الهدايا
تختلف طريقة الإنسان في التعبير عن مشاعره بطرق مختلفة، التي منها الهدية. فالهدية شكل من تمثيل الحب، والشكر، والامتنان يقدمها صاحب الهدية إلى متلقيها، الذي يقدّرها ويعلم أنها بقيمتها المعنوية وليست المادية. ومع الوقت اختلفت الأشكال التعبيرية في قوالب الهدية نتيجة ظهور العديد من الأفكار الريادية حول كيفية تقديم الهدية بطريقة مبتكرة وخلّاقة تدهش المُهدى إليه، وتكون ذكرى لا تنسى. ويكثر تداول الهدايا في الكثير من المناسبات؛ كالأعياد: مثل عيد الأم، وعيد الميلاد، والحفلات؛ مثل: حفلات الزواج، والنجاح.[١]
تعريف الهدايا
الهدايا في اللغة جمع (هَديّة)، وتعني ما يقدم إلى شخص من الأغراض توددًا له وإكرامًا، أو لمناسبة خاصه به.[٢] وأما اصطلاحًا فهي عبارة عن تعبير شاعريّ يندرج ضمن أحد لغات الحب المتعددة لتحقيق التواصل الإنساني والوجداني لأشخاص زاد الشوق والحنين لهم، فالحرص في اختيارها يدل على مدى الاهتمام والمحبة للآخر، فهي فن تعكس حضارة وثقافة الشعوب المختلفة.[٣]
نبذة عن الهدايا في التاريخ
تقول الروايات إن المصريين القدماء هم أول من ابتكر فكرة هدية. ومثال ذلك الأهرامات (إحدى عجائب الدنيا السبع)، إذ كانت هدية في شكل مقبرة تعكس مدى اعتزاز الإنسان بنفسه وبمكانته فكافأ نفسه. واشتهرت الأسر الفرعونية بتقديم الهدايا في شكل حليّ ومجوهرات؛ لاكتشافهم مدى تأثيرها في نفسية الإنسان ورفع معنوياته، وكانت تقدم في المناسبات؛ مثل: موسم الحصاد، وفيضان النيل، وغيرها. وأما تغليف الهدايا فكان باستخدام أوراق البردي، وأوراق شجر السنارية. وأما في الحضارة الصينية، فالهدايا كانت يدوية الصنع؛ مثل: الفخاريات، والجداريات، والسجاد. وكانت تغلف بأوراق الموز بعد إعادة معالجتها بطرق مختلفة وتربط بخيوط الفضة الخالصة، كذلك من تكون الهدية معنوية؛ مثل قصيدة مكتوبة على الحرير الطبيعي وإطارها من الذهب الخالص. وأما عند الحضارة اليابانية تكون كاللؤلؤ، والحرير، ومغلفة بأوراق مخلوطة بالحرير وخيوط الفضة أيضًا. وفي أوروبا تستخدم الزهور رمزًا تعبيريًا رومانسيًا للمحبوب، وتقدم في هيئة هدية، إذ تغلف عبر أوراق الشجر العريضة مع تداخل أقمشة الخيش المعالج والملون بألوان مختلفة.[٣]
تغليف الهدايا
تختلف طرق تقديم الهدايا وشكلها من شخص لآخر اعتمادًا على عوامل متعددة؛ ومنها: مكانة الشخص، والمناسبة، وسعر الهدية. ويعد تغليف الهدايا من الأفكار المتداولة منذ القدم لإضافة رونق فريد جذاب إلى المهدى إليه. فقد تكون الهدية بسيطة أو غير غالية، لكن طريقة تغليفها عكست معانيها وتثير الإعجاب. لذلك تنوعت الطرق في تغليف الهدايا؛ فمنها: استعمال الشرائط اللامعة والملونة مع شكل نجمة، أو استعمال الورق بألوانه وأشكاله المتعددة، وغيرها.[٤][٥]
طرق تغليف الهدايا
تنتشر الوسائل المتبعة في تغليف الهدايا بناء على ثقافة البلد، وميول الشخص، ومكانة الشخص المُهدى إليه، وغيرها الكثير. وفيما يلي ذكر لأبرز الأفكار المستخدمة في التغليف اعتمادًا على:
- اللون، فالألوان تختلف باختلاف نوعية المناسبة، وما يفضله الشخص. فاللون الأبيض يشمل العائلة والأصدقاء وكل المناسبات بشكل عام، وأما اللون الأحمر فهو تعبير عن علاقة خاصة ومميزة؛ مثل: الخطيب، والزوج. والألوان الفاتحة إجمالًا تكون للفتيات، وأما الألوان الغامقة فهي تكون في العلاقات الرسمية؛ مثل: زملاء العمل، ومدراء العمل.
- مادة التغليف، تؤثر مادة التغليف في مدى جاذبية الهدية ورونقها، فهناك أغلفة تكون قيمتها مثل الهدية وأكثر؛ لأنها عكست جمالًا خاصًا تدفع الشخص للاحتفاظ بها، ومن أمثلتها: التغليف بالقماش الفاخر، والصوف، والورود، والستان، والشيفون، وورق ألمنيوم، والورق.
- عدد الهدايا، في حال شراء أكثر من هدية فإنها توضع في علبة، أو سلة مصنوعة من مواد مختلفة؛ كالقماش، أو البلاستيك، أو الورق المقوى، ويجرى تغليفها بالشرائط المناسبة لطبيعة السلة.
- طرق أخرى، بدلًا من تغليف الهدية توضع داخل أكياس القماش، حيث كتابة اسم الشخص المقدمة إليه الهدية، مع وجود الرسوم والزخارف، وتكون مصنوعة من الخيش أو الكتان.[٤][٥]
صنع صندوق الهدايا
يوجد العديد من الوسائل البسيطة المتبعة في صنع صندوق الهدايا، إذ تكون موادها متوفرة وبسعر معقول، وفيما يلي ذكر لواحدة من هذه الطرق:
- المواد والأدوات، كرتون مقوى خالٍ من الكتابات، أو الرسومات، أو الألوان، وحلقة معدنية ذات شكل دائري؛ مثل: الختم الدائري، أو استخدام أزرار ملابس، وثقابة ورق (خرامة)، وأداة حادة لقطع الورق؛ مثل (Cutter) أو مقص، ومجموعة حبال رقيقة ذات ألوان مختلفة.[٦]
- خطوات العمل
تتضمن عملية تصنيع صندوق الهدايا ثلاث مراحل، وهي كالآتي:
- المرحلة الأولى، تكوين الصندوق؛ ويُصنّع أولاً باستخدام بالورق (لا يهم الحجم) ويُرسَم خطان مائلان في زاويتيّ الورقة المقابلتين لبعضهما، بحيث تشكيل علامة X كبيرة، ولا يهم ظهورها لأنها تكون مخفية وموجودة إلى الداخل. ثانيًا: يجرى عمل ثنيات الورقة مع مراعاة أن تكون متماثلة في الجوانب، إذ يجرى ثني أحد الزوايا باتجاه نقطة تلاقي الخطين في شكل حرف X مع تكرار العملية للجوانب الأخرى، مما يؤدي إلى تشكيل مربع صغير داخل الورقة. وتكرار الخطوة ذاتها مع الزوايا أو الثنيات الأخرى إلى حين الحصول على عدة مربعات داخل الورقة. ثالثًا: ثني أحد الأركان والمقابل لها إلى منتصف المربع مع لصقها جيدًا بالوسط المقابل للمربع. رابعًا: يجرى استخدام المقص لإجراء قص في ركنَي الورقة إذ يوجد في طرف كل منهما مثلث، حيث قص جانبيهما إلى نقطة الالتقاء بين المربعات والثنيات. خامسًا: تشكيل الضلعين الطويلين وثنيهما لتكوين جوانب الصندوق مع ثني الأجزاء المقصوصة حتى تلتقي في المنتصف، ثم ثني المثلث الخارجي عليهم مع لصق الجوانب الداخلية بعضها ببعض لتكوين أربعة جوانب.
- المرحلة الثانية، مرحلة تكوين غطاء الصندوق، وذلك من خلال استخدام ورقة لكن بحجم أكبر من الورقة التي استخدمت في تشكيل الصندوق، وبالخطوات نفسها باستثناء خطوة عمل الثنيات، إذ تكون بعيدة عن نقطة المنتصف بحوالي 0.5 سم ليكون الغطاء بحجم أكبر من الصندوق ويتسنى من خلاله إغلاق الصندوق.
- المرحلة الثالثة، تزيين صندوق الهدايا، وتكون باستخدام شرائط مختلفة الأنواع والألوان؛ إذ يستخدم في ربط الصندوق من جميع الجوانب، ومن الممكن إضافة بطاقات ذات أشكال مختلفة وحجوم متنوعة لتزيين الصندوق أو الكتابة عليه، واستخدام حروف جاهزة للصقها عليه، أو استخدام أوراق لامعة ملونة في تزيين الصندوق من الداخل، فطريقة التزيين تختلف باختلاف ذوق الشخص وميوله. [٧]
المراجع
- ↑ سحر الرملاوي (2016/7/7)، "هدايا العيد.. المشاعر لا تقاس بسعر الهدية!"، جريدة الرياض، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/19.
- ↑ "تعريف و معنى الهدايا في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني لكل رسم معنى، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/19.
- ^ أ ب منى مدكور (2010/12/26)، "الهدايا.. فن وثقافة الشعوب"، البيان، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/19.
- ^ أ ب "تغليف الهدايا"، موقع Giftsbuzz، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/19.
- ^ أ ب "أفكار لتغليف الهدايا ملف كامل يجمع أفكار التغليف المبهرة"، كماجه، 2018/4/28، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/19.
- ↑ صابر (2017/12/15)، "طريقة صنع صندوق هدايا في اقل من 5 دقائق"، مشاريع صغيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/19.
- ↑ نجلاء (2018/11/27)، "طريقة عمل صندوق هدايا"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/19.