مغص الكبد

مغص الكبد
مغص الكبد

تعريف مغص الكبد

يظهر المغص الكبدي أو المراري على شكل ألم في الجزء الأوسط العلوي من البطن، وغالبًا ما ينجم هذا الألم عن تشكل حصى المرارة في قناة الصفراوية، التي تصل المرارة بالأمعاء الدقيقة، ويشير الخبراء إلى إمكانية أن يزول الألم في حال نزول الحصى إلى الأمعاء الدقيقة، وتحوم وظيفة قنوات الصفراء حول إيصال العصارة الصفراوية وإنزيمات الهضم من الكبد، والمرارة، والبنكرياس إلى الأمعاء الدقيقة، وعادة ما تخزن المرارة بعضًا من العصارة الصفراوية، لكنها ما تلبث حتى تنقبض وتطرح ما في داخلها إلى الأمعاء الدقيقة بعد تناول الطعام[١]، ويشير الخبراء إلى أن أغلب نوبات مغص الكبد تزول بعد انقضاء 1-5 ساعات من بداياتها، لكن المعاناة من آلام البطن الخفيفة قد تستمر إلى حوالي 24 ساعة من بعد ذلك[٢].


أسباب مغص الكبد

تختلف حالة مغص الكبد عن حالة حصى المرارة على الرغم من أن مغص الكبد ينجم في كثير من الأحيان عن حصى المرارة، لكن ليس شرطًا أن تكون حصى المرارة مسؤولة عن مغص الكبد؛ فحوالي 5-20% من الأفراد المصابون به قد يكونوا يُعانون من أعراض انسداد قناة الصفراء، لكن ليس بسبب حصى المرارة، كما يُمكن لكثير من الأفراد المصابون بحصى المرارة ألا يُعانوا من حدوث مغص المرارة أو الكبد؛ إذ يشير الخبراء إلى أن ثلث الأفراد المصابين بحصى المرارة فقط يُعانون من مغص الكبد، والباقي قد يكون لديهم ما يُعرف بحصى المرارة الصامتة أو العرضية، وعلى العموم فإن خطر الإصابة بمغص الكبد يزيد عند الحوامل، والأفراد الذين فقدوا الكثير من الوزن بسرعة، وعند المصابين بداء السكري، وعند النساء اللواتي يأخذن حبوب منع الحمل أو علاجات الإستروجين[٣].


أعراض مغص الكبد

يشكو المصاب بمغص الكبد من الألم والضغط في الجزء العلوي من البطن، ويتركز الألم في المنتصف العلوي من البطن تحت عظم الصدر أو القص، أو في الجزء العلوي الأيمن من البطن بالقرب من المرارة والكبد، وقد ينعكس الألم عند بعض الأفراد ليصل إلى الكتف الأيمن، كما قد يُرافق الألم غثيان وتقيؤ، ومن الشائع أيضًا أن يظهر الألم بعد تناول الوجبات الدهنية التي يُمكنها تحفيز حاجة الجهاز الهضمي للصفراء، ويمكن أيضًا للألم أن يحدث عند صيام الأفراد عن تناول الطعام لفترة ثم التوقف عن ذلك فجأة وتناول وجبة كبيرة[٢].


تشخيص مغص الكبد

يتخصص أطباء الجهاز الهضمي بتشخيص وعلاج مغص الكبد، وغالبًا ما يلجؤون إلى تحري التاريخ المرضي للمريض، وإجراء الفحوصات المخبرية، واستعمال الفحوصات التصويرية لتشخيص مغص الكبد، ويُعرف التصوير بالموجات فوق الصوتية بكونه أفضل الطرق لتشخيص مغص الكبد، وفيه يستخدم الطبيب موجات صوتية يُمكنها الكشف عن وجود حصى الكلى، لكن هنالك بعض الأطباء الذين قد ينصحون باستعمال التصوير الطبقي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي من أجل الوصول على تشخيص دقيقة لمغص الكبد[١].


علاج مغص الكبد

تحتاج حالات مغص الكبد إلى علاج بسبب طبيعته الصعبة واحتمالية تكرار حدوث نوبات منه مرة أخرى، ويشير الخبراء إلى احتمالية أن ترجع حصى المرارة مرة أخرى خلال 5 سنوات في حال عدم إزالة المرارة، لذلك فإن اللجوء لاستئصال المرارة هو أكثر العلاجات شيوعًا لإيقاف مغص الكبد من الحدوث مرة أخرى، ومن المعروف أن المرارة ليست عضوًا حيويًا وبإمكان الجسم إتمام وظائفه بدونها، وتُقسم العمليات الجراحية المرتبطة باستئصال المرارة إلى نوعين رئيسيين، هما[٤]:

  • عملية استئصال المرارة بالمنظار: تنطوي هذه العملية على إحداث أكثر من شق واحد في البطن للسماح بإدخال كاميرا صغيرة لمساعدة الجراح على تعيين مكان المرارة وإزالتها.
  • عملية استئصال المرارة المفتوحة: يلجأ الجراح إلى هذه العملية في حال التهاب المرارة، وفيها يعمل الجراح شقًا بطول 10-15 سنتمتر في البطن لإزالة المرارة.

ومن الجدير بالذكر هنا أن المريض سيكون تحت التخدير العام أثناء العملية، لكن في حال كان إجراء العملية غير ممكنًا لسبب ما، فإن الطبيب سيحاول استخدام الأدوية، التي لن تكون فعالة لإزالة حصى المرارة الكبيرة، وإنما الحصى الصغيرة فقط، لذلك فقد يلجأ الطبيب إلى تقنية تفتيت الحصى باستخدام الموجات الصادمة، وفيها تُستخدم الموجات فوق الصوتية لإجاد الحصى ثم توجيه موجات صادمة خلال الجسم لتفتيت الحصى، دون الحاجة لعمل شق جراحي في الجلد.


انتشار مغص الكبد

يقدر الخبراء وجود حصى المرارة التي تؤدي إلى مغص الكبد ما بين 10-20% عند البالغين، منهم حوالي 1-3% فقط يظهر لديهم أعراض، أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن حوالي 500 ألف فرد بحاجة إلى إجراء عملية استئصال المرارة بسبب الإصابة بأنواع مختلفة من أمراض المرارة، ويؤكد الخبراء على أن نسبة المعاناة من مغص الكبد ترتفع بين النساء لمساهمة هرمون الإستروجين بتشكيل حصى المرارة، كما يؤكدون على أن للسمنة وارتفاع مستويات الكوليسترول دورًا في الإصابة بمغص الكبد[٥].


المراجع

  1. ^ أ ب Elaine K. Luo, MD (2-6-2017), "Everything You Should Know About Biliary Colic"، Healthline, Retrieved 10-12-2018. Edited.
  2. ^ أ ب "Biliary Colic", Drugs,21-5-2018، Retrieved 10-12-2018. Edited.
  3. Lindsey Marcellin, MD, MPH (25-1-2010), "When Gallbladder Problems Lead to Biliary Colic"، Everyday Health, Retrieved 10-12-2018. Edited.
  4. Daniel Murrell, MD (27-12-2017), "Biliary colic: Causes and treatment"، Medical News Today, Retrieved 10-12-2018. Edited.
  5. Nalin Dayal, Marcelle Meseeha (15-11-2018), "Biliary Colic"، National Center for Biotechnology Information, Retrieved 10-12-2018. Edited.

فيديو ذو صلة :