بواسطة: ميرفت الحافي
مدينة بولو
بولو هي مدينة ومركز إداري إقطاعي في دولة تركيا، تقع على الطريق السريع القديم الذي يصل مدينة إسطنبول بمدينة أنقرة، وتحديدًا حول وعلى جبل بولو، وهي من المدن التي يحكمها عمدة من حزب العدالة والتنمية منذ الانتخابات المحلية التي انعقدت في عام 2004م، وهي موقع لكلاوديوبوليس القديمة، أو إسكيشيسار التي تعني حرفيًّا القلعة القديمة، ويبلغ عدد سكان المدينة بحسب التعداد السكاني الذي أقيم في عام 2012م 131,264 نسمة. وقد كانت بولو جزءًا من إحدى الممالك الحثية في حوالي عام 2000 قبل الميلاد، وأصبحت واحدة من المدن الرائدة في مملكة بيثينيا ما بين عام 279 قبل الميلاد وحتى 79 قبل الميلاد، وبحسب الدراسات فإن البيبريسيس والميرياندينيز، والكوكونوز، والثاينز، والبفلاجونز هم السكان الأصليون للمنطقة في العصر العتيق. في العصر الروماني القديم، كما هو مبين في عملاتها المعدنية التي عُثر عليها في المدينة، فقد كانت تسمى كلوديوبوليس تيمنًّا بالإمبراطور كلوديوس، وهي مسقط رأس أنطينوس وهو من الأشخاص المفضلين للإمبراطور الروماني هادريان الذي كان يتميز بكرمه الشديد، وأُضيف اسمه لاحقًا إلى اسم كلوديوس على القطع النقدية للمدينة، وقد جعلها الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني عاصمة مقاطعة جديدة ما بين العامين 408 و50 قبل الميلاد. وقد كانت مدينة بولو معروفة تحت الحكم البيزنطي باسم حضريونوبوليس، وقد استوطنها التركمان في القرن الحادي عشر، وكان يشار إليها باسم بولي، وهو اختصار تركي لمدينة بوليس اليونانية، وقد استولى عليها البيزنطيون في عام 1097م، وغزتها جيوش سلطنة السلاجقة الكبيرة من الروم في عام 1197م. وفي عام 1325م غزت الإمبراطورية العثمانية المدينة وأصبحت معروفة تحت الاسم التركي الحالي بولو، وحكمها كاندار أوغلو ما بين العام 1402م والعام 1423م، وكانت المدينة الرئيسة لمقاطعة سانجاك من ولاية كاستامونو، في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وبعد عام 1864م تحديدًا، وكان عدد سكانها 10000 نسمة حينها.
الأماكن التي تستحق الزيارة في مدينة بولو
يوفر الريف المحيط بمدينة بولو مكانًا مناسبًا لمحبي رياضة المشي وغيرها من الأنشطة التي تُمارَس عادةً في الهواء الطلق، وتتضمن المدينة فنادق ممتازة ذات جودة عالية في تقديم الخدمات، وتحتوي على مرافق مميزة، كما تتميز بالعديد من المعالم السياحية القريبة من مركز المدينة، وأهمها ما يلي:
- مسجد أولو جامي الذي يعود تاريخه إلى القرن 14م.
- متحف بولو الذي يحتضن قطعًا أثرية حثية تعود إلى الإمبراطورية الرومانية والبيزنطية، إلى جانب السلطنة السلجوقية والحكم العثمانية.
- تتضمن المدينة ينابيع كابليجالار الساخنة التي تعتبر من أكثر وجهات المدينة السياحية زيارةً بهدف الترفيه والعلاج.
- تحتضن مدينة بولو بحيرة أبانت وقرية غولكوي، إلى جانب بحيرة جولجوك الشهيرة، وهي من الأماكن المفضلة لمحبي الطبيعة.
وتعتبر مدينة بولو موطنًا لمبانٍ تنتمي إلى طراز العمارة العثمانية، حيث يعود تاريخ المسجد الكبير فيها إلى عام 1899م، ومسجد كادي الذي يعتبر أفضل مثال على العمارة الكلاسيكية العثمانية في المدينة، ومن بين المساجد العثمانية الأخرى في المدينة، هناك مسجد إيماريت الذي بني في القرن السادس عشر الميلادي، مسجد ساراجان الذي بني في عام 1750م، مسجد إليكا، الذي بني ما بين العامين 1510 و1511م، مسجد كاراكوي كوما الذي بني في عام 1562م، ومسجد تاباكلار، الذي بني في عام 1897م. وقد تأسس متحف بولو في عام 1975م لعرض وحماية القطع الأثرية الموجودة في منطقة بولو، وهو يعمل كمتحف أثري وإثنوغرافي، ويضم 3286 قطعة أثرية و1677 قطعة إثنوغرافية، إضافة إلى 12,095 قطعة نقدية تاريخية، والقطع الأثرية الموجودة في المتحف تشير إلى تاريخ المنطقة من العصر الحجري الحديث إلى العصور البيزنطية.
مناخ مدينة بولو
تتميز مدينة بولو بمناخ محيطي، مع فصول الشتاء الباردة والثلجية والصيف الدافئ بليالٍ باردة، وعلى عكس مركز المدينة المنخفض، فإن العديد من أجزاء المدينة تتمتع بمناخ قاري رطب، ونادرًا ما ترتفع درجات الحرارة إلى أكثر من 12,3 درجة مئوية فوق الصفر وأقل من 15 درجة مئوية تحت الصفر خلال أشهر الشتاء، أما خلال فصل الصيف، فإن أعلى درجة حرارة سُجلت خلال العشر سنوات السابقة لعام 2017م كانت 39,8 درجة مئوية، وجو المدينة العام عادةً ما يكون غائمًا وضبابيًا.