ما حكم التبول واقفًا للرجل؟

ما حكم التبول واقفًا للرجل؟
ما حكم التبول واقفًا للرجل؟

حكم التبول واقفاً للرجل

كثيراً ما يسأل الناس عن الأحكام المتعلّقة بالطهارة والاستنجاء ونحو ذلك، ومنها مسألة التبول بهيئة الوقوف للرجال وحكمها، ويجدر بالذّكر إلى أنّ حكم التبوّل واقفاً للرجل إذا كان لعذرٍ وضرورة فهو جائز بلا خلاف،[١] أما إذا كان ذلك لغير عذرٍ فقد تعدّدت آراء الفقهاء في ذلك، وإليك عزيزي القارئ بيان أقوالهم مع ما استندوا عليه من الأدلّة الشرعية:

القول الأول: جواز التبوّل واقفاً للرجل

يجوز للرجل التبوّل واقفاً بلا كراهة، بشرط أن يأمن من اطّلاع أحدٍ على عورته، وإذا أصابته النّجاسة وجب عليه أن يطهّر موضع ذلك عند أداء الصلاة ونحوها من العبادات، وهذا هو قول الحنابلة والمالكية، وقد استحبّ بعض المالكية الجلوس أثناء التبوّل، ولكن قالوا لا يعني ذلك عدم جواز فعل ذلك بهيئة الوقوف، واستدلّ مَن قال بالجواز بما يأتي:[٢]

  • الأصل في الأمور الإباحة، ولا يوجد دليل شرعي صحيح ينهى عن تبوّل الرّجل واقفاً.
  • ما أخرجه البخاري عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: (أَتَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا، ثُمَّ دَعَا بمَاءٍ فَجِئْتُهُ بمَاءٍ فَتَوَضَّأَ).[٣]
  • ما جاء عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أتى على سُباطةِ بَني فُلانٍ، فبال قائمًا، قال حَمَّادُ بنُ أبي سُلَيمانَ: ففَحَّجَ رِجلَيه).[٤]
  • ما جاء من الآثار عن الصحابة، فعن أبي ظبيان قال: "رأيت عليًا بال قائمًا، ثم توضأ، ومسح على نعليه، ثم أقام المؤذن، فخلعهما"، وقال زيد: "رأيت عمر بال قائمًا"، وعلّق بعض المحدّثين بصحّة هذين الأثرين.

القول الثاني: كراهة التبوّل واقفاً للرجل

يُكره التبوّل قائماً للرجال إذا كان ذلك بغير عذر، وهو قول الحنفية والشافعية،[٥] وقد بيّن النوويّ أن أكثر الأحاديث الواردة في النّهي ضعيفة، باستثناء حديث السيّدة عائشة -رضي الله عنها- والذي تنفي فيه أنّ النبيّ بال قائماً.[٦]

والحديث هو: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (مَن حدَّثَكُم أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يَبولُ قائمًا فلا تُصدِّقوهُ، ما كانَ يبولُ إلَّا قاعدًا)،[٧] ويرى بعض أهل العلم أنّ هذا الحديث فيه ضعف ولكنّه أصحّ شيءٍ ذُكر فيما استدلّ به الفقهاء في هذا الباب.[٥]

ويَرى أصحاب هذا القول أنّ التبوّل قائماً لغير عذرٍ مكروه لأنّه قد يؤدّي إلى تطاير النّجاسة إلى ثياب والجسم أيضاً، وقد قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عندما مرّ على قبرين: (أما إنَّهُما لَيُعَذَّبانِ وما يُعَذَّبانِ في كَبِيرٍ، أمَّا أحَدُهُما فَكانَ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ، وأَمَّا الآخَرُ فَكانَ لا يَسْتَتِرُ مِن بَوْلِهِ).[٨][٩]

حكم بال فأصابه رذاذ البول

مَن بال وشكّ بإصابته بشيءٌ من رذاذ بوله فالأصل الطهارة، أمّا إذا غلب على ظنّه أو تيقّن بإصابته بشيءٍ من هذا الرّذاذ وجب عليه أن يُطهّر مكان ذلك ويغسل موضع النّجاسة قبل تعبّده،[١٠] أمّا إذا كان الرذاذ يسيراً جداً فهل يُعفى عن ذلك؟ وتوضيح ذلك -عزيزي القارئ- فيما يأتي:[١١]

  • يرى الكثير من العلماء كالشافعية وغيرهم أنّه لا يُعفى عن يسير نجاسة البول.
  • يرى الحنفية أنّه يُعفى عن اليسير جداً من ذلك الذي لا تُدركه العين عندما يُصيب الثياب؛ وذلك لمشقّة التحرّز منه.
  • يرى جمعٌ من العلماء أنّ الأحوط هو التطهّر من رذاذ البول اليسير حتى يتيقّن المسلم زواله عنه، وذلك خروجاً من الخلاف وطلباً للسلامة والبراءة.

المراجع

  1. "حكم البول واقفاً"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 9/11/2022. بتصرّف.
  2. دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 120-124، جزء 7. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:224، صحيح.
  4. رواه أحمد، في المسند، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:18150، قال الأرناؤوط صحيح من حديث حذيفة.
  5. ^ أ ب "حكم البول قائماً"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 9/11/2022. بتصرّف.
  6. "حكم التبول قائماً، والاستنجاء لكل صلاة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/11/2022. بتصرّف.
  7. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:12، صححه الألباني.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:292، صحيح.
  9. "ما حكم تبول الشخص وهو واقف؟"، دار الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 9/11/2022. بتصرّف.
  10. "حكم البول قائما وما يجب على من أصابه من رذاذه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/11/2022. بتصرّف.
  11. "هل يعفى عن النجاسة اليسيرة؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 9/11/2022. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :

61 مشاهدة