من اين يستخرج الزئبق الاحمر

من اين يستخرج الزئبق الاحمر
من اين يستخرج الزئبق الاحمر

الزئبق

يُعرف الزئبق بكونه واحدًا من العناصر الكيميائية الثقيلة، وهو العنصر المعدني أو الفلزي الوحيد الذي ‏يوجد بحالة سائلة في درجة حرارة الغرفة. ويظهر بلون فضي مائل للزرقة عند تجميده، ويتميز بقدرة على ‏التمدد، والانسحاب، كما أنه قابل للتبخر، ويبعث أشعة فوق بنفسجية عند تمرير شرارة كهربائية خلال ‏بخاره. وتتلون جميع أنواع الزئبق باللون الأبيض في البداية، لكنها سرعان من تأخذ ألوانًا أخرى، مثل ‏البرتقالي، والأحمر، والأصفر، والأرجواني، والأسود، عند تعرضها إلى أشعة الشمس.‏ ويُعد الزئبق شبيهًا بمعدن الرصاص، لكنه ذو ليونة أعلى. وقد عرفته الكثير من الحضارات السابقة، بما ‏فيها الحضارة المصرية، والهندوسية، والإغريقية. ولقد أطلق عليه أرسطو اسم الفضة السائلة. أما ‏استخداماته العلمية، فقد بدأت بالظهور خلال القرن الخامس عشر الميلادي. ‏


حكاية الزئبق الأحمر

يُعد موضوع وجود الزئبق الأحمر من عدمه من المواضيع المثيرة للشكوك والجدل بين أوساط الخبراء ‏والعلماء، بسبب ربط اسم الزئبق الأحمر بالدجل، والشعوذة، والعفاريت، خاصةً في بلاد الشرق الأوسط. ‏مما دفع بالكثيرين إلى اعتبار الزئبق الأحمر خرافة أو أسطورة شعبية عارية عن الصحة. ‏ ووفقًا للبعض، فإن الزئبق الأحمر موجود عمليًا، لكنه نادر ومن الصعب استخراجه. ويتحدث آخرون عن ‏وجود نوعين من الزئبق الأحمر، أحدهما طبيعي، يستخرج من الأنسجة العضوية أو الحيوية، والآخر ‏صناعي أو الكيميائي، يستخرج من مواد طبيعية كالذهب الخام عند تعريضه إلى الإشعاع. ‏ ويشر البعض أيضًا إلى إطلاق اسم "الزئبق الأحمر" على أحد البرامج النووية لإحدى الدول، أو على أحد ‏المواد التي تدخل في صناعة الأسلحة النووية، مثل اليورانيوم. بينما يراها البعض كمادة زائفة تُستخدم في ‏عمليات الاحتيال. وهي أصلًا مكونة من خليط من الزئبق العادي وصبغات حمراء، أو ثنائي يوديد ‏الزئبق. ويروي آخرون أن لمادة الزئبق الأحمر استخدامًا حقيقيًا ضمن ما يُعرف ببرامج "التخفي" العسكرية، ‏التي تطورها القطاعات العسكرية بهدف إخفاء الدبابات والطائرات عن رادارات وعيون العدو. ‏ ويرجع ربط الزئبق الأحمر بالأسلحة النووية إلى تقرير يرجع إلى عام 1968، خلال فترة وزير الخارجية ‏الروسي "يوجيني"، حيث ربط هذا التقرير بين إنتاج الاتحاد السوفيتي للأسلحة النووية والزئبق الأحمر. ‏وتحدّث أيضًا عن ندرة هذه المادة وسعرها العالي. ‏ أما في الأوساط الشعبية، فإن للزئبق الأحمر قصصًا وأقاويل يجنح غالبها كل البعد عن المنطق والعقل. ‏فمن قصص استحضار الجن والعفاريت، إلى قصص زيادة سنوات العمر والحفاظ على الشباب والتحنيط، ‏لا تخلو أي قصة من هذه القصص من النزعة نحو تصديق ما هو غير مثبت ولا أساس له من الصحة. ‏لذلك فإن الحذر واجب عند سماع الادعاءات والقصص التي لها علاقة باستعمال "الزئبق الأحمر" في أي ‏شيء. ‏


استخدامات الزئبق

يدخل الزئبق في تصنيع العديد من الآلات والصناعات ذات الطبيعة الكيميائية والتعدينية، ومنها:‏

  • صناعة الترمومترات أو مقاييس الحرارة.‏
  • صناعة المواد والكريمات التجميلية.‏
  • صناعة حشوات الأسنان. ‏
  • صناعة المحاليل الكاشفة عن البصمات.‏
  • صناعة المبيدات الحشرية.‏
  • صناعة الأجهزة الكهربائية.‏
  • الدباغة، وصناعة الورق، وصناعة البلاستيك. ‏
  • صناعة الإنتاج الغذائي.‏
  • دعم التفاعلات الكيميائية. ‏


استخراج الزئبق

تُعد الطبيعية بمثابة المصدر الرئيسي للزئبق. حيث يوجد هذا المعدن بين الصخور على شكل خامات ‏تُدعى بـ "السوداء". ومن الدول الغنية بخامات الزئبق كل من إسبانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، ‏والمكسيك، وكندا، وإيطاليا. وعلى عكس الكثير من الفلزات، فإن الزئبق يوحد بكمية قلية فوق سطح ‏الأرض. لذلك يلجأ الجيولوجيون والكيميائيون إلى تسخين خام يُسمى بخام "الزنجفر" من أجل استخراج ‏الزئبق منه. ‏ وقد يصل الزئبق إلى سطح الأرض عبر أمطار الشهب القادمة من الفضاء الخارجي. ويُمكن للزئبق أيضًا ‏أن يخرج إلى سطح الأرض من البراكين، حيث يرافق الصخور التي تتحول فيما بعد إلى أحجار كريمة. ‏ويوجد الزئبق بكميات محددة في أنسجة الحيوانات والنباتات. وقد يصل إلى الإنسان عند تناوله لبعض ‏الأطعمة مثل السمك، واللحوم، والقمح. أو عند تناوله لفواكه أو خضراوات مرشوشة بمبيدات حشرية تحتوي ‏على الزئبق. ‏


أضرار الزئبق

يؤدي التعرض لجرعات كبيرة من الزئبق إلى حدوث أضرار في جسم الإنسان، منها:‏

  • الاكتئاب، والقلق، وفقدان الذاكرة.‏
  • ‏ فرط إفراز اللعاب وضرر باللثة. ‏
  • وهن بالعضلات والمفاصل وشلل.‏
  • إضعاف الجهاز المناعي للجسم. ‏
  • فقدان القدرة على الإبصار. ‏
  • تساقط الشعر.‏

وقد يصل ضرر الزئبق إلى الحيوان أيضًا، حيث يؤثر وجود الزئبق بمعدلات كبيرة في غذاء الحيوانات ‏والطيور، على تكون بيوضها وجعلها هشة وقابلة للكسر بسرعة. ‏

فيديو ذو صلة :