الـضاد، ويعدّ حرف الضاد هو أحد الحروف الهجائية العربية، وله منزلة بين كل حروفها، ولذلك اختير بأن يكون مميزًا لدى العرب عن غيرهم في لغتهم، وأطلقوا اسم هذا الحرف على اللغة العربية، فقالوا: لغة الضاد، ولسان الضاد، والناطقون بالضاد، ومنذ صغرنا ونحن نردد:
بلاد العرب أوطانـــــــــــــــــي
- من الشـــــــــــــــــام لبغدان
ومن نجد إلى يمـــــــــــــــــــن
- إلى مصـــــــــــــــر فتطوان
لسان الضاد يجمــــــــــــــــعنا
- بعدنان وقحطان
والسبب في أنهم خصوا حرف الضاد بين الحروف ليكون رمزًا للغة العربية؛ عدة أمور، أهمها صعوبة النطق بحرف الضاد عند غير العرب، وقد عجز غير الناطقين بلغة العربية عن إيجاد صوت بديل في لغتهم يغني عن صوت حرف الضاد في لغتنا العربية.[١]
تتكون حروف اللغة العربية من ثمانية وعشرين حرفًا، عدا عن الحرف الإضافي وهو الهمزة، وعند جمع الحروف وتحويلها لكلمات وعبارات حسب ترتيبها، تحصر في 8 كلمات؛ أبجد هوَّز حُطّي كلَمُن سَعْفَص قُرِشَت ثَخَدٌ ضَظَغ، وترتيبها الهجائي كالآتي؛ أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ع، غ، ف، ق، ك، ل، م، ن، هـ، و، ي.[٢]
حب العرب للغة العربية
إن حب العرب الشديد للغة العربية وتعلقهم بها، منحها مكانة مرموقة على الساحة العربية والدولية أيضًا، فحاليًا تعدّ اللغة العربية واحدة من اللغات التي تعترف بها الأمم المتحدة رسميًّا، وأيضًا واحدة من أهم لغات العالم التي خاضت عالم الإنترنت بقوة، إذ إن 5% من كل لغات العالم فقط هي من حقق هذا الحضور المتفوق في العالم الإلكتروني.
واليوم مع هذا النصيب الكبير للغة العربية في العالم الإلكتروني، من المهم معرفة الأيام الأولى للغة العربية وبداياتها التاريخية المشرفة، إذ تعدّ لغتنا خلاصة ما أُنجز من تاريخ مديد من الإبداع والتألق الأدبي والتبادل الثقافي الواسع مع حضارات العالم لقرون طويلة، ولكن ليس من السهل دراسة تاريخ اللغة العربية، لأن لغة الضاد لطالما كانت جزءًا مهمًا من الهوية الدينية والقومية للشعوب العربية كافة، فتاريخها يدعم مفهوم العروبة الحديث، وكذلك أصولها قبل الإسلام، ولم يحظَ للأسف باهتمام كافٍ، ولم يدرّس في مناهج التعليم اليوم.
لقد تطورت الأبجدية العربية سريعًا، وازدهرت مع ازدهار الثقافة الإسلامية، وتطور الخط العربي حتى أصبح فنًّا له جمهوره وفنانوه حتى يومنا هذا، إلا أن حقيقة تفوقها ونجاحها تكمن في أساس الثقافة التي غذتها، وحتى تستمر في ازدهارها وتتطورها، تحتاج جميع الشعوب العربية إلى تكثيف جهودها في مجال الإبداع والأبحاث، ومن حسن حظنا أن بدايات أبجديتنا العربية تخبرنا عن تاريخ التعددية، وكمية التأثيرات التي قدمتها الثقافات المحلية والمجاورة لتخلق بيئة فريدة ولدت وترعرت لغتنا العربية فيها وتطورت حتى غدت من أغنى لغات العالم في أصواتها، وانفتاح آفاق الاشتقاق فيها، ومن أكثرها اتساعًا، وتحمل مفرداتها أغنى جمل التعبير عن الفن والأدب والفكر والعلوم.[٣]
المراجع
- ↑ "ترتيب الحروف الابجدية العربية"، موسوعة كله لك، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "قرأت لك.. أبجد هوز"، alrai، 3-1-2018، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "قصة بدايات الأبجدية العربيه"، رصيف 22، 2017-9-19، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-30. بتصرّف.