حرب البسوس
تميزت الجزيرة العربية قديمًا بالمناخ الصحراوي الجاف الذي أثر على طبيعتها ورحلاتها التجارية منها وإليها، كما أن غياب العقيدة والجانب الديني ساهم في خلق جو من التوتر والعصبية القلبية والرغبة بالدفاع عن الاسم والنسب والمال بعيدًا عن التعقل والحكمة التي أرساها الدين الإسلامي لاحقًا، ولقد كان لكل قبيلة من القبائل هالة خاصة تُحددها الكثرة العددية والهيبة والقوة والغنى حتى أن الكثير من القبائل كان يتخذ حدودًا خاصة لأفراده وهو ما ساهم في خلق العديد من الحروب والنزاعات ومنها حرب البسوس التاريخية الشهيرة، والتي سُميت بذلك على اسم إمرأة تدعى (البسوس)، وكان طرفاها هما بكر وتغلب ابني وائل من بني شيبان واستمرت لمدة 40 عامًا، ولا زالت الحرب حتى اليوم من أبرز الأمثلة على الحروب الرعناء التي افتقرت إلى سداد القول والرشاد في الفعل[١].
موقعة حرب البسوس
وقعت حرب البسوس في موقعة يُقال لها حمى ضرية وهي أحد أهم المواقع التاريخية الشاهدة على العصر الجاهلي، والتي سكنها عدد كبير من القبائل كما أنها كانت مركزًا للعديد من الولايات في العهد الإسلامي بعد البعثة النبوية الشريفة، إذ كان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعتبرها المكان المخصص لإبل الصدقة وظهر العزاه ومن هنا اتخذت اسمها على مر العصور، ويمكن تحديد هذا الموقع اليوم في منطقة القصيم التي تقع في المملكة العربية السعودية ومساحتها 1960 كم2، وتوجد فيها الكثير من عيون المياه العذبة والنقية وهو ما يبرر سكن العرب الأوائل فيها، وتقع على مقربة من العديد من المعالم والمواقع الطبيعية مثل منتزه النظيم ومنطقة حسلات والبكري، وهضبة الشرطة ومنطقة الشلالات وغيرها، وهي تابعة لمحافظ الراس وتبعد مسافة 190 كم عن محافظة الدوادمي ومسافة 90 كم عن محافظة عفيف[٢].
أحداث حرب البسوس
تضمنت أحداث قصة حرب البسوس العديد من المحطات التي أودت إلى تلك النتيجة السلبية، وفيما يلي سنقف عند قصتها بالتفصيل:
- حكم كليب بن ربيعة التغلبي منطقة حمى ضرية من شبه الجزيرة العربية وكان ملكًا قويًا وشجاعًا لكنه كان ذو غرور وصلف واضح، فبعد أن أنهى فتوحاته في اليمن وانتشر ذكره بين القبائل راح يضع القوانين والأحكام الظالمة.
- منع كليب على عشيرته الاقتراب من مراعيه واتخذ لنفسه أفضل المراعي وأوفرها عشبًا وخيرًا، كما أنه خصص لنفسه عيون ماء عذبة لماشيته وأخبر غلمانه والرعاة بألا يسمحوا لأحد بالاقتراب، كما أنه منع أحد من قومه أن يجير أي خائف أو شريد أو قادم وهو ما عارضته الأعراف والعادات العربية.
- كان أبناء عمومة كليب ذوي قوة وبأس ولكنهم خضعوا لقوانين كليب لألا يشتبكوا معه ويقال بين العرب أن أبناء العمومة حصل بينهم خصومة ونزاع.
- كانت هنالك إمرأة تدعى البسوس تترك ناقتها ترعى في مراعي كليب فعندما عرف بذلك كليب قتل ناقتها، فراحت البسوس تشتكي لجساس بن مرة ابن أختها.
- قتل جساس بن مرة كليب الذي كان زوج شقيقته آنذاك، فأقام شقيق كليب وهو الزير سالم حربًا حامية الوطيس استمرت لأربعين سنة وقتل فيه خلق كثيرون[٣].
- ↑ "حرب البسوس"، نادي العرب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-21.
- ↑ "أين جرت أحداث حرب البسوس"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-21.
- ↑ "حرب البسوس"، الحكواتي، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-21.