موقع كرواتيا
تقع كرواتيا في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة من منتصف القارة الأوروبيّة، وتتشارك بحدودها من الجهة الشماليّة الشرقيّة مع المجر، ومن الجهة الشرقيّة صربيا، ومن الجهة الجنوبيّة الشرقيّة البوسنة والهرسك والجبل الأسود، ومن الجهة الجنوبيّة الغربيّة البحر الأدرياتيكي، ومن الجهة الشماليّة الغربيّة سلوفينيا، والعاصمة للبلاد هي مدينة زغرب، وتتكوّن كرواتيا من حوالي ألف جزيرة بمساحات مختلفة، ويشار إلى أنّ عدد الجزر المأهولة بالسكان بصورة دائمة هو 48 جزيرة، ويسود كرواتيا المناخ القاري الذي يتميّز بكونه معتدل ودافئ وممطر، وتتراوح درجات الحرارة لتصل إلى 3 درجات مئويّة تحت الصفر في شهر كانون الأول، و18 درجة مئويّة في شهر حزيران، كما يبلغ عدد سكانها ما يقارب 4.19 مليون نسمة حسب إحصائيّات عام 2016 للميلاد، وفي سطور موضوعنا التالي سنتبين لكم بشيءٍ من التفصيل عن كرواتيا.[١]
تمتلك كرواتيا إقتصاد ذو دخل مرتفع، وتشكل السياحة ما نسبته 20 بالمائة من الدخل القومي، كما يهيمن قطاع الخدمات على المردودات الأكبر في الإقتصاد الكرواتي، ويليه القطاع الصناعي، والزراعي، ويعمل مواطنو البلاد في المجالات الصناعيّة المتمثلة ببناء السفن، وصناعة الأغذية، والمواد والعقاقير الصيدلانيّة، بالإضافة إلى الصناعة الكيمائيّة، والحيويّة، وصناعة الأخشاب، وتكنولوجيا المعلومات، ويشار إلى أنّ أكبر شريك تجاري لكرواتيا هو الإتحاد الأوروبي.[٢]
تاريخ كرواتيا
يعود تايخ كرواتيا إلى العصور الحجريّة القديمة، إذ كشفت التنقيبات الأثريّة عن وجود آثار لبشر بدائيون يعودون لأواسط العصر الحجري القديم خاصةً في منطقة كرابينا، بالإضافة إلى مقتنيات أثريّة تعود للعصر النحاسي والعصر الحجري الحديث، كما كان هناك بعض الآثار للعصر الحديدي، وشهدت هذه البلاد مجموعة من الأحداث والمجريات التاريخيّة، إلا أن أصبحت جزءًا من جمهورية يوغسلافيا الإشتراكيّة الإتحاديّة بعد انتهاء الحرب العالميّة الثانية، وقد أطلق عليها جمهوريّة كرواتيا الإشتراكيّة، وخضعت لحم حزب شيوعي واحد، وفي المقابل فقد كان لها قدرًا من الحكم الذاتي في ظل الإتحاد اليوغسلافي، وفي عام 1967 للميلاد نشر إعلان من قبل مجموعة الكتاب واللغويين الكراوتيّة للمطالبة بالتمتع بقدر من الاستقلاليّة للغة الكرواتيّة، وقد ساهم هذا الإعلان في نشوء حركة وطنيّة تطالب بتأمين حقوق مدنيّة أكبر، وتحقيق المزيد من اللامركزيّة في الإقتصاد اليوغسلافي، وقد بلغت هذه الحركة ذروتها في عام 1971 للميلاد، وواجهتها القيادة اليوغسلافيّة بالقمع، وفي عام 1974 للميلاد منحت قدرًا أكبر من الحكم الذاتي للجمهوريات الإتحاديّة من قبل الدستور اليوغسلافي لتوفير أسس قانونيّة لاستقلال تلك الجمهوريات، ثم واجهت يوغسلافيا فترة من توتر الحالة السياسيّة في ثمانينات القرن العشرين بعد المذكرة الصادرة من الأكاديميّة الصربيّة للعلوم والفنون عام 1986 للميلاد، وفي عام 1989 للميلاد شهدت البلاد موجة من الإنقلابات العسكريّة في أنحاء متفرقة ككسوفو والجبل الأسود وفويفودينا، ويقسم الحزب الشيوعي مع التقسيم الذي شهدته يوغسلافيا في عام 1990 للميلاد، وفي العام ذاته أجريت أول انتخابات متعددة الأحزاب في كرواتيا ليفوز فرانيو توجمان فيها، وهذا ما زاد التوتر في البلاد، وأعلنت كرواتيا استقلالها عام 1991 للميلاد لتدخل البلاد في حالة من التوتر وعدم الاستقرار من جديد، وخاضت حربًا للاستقلال من خلال شنّ هجوم على وحدات مختلفة من جيش يوغسلافيا وقوات شبه عسكريّة صربيّة، وفي تاريخ الخامس عشر من شهر كانون الأول لعام 1992 للميلاد حازت كرواتيا على اعتراف دبلوماسي لأعضاء السوق الأوروبيّة المشتركة، واعترافًا من الأمم المتحدة باستقلاليتها، وانتهت الحرب بذلك بانتصار كرواتيا في عام 1995 للميلاد، وأعيدت مناطقها المحتلة حسب إتفاق إردوت في شهر تشرين الثاني من نفس العام.[٢]
السياحة في كرواتيا
توجد في كرواتيا العديد من الأماكن السياحية التي يقصدها الزوار من أهمها ما يأتي:
- حديقة حيوانات زغرب: وهي الحديقة الرئيسيّة في البلاد، والتي تصل مساحتها إلى ما يقارب 17 فدانًا، وتقع داخل منتزه ماكسيمير في نفس المدينة، وتعد من أقدم حدائق الحيوانات الموجودة في كراوتيا، وتشهد هذه الحديقة إقامة مجموعة كبيرة من الحفلات الموسيقيّة ومعارض الفنون، وتضم هذه الحديقة عددًا كبيرًا من الحيوانات التي تنتمي للفصائل المتنوعة المتمثلة بالطيور والزواحف والثدييات، كما تحتوي على مساحات عشبيّة تنتشر فيها الأشجار والزهور، ويوجد فيها نوافير وبرك المياه، بالإضافة إلى تغريد العصافير مما يضفي على المكان سحرًا وجاذبيّة مميّزة.[٣]
- متحف ميمارا: يقع هذا المتحف في ساحة روزفلت، افتتح في نهاية القرن الماضي، ويعود تاريخ تشييد المبنى القديم له إلى القرن 19 للميلاد، وهو من المتاحف الفنيّة الموجودة في البلاد، والذي يضم ما يقارب 3000 قطعة فنيّة مميّزة متمثلة باللوحات والنصب التذكاريّة والتماثيل والحرف اليدويّة وغيرها، والتي تعبّر عن التراث الثقافي والفني للبلاد، ويتكوّن مبنى المتحف من 1500 قاعة، ومعرض منها ما هو دائم ومنها مؤقت.[٣]
- حديقة ماكسيمير: وهي من أهم المعالم السياحيّة الموجودة في مدينة زغرب الكرواتيّة، كما أنّها أقدم حديقة عامة، وهذا ما يجعلها جزءًا مهمًا من التراث الثقافي والتاريخي والإجتماعي لمدينة زغرب، وتحتوي هذه الحديقة على أنواع متنوعة وفريدة من النباتات والحيوانات العالميّة والمحليّة، وأهم ما يميّز هذه الحديقة وقوعها في منتصف المدينة، هذا بالإضافة إلى دخولها المجاني طوال أوقات السنة.[٣]
- حديقة زغرب النباتيّة: يعد تاريخ هذه الحديقة إلى ما يقارب 130 عامًا، وتحتوي على مجموعة كبيرة من الأشجار والنباتات النادرة التي يصل عددها إلى عشرة آلاف، بالإضافة إلى أنّها تضم بعض الطيور والزواحف المتمثلة بالبط والحمام والسلاحف وغيرها، وتوجد أيضًا برك المياه والبحيرات التي تضفي على الحديقة مشهدًا مميّزًا وصورة طبيعيّة ساحرة تخطف الأنفاس.[٣]
