محتويات
أدعية لتهدئة طفلك
يجب على الوالدين أن يدعوا لأطفالهما بالبركة والهداية وصلاح الحال، وتعويذهم بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ به أحفاده الحسن والحسين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ثلاثُ دعَواتٍ يُستجابُ لَهنَّ لا شَكَّ فيهنَّ دعْوةُ المظلومِ ودعْوةُ المسافرِ ودعْوةُ الوالدِ لولدِه][١]، ولم يرد العديد من الأدعية للأطفال في السنة النبوية الشريفة، فيتمثل واجب الآباء في السعي لتربية أبنائهم تربية صالحة، وتعليمهم الدين والأذكار المأثورة، ولكن كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعوّذ الحسن والحسين بالدعاء التالي: [أُعيذُكما بكلماتِ اللهِ التَّامَّةِ من كلِّ شَيطانٍ، وهامَّةٍ، ومن كلِّ عيْنٍ لامَّةٍ، هكذا كان إبراهيمُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَوِّذُ ابْنَيْهِ إسماعيلَ، وإسحاقَ صلواتُ اللهِ عليهما.][٢].[٣]
ومع هذا توجد بعض الأدعية التي تجلب الطمأنينة والسكينة لأطفالك ودفع عنهم الخوف والقلق ومنها:[٤]
- كان عليه الصلاة والسلام يقول حين يصبح وحين يمسي: [اللهم ! إني أَسْأَلُكَ العافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهم ! إني أَسْأَلُكَ العَفْوَ والعافيةَ في دِينِي ودُنْيَايَ، وأهلي ومالي، اللهم ! اسْتُرْ عَوْراتِي وآمِنْ رَوْعاتِي، اللهم ! احْفَظْنِي من بينِ يَدَيَّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعَظَمَتِكَ أن أُغْتالَ من تحتي][٥].
- وقال أيضًا: [أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامةِ ، مِنْ غضبِهِ وعقابِهِ وشرِّ عبادِهِ ، ومِنْ همزاتِ الشياطينِ ، وأنْ يحضرونِ ، فإنهُ لا يضرُّ وبالحريِّ أن لا يقربَكَ][٦].
الرقية الشرعية للأطفال
إن الطريقة الصحيحة لتطبيق الرقية الشرعية للأطفال تكون باتباع طريقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في رقية الحسن والحسين، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: [كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ، ويقولُ: إنَّ أَبَاكُما كانَ يُعَوِّذُ بهَا إسْمَاعِيلَ وإسْحَاقَ: أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ][٧]، وتعني كلمة "هامّة" واحدة الهوام ذوات السموم، وتعني "ومن كل عين لامة"، ومن كل داء وآفة تصيب الإنسان بالجنون والخبل، هذا ويستحب قراءة المعوذتين على الطفل ومسح جسمه أثناء القراءة، أو قراءة المعوذات بين الكفين ثم النفث فيهما بريق خفيف، ومن ثم مسح جسمه بما تصل إليه يدك، أو قراءة المعوذات في الماء ومسح جسم الطفل أو تغسيله بها، فهكذا كان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يعوّذ نفسه وغيره بها، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: [كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يتعوَّذُ منَ الجانِّ وعينِ الإنسانِ حتَّى نزَلتِ المعوِّذتانِ فلمَّا نزلَتا أخذَ بِهِما وترَكَ ما سواهما][٨].
ويعد النفث بالريق مع المعوذتين شيء مما أُخذ من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكان يفعلها قبل النوم، فقد كان يقرأ المعوذتين في كفيه، وينفث، ثم يمسح على جسده، ولما مرض كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تفعل ذلك وهذا دليل على أنه يمكن للأم أو الأب فعل ذلك لأطفالهم، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: [كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا أوَى إلى فِرَاشِهِ، نَفَثَ في كَفَّيْهِ بقُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ وبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ، وما بَلَغَتْ يَدَاهُ مِن جَسَدِهِ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا اشْتَكَى كانَ يَأْمُرُنِي أنْ أفْعَلَ ذلكَ به قَالَ يُونُسُ: كُنْتُ أرَى ابْنَ شِهَابٍ يَصْنَعُ ذلكَ إذَا أتَى إلى فِرَاشِهِ][٩][١٠]
طرق اتبعها لتهدئة طفلك
يبكي الأطفال للعديد من الأسباب، منها ما يسهل حلها، ومنها ما يعد صعبًا بعض الشيء، وتتعدد الطرق التي يمكنك من خلالها تهدئة طفلك، نقدم لك بعضًا منها فيما يأتي:[١١]
- تقميط الطفل: يعزز القماط من الشعور بالراحة والأمان لدى الطفل وهو عبارة عن قطعة قماش يُلفّ بها، فيعتقد الخبراء أن تقميط الطفل يشعره أنه بأمان وأنه في رحم أمه كما كان، ومن خبرة الأهالي فإن التقميط يساعد الطفل على النوم أسرع ولفترة أطول، وقد يفضّل بعد الأطفال إخراج أيديهم من القماط لرغبتهم في أن يكونو بحريتهم التامة، أو لأنهم يحبون وضع إصبعهم في فمهم عند النوم.
- استخدام اللهاية أو الإصبع: يرغب الأطفال عادةً بتهدئة أنفسهم من خلال المص غير المغذي، ولذلك قد يحب بعض الأطفال اللهاية، وقد يرغب آخرون بمص أصابعهم، ولهذا ساعد طفلك على مص إصبعه أو ضع له اللهاية ليهدأ.
- وضع الطفل في الحضن: من الجيد أن يشعر الطفل أنه قريب جدًا من أمه أو والده، ومن الجيد أيضًا أخذ الطفل في جولة مسير جميلة بينما يكون محمولًا وقريبًا جدًا إليك، وغالبا يهدأ جميع الأطفال فور حملهم.
- تدليك الجسم بلطف: عند تدليك جسم الطفل سيشعر بالاسترخاء، وسيهدئ ويتوقف عن البكاء، يمكنك فعل ذلك باستخدام زيوت التدليك الخاصة بالأطفال.
- الغناء للطفل: لا يهم إن كان صوتك جميلًا أم لا فالمهم أن يسمع الطفل صوت أمه أو أبيه ليشعر بالهدوء والطمأنينة؛ ولهذا يمكنك أن تغنِّ أغنية لطيفة وهادئة لطفلك لتساعده على الاسترخاء والنوم.
- عمل حمام دافئ لطفلك: إن الحمام الدافئ كفيل بجعل طفلك يسترخي وينام بسرعة، فإذا رأيت طفلك متوترًا ويبكي كثيرًا ما عليك سوى تجهيز حمام دافئ له وسيهدأ على الفور.
قد يُهِمُّكَ: أسباب بكاء الأطفال المستمر
إذا كان طفلك يبكي باستمرار فقد يعاني من بعض المشاكل، تعرّف فيما يلي على بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى بكاء طفلك المستمر:[١٢]
- المشاكل الحسية: يمكن أن يكون الطفل منزعجًا من بعض الأصوات العالية، أو من نوعية قماش الملابس التي يرتديها، أو قد يكون منزعجًا من الإضاءة الموجودة في الغرفة، أو من رائحة العطر أو الجو العام للمكان الموجود فيه، وأسوأ مافي الأمر أن الطفل لا يمكنه إخبارك بذلك وسيستمر بالبكاء رغم أنه غير جائع ونظيف ولا يعاني من ألم.
- القلق: قد يشعر الطفل بالقلق أو الخوف تجاه أمر ما، ولا يستطيع أن يعبر عن تلك المشاعر إلا بالبكاء، فقد يكون خائفًا م أن يبتعد عن أمه لأنه اعتاد عليها وتعلّق بها، فيبقى باكيًا طوال الوقت.
- قلة النوم: لا يحصل العديد من الأطفال على القدر الكافي من النوم الموصى به، ويؤدي الحرمان من النوم لفترات جيدة إلى التأثير على سلوكهم سلبًا، فيستمرون بالبكاء طوال الوقت.
- التغذية السيئة: تؤثر التغذية السيئة على مزاج الطفل وسلوكه كثيرًا، فعندما لا يحصل على العناصر الغذائية والسعرات الحرارية التي يحتاجها، فسيشعر بعد الارتياح وقد يشعر بالعصبية أيضًا، وبالطبع سيعبر عن ذلك بالبكاء لأنه ليس أمامه طريقة أخرى.
- عدم القدرة على التعبير: البكاء هو الطريقة الوحيدة التي يمكن للطفل أن يعبّر بواسطتها عن نفسه ووجوده، خاصة وأنه كائن ضعيف ولا يمتلك القدرة على الكلام، حتى أن عدم قدرته على التعبير تثير في نفسه العصبية والانزعاج ويعبّر عن ذلك بالبكاء.
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:3129، حسن.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مشكل الآثار، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2885 ، صحيح.
- ↑ "دعاء الأم لأولادها ورقيتهم وأهمية المراجعة لتثبيت القرآن"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2020. بتصرّف.
- ↑ "أدعية لجلب الطمأنينة ودفع الخوف والقلق"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2334 ، صحيح.
- ↑ رواه الوادعي ، في أحاديث معلة، عن الوليد بن الوليد بن المغيرة ، الصفحة أو الرقم:392 ، رجاله رجال الصحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3371، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم:2058، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5748 ، صحيح.
- ↑ "الطريقة الصحيحة لرقية الطفل الصغير"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2020.
- ↑ "12 Ways to Soothe a Crying Baby", whattoexpect, Retrieved 8/12/2020. Edited.
- ↑ "Does Your Child Cry All the Time? This Might Be Why…", yourkidstable, Retrieved 8/12/2020. Edited.