محتويات
ما مراحل شفاء الحروق؟
تؤدي الحروق إلى تدمير طبقات الجلد بأعماق وبمستويات متفاوتة أيضًا، وعادةً ما تتباين الجروح من ناحية سرعة التئامها اعتمادًا على درجة الحرق وشدته؛ إذ تلتئم الحروق الخفيفة بسرعة وبوتيرة شبيهة بالتئام الجروح، ومن ثم تقوم خلايا الدم البيضاء الموجودة تحت الطبقة المصابة بمهاجمة البكتيريا لمنع حدوث أي التهاب، لتنمو طبقة جديدة من الجلد من حواف الحرق،[١] وغالبًا تلتئم الحروق السطحية من الدرجة الأولى ابتداءً من النسيج الظهاري لبُصيلات الشعر والموجود في طبقة الأدمة، وتتراوح مدة الشفاء بين 5-7 أيام، أما في الحروق العميقة من الدرجة الثانية والحروق من الدرجة الثالثة فإن شفاؤها يتطلب تكوين ما يُعرف بالنسيج الظهاري لطباقات الجلد العميقة،[٢] وتمر جميع أنواع الحروق على اختلاف درجاتها بأربعة مراحل للشفاء وهي:[٣]
- مرحلة الإرقاء: يتعرض الجلد المحروق إلى تضيّق في الأوعية الدموية كنوع من الاستجابة لوقف النزيف، كما تتجمع الصفائح الدموية وعدد من عوامل التخثر التي تُنتج من الخلايا المُحفزة على التخثر، ويتم تحفيز إنتاج بروتين البروثرومبين على شكل ثرومبين بصورة مشابهة للفبرينوجين، الذي يتحول إلى الفبرين الذي يتراكم بدوره في موضع الحرق بهدف وقف النزيف، كما يتعاون كل من مركبات السيتوكينات وعوامل النمو الأخرى- مثل عامل النمو المشتق من الصفائح الدموية، وعامل نمو البشرة، وعامل النمو المحوّل بيتا، وعامل النمو الشبيه بالأنسولين-1، وعامل الصفائح الدموية الرابع- في إتمام عملية التئام الجروح.
- المرحلة الالتهابية: تستغرق هذه المرحلة حوالي 24 ساعة بعد إصابة الجلد وتستمر لعدة أيام أو أسابيع وذلك اعتمادًا على شدة الإصابة، فبعد إنتهاء مرحلة إغلاق الجرح ووقف النزيف تقوم الصفائح الدموية بإفراز مادة كيميائية لتنشيط الخلايا الملتهبة لحثها على التئام الجروح، وتُفرز إنزيمات معينة من غشاء الخلية لتحفيز إنتاج مركبات البروستاجلاندين والليوكوترينات، كما تفرز الأنسجة المحيطة بالجرح والخلايا البطانية الشعرية الهيستامين الذي يخترق جدار الشعيرات الدموية ويزيد من الفراغ داخل الخلية، وهذا بدوره يسمح بزيادة انتقال السوائل من الشعيرات الدموية إلى محيط الخلية، وينتج عن ذلك ما يُعرف بالوذمة، وخلال علمية انتقال السوائل إلى الخلية تعمل السيتوكينات على تعزيز الاستجابة المناعية الخلوية، من خلال تحفيز دخول خلايا الدم البيضاء مثل البلاعم، والعدلات، والخلايا الأحادية إلى الجرح، لتقوم العدلات بالتخلص من جميع الخلايا الميتة باستخدام إنزيمات البروتياز التي تعمل على تحلل خلايا الدم البيضاء، وتتحول الخلايا الأحادية إلى بلاعم للتخلص من الخلايا والبكتيريا الميتة، كما تعمل عوامل النمو بما في ذلك عوامل تكون الأوعية الدموية على تحفيز الخلايا البطانية للجرح المحيط بالشعيرات الدموية؛ مما يؤدي إلى إنتاج شعيرات دموية جديدة، بالإضافة إلى الخلايا الليفية التي تنتقل إلى موضع الحرق للتكاثر.
- المرحلة التكاثرية: في الحروق ذات الثخانة الجزئية تحدث عملية الاندمال بفعل تكوّن النسيج الظهاري من بقايا الجلد الموجود في الأدمة بعد ساعات قليلة من الإصابة، وتحتاج هذه العملية حوالي 5-7 أيام لتغطية الحرق بالكامل، وفيما بعد تتشكل منطقة الغشاء القاعدي بين الأدمة والبشرة، ويساعد تكوين الأوعية الدموية وتكوين الألياف على إعادة تكوين الجلد، أما في الحروق العميقة يتم استئصال الحرق وإعطاء ترقيع الجلدي.[٢]
- مرحلة إعادة البناء: وهي المرحلة الأخيرة من مراحل شفاء الحرق، ويحدث خلالها نضوج الندبة؛ إذ تتجمع البروتينات الهيكلية الليفية وهي الكولاجين والإيلاستين حول العضلات الظهارية والبطانية والملساء على شكل مصفوفة خارج الخلية، وفيما بعد يتم إعادة تشكيل هذه المصفوفة خارج الخلية وتحويلها إلى نسيج نُدبي، وتصبح الأرومة الليفية وهي النمط الظاهري للأرومة الليفية العضلية مسؤولة عن تقلص حجم الندبة، أما في الحروق العميقة من الدرجة الثانية والحروق كاملة الثخانة التي تُترك لتشفى بنفسها فإن هذه المرحلة تحتاج لوقت أطول قد يمتد لسنوات.[٢]
ما أنواع ودرجات الحروق؟
أنواع الحروق
تحدث الحروق نتيجةً لتعرض الجسم لمستوى عالٍ من الطاقة، وتُقسم أنواع الحروق إلى عدة أقسام بناءً على مصدر الطاقة المُسبب لها، وفيما يلي نوضحها لك:[٤]
- الحروق الحرارية: وهي الحروق الناتجة عن مصادر الحرارة الخارجية التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجلد والأنسجة، مما يُسبب موت خلايا الأنسجة أو تفحّمها، ومن الممكن أن تُسبب المعادن الساخنة، والسوائل الحارقة، والبخار، واللهب عند ملامستها للجلد حروقًا حرارية.
- الحروق الإشعاعية: وهي حروق ناتجة عن التعرض الطويل لأشعة الشمس فوق البنفسجية أو مصادر أخرى للإشعاع مثل الأشعة السينية.
- الحروق الكيميائية: التي تدل على الحروق الناتجة عن الأحماض القوية أو القلويات أو المنظفات أو المذيبات التي تلامس الجلد والعينين.
- الحروق الكهربائية: وهي الحروق الناتجة عن التيار الكهربائي سواء التيار المتردد AC أو التيار المباشر DC.
درجات الحروق
هنالك ثلاثة درجات للحروق تتفاوت في شدتها وأعراضها وسرعة التئامها، وهي:[٥]
- حرق الدرجة الأولى: تُسبب حروق الدرجة الأولى ضررًا بسيطًا للجلد، وتُعرف باسم بالحروق السطحية لأنها تؤثر فقط على الطبقة الخارجية من الجلد، لذا فإن أعراض الحرق وعلامته تختفي عند تساقط خلايا الجلد، وعادةً ما تلتئم حروق الدرجة الأولى خلال 7 إلى 10 أيام دون أن تُشكل ندوبًا ظاهرة، ومن علامات حرق الدرجة الأولى ما يلي:
- احمرار الجلد والألم.
- التهاب طفيف أو تورم.
- تقشير الجلد الجاف أثناء شفاء الحرق.
- حرق الدرجة الثانية: تُعد حروق الدرجة الثانية أكثر خطورة من الدرجة الأولى؛ لأن الضرر يمتد أعمق من الطبقة الخارجية للجلد، ويتسبب هذا النوع من الحروق في ظهور تقرحات في الجلد وتصبح شديدة الاحمرار، وتنفتح بعض البثور مما يعطي الحرق مظهرًا رطبًا، وبمرور الوقت قد تظهر على الجرح أنسجة سميكة وناعمة تشبه القشرة تُعرف بالإفرازات الليفية، ومن الضروري المحافظة على نظافة الحرق وتضميده بشكل صحي لمنع العدوى والمساعدة على التئام الحرق بشكل أسرع، وغالبًا ما تتراوح مدة شفاء حروق الدرجة الثانية بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع دون تشكّل الندوب، لكن مع حدوث تغيرات صبغية على الجلد في بعض الأحيان، وكلما كانت البثور سيئة كانت مدة الشفاء أطول، وفي بعض الحالات الشديدة يحتاج المريض لترقيع الجلد لإصلاح الضرر لديه، ويتم ذلك من خلال أخذ الجلد السليم من منطقة أخرى من الجسم ونقله إلى موقع الجلد المتضرر.
- حرق الدرجة الثالثة: تؤثر حروق الدرجة الثالثة على جميع الطبقات العميقة من الجلد، ولهذا فإنها تُعرف كذلك باسم الحروق كاملة الثخانة، وينتج عنها تحول الجلد إلى اللون الأبيض أو الأسود، وقد يكون الجلد فيها مُخدرًا أيضًا.[٦]
ويمكن تقسيم الحروق أيضًا إلى قسمين حسب شدتها، هما:[٦]
- الحروق الطفيفة: وتشمل حروق الدرجة الأولى في أي مكان من الجسم، وحروق الدرجة الثانية التي يبلغ عرضها أقل من 5 إلى 7.5 سم.
- الحروق الكبيرة: وتشمل حروق الدرجة الثالثة، وحروق الدرجة الثانية التي يزيد عرضها عن 5 إلى 7.5 سم، وحروق الدرجة الثانية في اليدين، أو القدمين،أو الوجه، أو الفخذ، أو الأرداف، أو فوق أحد المفاصل الرئيسية.
طرق منزلية لعلاج الحروق الخفيفة
هنالك مجموعة من الطرق المنزلية الفعّالة التي يمكن اتباعها لعلاج الحروق الدرجة الأولى والثانية الخفيفتين، ومنها:[٧]
- تعريض الحرق للماء البارد: يساعد تعريض الحروق من الدرجة الأولى أو الثانية للماء البارد لمدة 20 دقيقة على تبريد الجلد، وتهدئة الحرق، ومنع حدوث المزيد من الضرر، كما أنه يقلل أو يوقف الألم، ويمنع الحرق من الانتشار وإلحاق الضرر بطبقات الجلد الداخلية.
- تنظيف الحرق: بعد استخدام الماء البارد عليك تنظيف الحرق جيدًا، ويُفضل استخدام صابون خفيف مضاد للبكتيريا لكن مع تجنب الفرك الشديد بالطبع، وتُعد هذه الخطوة ضرورية لمنع انتشار العدوى البكتيرية.
- الضمادات: غالبًا لا يتطلب الحرق من الدرجة الأولى والثانية استخدام الضمادات لتغطيته، لكن إذا كان هنالك بثور مفتوحة فيُفضل تغطيتها، وإذا شعرت أن مكان الحرق مُعرض للاحتكاك والأوساخ فيمكن استخدام الضمادة ولفها بشكل غير محكم، لكن من الأنسب تجنّب وضع الضمادات اللاصقة مباشرة على الجرح.
- كريمات المضادات الحيوية: تُستخدم الكريمات التي تحتوي على المضادات الحيوية لمعالجة بثور الحروق المفتوحة، وقد تساعد في منع العدوى والتئام الحرق بشكل أسرع، ويُنصح بتغطية البثور بعد وضع الكريم عليها لحماية الجرح من العدوى.
قد يُهِمَُكَ: الإسعاف الأولي للحروق الشديدة قبل التوجه للمستشفى
تُساهم الإسعافات الأولية السريعة في التقليل من مدى الحروق ودرجة تعمقها في الجلد، وفيما يلي أبرز التعليمات الواجب اتباعها لإسعاف شخص تعرض لحروق شديدة قبل التوجه للمستشفى:[٨]
- ابعاد المُصاب عن مكان الحرق ونقله إلى مكان آمن، ووضعه مستلقيًا على الأرض مع إبقاء الجانب المحترق للأعلى.
- تبريد الحرق بماء بارد لمدة 10 دقائق لتخفيف الحرارة والألم، لكن استخدام الثلج أو الماء المثلج يؤدي إلى تخدير المنطقة المصابة وتضييق الأوعية الشديد، مما يُسبب الضرر الكبير للأنسجة، كما أن انخفاض حرارة الجسم بشكل كبير نتيجةً لاستخدام الثلج يُشكل خطرًا كبيرًا على حياة المُصاب.
- إزالة جميع الملابس المحترقة عن المُصاب بحذر، وترك القماش الذي ذاب وتمسك بالحرق في مكانه.
- تجنّب فتح أي بثور وترك الأمر لأخصائي الحروق.
- تجنّب وضع أي أدوية، أو مراهم، أو كريمات، أو السمن، أو معاجين الأسنان، أو الزبدة، أو غيرها من المواد اللزجة على جرح الحرق؛ إذ تؤدي ذلك إلى تدهور الوضع وزيادته سوءًا.
- تجنّب تعريض المُصاب للصدمة، والتي من علاماتها التنفس البطيء، وشحوب البشرة، والإغماء.[٩]
- لا تضع وسادة تحت رأس المُصاب إذا كنت تعتقد أنه مُصاب بحروق في مجرى الهواء.
- تجنّب إعطاء المُصاب أي شيء ليبتلعه.
المراجع
- ↑ "Healing process for burns", healthpartners, Retrieved 23/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت V. K. Tiwari (1/5/2012), "Burn wound: How it differs from other wounds?", Indian J Plast Surg., Issue 2, Folder 45, Page 364-373. Edited.
- ↑ Sitthiphon Bunman (1/9/2017), "BURN WOUND HEALING: PATHOPHYSIOLOGY AND CURRENT MANAGEMENT OF BURN INJURY", The Bangkok medical journal, Issue 2, Folder 13, Page 91. Edited.
- ↑ "What Are the Different Types of Burns?", stanfordhealthcare, Retrieved 23/12/2020. Edited.
- ↑ April Kahn (7/3/2019), "Burns: Types, Treatments, and More", healthline, Retrieved 23/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Burns", medlineplus, 22/12/2020, Retrieved 23/12/2020. Edited.
- ↑ Jenna Fletcher (7/6/2019), "What home remedies can treat my burn?", medicalnewstoday, Retrieved 23/12/2020. Edited.
- ↑ Prabhat Shrivastava and Arun Goel (1/9/2010), "Pre-hospital care in burn injury", Indian J Plast Surg., Folder 43, Page 15-22. Edited.
- ↑ Scott Frothingham (28/3/2019), "Performing First Aid for Burns", healthline, Retrieved 23/12/2020. Edited.