محتويات
الأكراد
الأكراد من الأقليّات غير العربيّة الذين يمتد وجودهم ما بين شمال العراق وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا وشمال غرب إيران وجنوب غرب أرمينيا، ولم تكن لهم دولتهم المستقلّة إطلاقًا على مرّ التّاريخ، وعلى الرّغم من كونهم ينتمون إلى ذات العرق والثّقافة واللّغة، إلاّ أنّ اللّهجات تختلف باختلاف المناطق التي يسكنها الأكراد، ومن بين المناطق التي يسكنها الأكراد، سنسلّط الضّوء في هذا المقال على زاخو، للتعرّف على كل ما يتعلّق بها. [١]
موقع زاخو
تقع زاخو في إقليم كردستان العراق إلى الشّمال من مدينة دهوك، إذ تبعد عنها ما يقارب من 53 كيلومتر، بينما تبعد عن الموصل مسافة 114 كيلومتر، وتعد زاخو مدينة حدوديّة، تقع بالقرب من الحدود التركيّة والسوريّة، إذ يفصلها عن ناحية إبراهيم خليل التركية مسافة عشرة كيلومترات فقط، وتبعد عن الحدود السّوريّة مسافة 25 كيلومتر، وتنحصر مدينة زاخو بين سلسلتين جبليّتين طويلتين، يّطلق على السّلسلة الشّماليّة منها اسم الجودي، يعيش في زاخو الأكراد من الدّيانات الإسلاميّة، والمسيحيّة، واليزيديّة، وتتمتّع بالطّبيعة الخلاّبة، والشّلالات، وعيون الماء، والغابات الطّبيعيّة، والجبال التي جعلتها عامل جذب سياحي للكثير من الزوّار من جميع أنحاء العالم، فمن أبرز الأماكن السّياحيّة فيها ما يأتي:[٢]
- شرانش: تقع إلى الشّمال الشرقي من زاخو، وتتميّز باعتدار درجات الحرارة فيها، إذ لا تتجاوز عن 32 درجة مئويّة صيفًا، مما جعل منها مصيفًا يجذب الكثير من السيّاح، هذا بجانب وجود العيون المائيّة، والغابات الطّبيعيّة، والشّلالات التي يصل ارتفاع أعلاها إلى 25 مترًا، بالإضافة إلى وجود كهف صخري فيها يطلق عليه اسم كهف بهيري.
- كشاني: تقع في الجهة الشرقيّة من زاخو على بعد 37 كيلومتر عنها، تتمتّع بطبيعتها التي رفعت من أسهمها في القطاع السّياحي، فغاباتها دائمة الخضرة، وأنهارها عذبة، وهواؤها بارد منعش ونقي.
- جسر دلال: يقع في الجهة الشّرقية من مدينة زاخو، وهو أحد أبرز معالمها الأثريّة التّاريخيّة، ويشكّل همزة وصل بين ضفّتي نهر الخابور، بإجمالي طول يصل إلى 114 مترًا، وعرض يبلغ حوالي 4.75 مترًا، وأكثر ما يميّزه استخدام الحجارة المنحوتة في بنائه، فهو يتكوّن من قنطرة عالية كبيرة في وسطه، وأخرى صغيرة على جانبيه عددها خمس قنطرات مشيّدة من الأحجار الكلسيّة المنحوتة والمتراصفة بعضها بجانب بعض بتناسق.
فضلاء زاخو
يدين الأغلبيّة السّاحقة من سكّان زاخو بالدّيانة الإسلاميّة منذ بعيد الزّمان، وتوالى اعتناق الإسلام من الأجداد إلى الأبناء إلى عصرنا الحالي، ومن المنصف أن نذكر بعض الشخصيّات التّاريخيّة المهمّة التي تنتمي إلى زاخو، ومن أبرزهم: [٣]
- العلاّمة ابن حاجة الكشاني: ويعد آخر رواة الحديث عن صحيح البخاري عن الغربري.
- ابن الحاجب السّندي: وهو فقيه ورع، ونحوي متمكّن من الصّرف والبلاغة، ينتمي إلى المذهب المالكي، لوالد كان يعمل حاجبًا للأمير هو عزالدين موسك، وقد ألّف السّندي العديد من الكتب في النّحو والفقه، من أهمّها كتاب "الكافيه في النّحو والشّافية في الصّرف، وكتاب "مختصر المنتهى في أصول الفقه.
- الملاّ طاهر الخروي: وهو أحد جهابذة اللّغة العربيّة، فقد كان متمكّنًا في علومها، وكان الملاّ طاهر صوفي يتبع الطّريقة النقشبنديّة، وهو في الأصل من منطقة بادينان، ولكنّه انتقل آخر حياته زاخو حتى وافته المنيّة فيها.
- الملاّ يونس طه الزّاخوي: وكان يدرّس في الجامع الكبير في زاخو، بجانب تدريس علوم الدّين فيه، وشغل منصب مفتي للقضاء، إذ ينحدر من عائلة متديّنة، وضاربةً جذورها في زاخو.
- الملاّ أحمد الأفندي العقري: شغل منصب مدرّس وإمام معيّن من قبل دائرة الأوقاف، واستطاع أن ينهض بالتدريس في حقبته، حتى أصبحت زاخو محج طلاّب العلم من جميع المناطق المجاورة.